عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الإذاعات الحرام .. والأمن القومي المصري (1-3)

الإذاعات الحرام .. والأمن القومي المصري (1-3)

بقلم : أيمن غازي

عملية تقييم الإذاعات المصرية بشكل عام .. والإذاعات الخاصة بشكل " منفرد" تتطلب إعادة تقييم .. خاصة بعد التقرير الذي يمكن القول انه "مشبوة"من جانب احد مراكز الدراسات والأبحاث الغربية .. والذي نشر مؤخراً بشان عملية استفتاء جرت في الداخل المصري عبر شريحة عريضة من المستمعين قيل انها تمثل عصب الشباب المصري ضمن هذه الشريحة .. وهوالأمر الذي يتطلب عملية تقييم واضحة للتقرير الغربي نفسه والذي تداولته ايضاً بعض الصحف الخاصة .



تحليل تقرير " بارك"

وفقاً لإحداثيات التقرير فان شبكة نجوم" أف  ام"   الإذاعية هي الأعلي " استماعاً"..  بين جمهور تبلغ شريحته العمرية  من الـ"15 الي 25 عاماً" اي عصب الدولة في قوتها البشرية .. في حين أن الإذاعات الوطنية والتي تربي عليها أجيال كاملة مثل" الشرق الأوسط وصوت العرب " أصبحت خارج السياق .. وهي  الأكثر وضوحاً و رسوخاً في الدولة المصرية .. وهو الأمر الذي يتطلب بحثاً موثقاً حول هوية ما يسمي بالإذاعة الأكثر أنتشاراً بين المصريين .

وفقاً لمعلومات متداولة في هذا السياق فإن ملاك الإذاعة الحقيقيين لهم أرتباطات واضحة بدوائر " صهيونية .. أمريكية" .. هي نفسها الدوائر التي طرحت ما يسمي بالإعلام البديل عن الإعلام الوطني  في مصر عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير .. كان الهدف منه صناعة ما يسمي " الفوضي المنظمة " كتسمية بديلة عن  مفهوم "الفوضي الخلاقة" الذي لاقي عملية ردع من جانب الشارع المصري في هذا التوقيت ..  هدّف الي زرع فكرة " أستبدال مؤسسات الدولة " بمؤسسات جديدة وشخوص جدد يمثلون المشروع الصهيو امريكي في المنطقة والدولة المصرية بشكل خاص .. من خلال أستقطاب عدد لا بأس به من الزملاء الإعلاميين ضمن إذاعات خاصة بعينها .. او بمعني ادق " سحب الوجوه الإعلامية من  الشاشة الي المايك" .

عملية ناعمة إعلامياً

إذن .. نحن امام حالة  منظمة  تجري تحت إطار  عملية " ناعمةإعلامياً" تدار من الخارج  تستهدف الي نشر أكبر قدر من الفكر الفوضوي و" تسفيه الدولة" .. ربما لم يلحظه كثيرين عقب أفتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي لأحد أهم المشروعات القومية والخاصة بإسكان محدودي الدخل ... حيث تم شّد وجهة المستمع المصري الي  عملية إعلامية نوعية وهي فكرة " السجادة الحمراء" بالرغم من أعتماد غالبية دول العالم مثل هذه البروتكولات في المناسبات الرسمية  ومن ضمنها  الدول الغربية .. وهو ما يعني أن عملية جس النبض في المرحلة الجديدة تركزت  نحو "تسفيه مشروع الدولة " .. بشكل يجعل هناك عملية أحتقان في الشارع .. تحت بنود عدة منها " مَن سمح بذلك .. اليس الرئيس مواطناً مصرياً .. اليس المشروع خاص بالفقراء " .. بشكل يتم من خلاله   ضرب المنهج القومي الخاص بعملية إعادة بناء الدولة بشكل سريع لتجاوز أثار ثورة يناير من العام 2011.

الإنتقال الي مربع ما قبل يناير

تدشين الإذاعة الأعلي جماهيرياً وفقاً لتقرير "بارك " الأمريكي مرتبط هنا بعملية إعادة تقييم وتقديم " صورة بديلة  لفكرة " راديو سوا " الأمريكي" التي فشلت علي مدار نحو عشر سنوات في التواصل مع الجمهورالمصري  .. وعملية إعادة زراعة "إذاعة" جديدة  ضمن ما يمكننا ان نطلق عليه " الإذاعات الحرام " في مصر وخطرها علي الأمن القومي المصري .. خاصة إذا وضعنا في الأعتبار طبيعة عمل  "ملاك الإذاعة "  ضمن عمليات مضاربات مالية قامت بها شركات " صهيو أمريكية" في المنطقة ومنها مصر وذلك عبر مكتب " جولدن مان ماكس " الأعلي صيتاً بشأن الصفقات " الصهيونية" .. ثم مكتب المحاماة الدولي " بيكر أند ماكينزي "  الموجود بالقاهرة  وله أكثر من " 63 " فرعاً علي مستوي العالم " أهمهم مكتب القاهرة " وهو الذي تولي الدفاع عن المتورطين في قضية التمويل الأجنبي وقت حكم المجلس الأعلي للقوات المسلحة للبلاد عقب تنحي الرئيس الأسبق " حسني مبارك" عن السلطة .. ضمن نحو 6 آلاف توكيل من شركات أمريكية للدفاع عن مصالحها داخل مصر .. وهو ذاته المكتب الذي كان سبباً في الحجز علي أموال الدولة المصرية في بنوك الخارج خلال العام 2009  نتيجة قضية تحكيم دولية شهيرة أقامها رجل الأعمال " وجيه سياج " ضد مصر .. والتي خسرت بسببها 700 مليون دولار .

من ضمن أفكار العودة الي المربع الأول لما قبل يناير عملية تلميع "الإذاعات الحرام " علي حساب الإذاعات الوطنية بهدف خلق بؤر توتر علي خلفية ما جري ما قبل يناير والحشد ضد الدولة بشكل مختلف .. في ظل حالة الاصطفاف الوطني التي خرجت بها  الجماهير في الشارع المصري عقب ثورة الثلاثين من يونيو .. وهي النموذج  الشعبي الخالص   بشان عملية " التصويت في الشارع " علي خلع نظام الإخوان المدعوم من الغرب ..إلا ان ملاحظة دقيقة هنا يجب التوقف عندها بشأن تغيير إستراتجية مخاطبة المواطن المصري بعد "30 يونيو" ..وضرب الإذاعة المصرية .. وهي عملية ربط الجمهور ببرامج تبدو انها تتحدث عن الشفافية في حين أنها تقوم بنفس الدور الذي كانت تقوم به بعض الوجوه الاعلامية  قبل يناير.. " تسفية الدولة .. التشكيك في المؤسسات " ملاحقة القضايا الوطنية بأفكار سوداوية .. تحت بند " الحقوق والحريات" ..نشر ما يسمي بحالات الاختفاء القسري .. وتوريط عدداً من مؤسسات الدولة فيها .. وقبلها كانت عملية  هدم الإعلام المصري المملوك للدولة، التى قد بدات قبل يناير  بسنوات، من خلال تدشين شركة أنتاج تليفزيوني من الباطن أدت في النهاية الي تدمير" ماسبيرو .. حيث كانت الدقيقة الإعلانية داخل التليفزيون المصري تصل الي نحو " 2000جنية " حيث تم توريد الاعلانات الي  ماسبيرو" إعلام الدولة"  عبر تلك الشركة الخاصة  بنحو " مائة جنية فقط لاغير" .. وهو الأمر الذي يتطلب هو الاخر عملية تقييم وفتح تحقيق منصف في هذه المسألة .

أدعياء 30 يونيو

الإنتقال من " الشاشة الي المايك" امر قد يبدو بسيطاً .. إلا أن عملية الإنتقال هذه تحتاج الي توضيح بسيط بشان إنتقال عدد بعينه من نجوم " الميديا" الي" المايك" .. ربما بآلية مختلفة هذه المرة  كونهم كانوا في المشهد الإعلامي وقت اندلاع ثورة 30 يونيو .. وربما همسوا سراً الي مقربين منهم بأنهم " شركاء فيما جري" .. وعندما لم يجدو شريحة الجمهور المتلقي كما كانت عليه قبل " يونيو " كان الهدف الاخر " الإذاعة" .. التي يمكن من خلالها التواصل مع اكبر قدر من المستمعين بعد حالة " الانصراف " من امام الشاشة .

غداً.. غرف الفور سيزون التي تدير الإذاعات الحرام " ضد مصر

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز