عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
المصريون بالخارج .. الثروة المهدرة!!

المصريون بالخارج .. الثروة المهدرة!!

بقلم : بهجت العبيدي البيبة

سيغضب كثيرون ممن يطلق عليهم رموز الجالية المصرية بالخارج من هذا الموضوع، لكن لا بأس فمتى رضى الجميع عن عمل أو شيء أو شخص، هذه غاية لم تتسن لأحد قبلنا، ولن ينالها أحد بعدنا، إنها سنة الحياة، وديدن البشر، الذي لا يتفق على شيء بما في ذلك الله الخالق.



لا يوجد حصر دقيق لأعداد المصريين في الخارج، وإن أشير أكثر من مرة لتخطيهم حاجز العشرة ملايين مغترب، وهو رقم كبير، وعدد ضخم، يعادل عشرة أضعاف سكان دولة بحجم قطر، وهذا العدد يمثل ثروة اقتصادية من ناحية، وثقافية من ناحية ثانية، فالأولى ليست في حاجة إلى شرح، حيث أن تحويلات مصريي الخارج تفوق عائد قناة السويس بكثير، أما الثانية فتأكيدها باعتبار هذا العدد من المصريين يمثل قوة ناعمة، بما يؤثر به في المجتمعات التي يعيش فيها، بالإضافة لأن هذا العدد يمكن أن يمثل قوة سياسية تساعد مصر في تحدياتها المتعددة على مستوى العالم، وذلك لو تم استثمار هذا العدد الكبير في دول العالم المختلفة لصنع لوبي مصري مؤثر في تلك المجتمعات، وهذا الجانب الأخير هو ما يسوقه بعض من يسمون انفسهم رموز الجالية المصرية في الخارج خاصة في العالم الغربي، نظرا لأهمية الدول الغربية في عالم اليوم من ناحية، وسماحها، من خلال آليات الديمقراطية التي تحكم تلك البلدان، بالعمل السياسي والتأثير بشكل مباشر في عملية الحكم من ناحية ثانية.

يعلم هؤلاء " الرموز " رغبة الدولة في ذلك، وهو ما يدغدغون به مشاعر المسؤولين، ويصورون الأمر وكأنه قد تم بالفعل، أو في طريقه للتمام، لا ينقصه إلا مساندة المسؤولين، الذين قد يقربون منهم هؤلاء، وهو تقريب ليس في محله، حيث أن أغلبهم لا يملك مقومات حقيقية تؤهله لصنع شيء.

ولعلي أعلن هنا أنه حتى هذه اللحظة لم نحصل على المأمول من أبناء الجالية المصرية في الخارج ولا ما يتناسب والقدرات الكبيرة لهذا القطاع الكبير من أبناء مصر وذلك راجع إلى عدة أسباب يأتي على رأسها هذا الخلاف، وذلك التناحر بين " رموز " الجالية، الذي يحاول كل منهم أن ينفرد بالصورة،  والذي لا يتفق ومفهوم العمل العام، الذي يجب ان يكون عملا جماعيا يضم مختلف الفئات ، إضافة لعدم وجود استراتيجية واضحة لتلك الكيانات المصرية المنتشرة في الدول المختلفة، فضلا عن ضعف بعض هذه الكيانات ضعفا شديدا، وذلك لعدم تبلور آليات لكيفية نظم هذه الكيانات، على ضعف بعضها، في عقد واحد يستطيع التحرك من خلال تلك الآليات المفتقدة حاليا، للحصول على نتيجة معينة، ينشدها أبناء الجاليات أو تندرج تحت عمل قومي تحتاجه الدولة.

لابد أن يرتفع هؤلاء المقدمون أنفسهم كرموز  لمستوى المسؤولية من ناحية، وأن يكون لدى الدولة خاصة عند الوزارة الوليدة " الهجرة والمصريين  بالخارج " رؤية ثاقبة، وخططا واضحة للتعامل مع الكيانات المصرية في الخارج مرة، والتواصل مع جموع المصريين بالخارج أخرى، كما على هذه الوزارة أن تدرس دراسة متأنية المصريين في الخارج وتصنف أوضاعهم و تعرف احتياجاتهم، وكيفية الاستفادة منهم، وذلك لن يتسنى إلا من خلال خبراء حقيقيين، وليس فقط من خلال تقارير إعلامية، أو آراء فردية اجتهد فيها البعض، فذلك لن يكون له أدنى أثر، ولن يعود على مصر بأية نتيجة.

إن المؤكد لدينا، الذي لا يقبل أي شك، أن المصريين في الخارج ثروة هائلة، وقدرات متنوعة، وطاقات مختلفة،  إذا قدر وتم استثمارهم، فالعائد سيفوق الخيال، وهذا ما يجعلنا نلح إلحاحا على الجميع بالعمل الجاد لكي نحصل على الاستفادة القصوى من هذا القطاع الهام من أبناء مصر.

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز