عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
عقلها مثير عن ساقيها..!

عقلها مثير عن ساقيها..!

بقلم : د. دينا أنور

اعتاد الرجل الشرقي أن ينظر إلى الفتاة من أسفل إلى أعلى، فعقله غالباً عند ساقيها، ويشعر بعدم السيطرة على نفسه إذا ما أعجبته تلك السيقان ويبدأ في التفكير بصاحبتها وكيف يمكن أن يفوز بمن تملك تلك السيقان الجميلة.

وعجباً لذلك الرجل الذي يبذل الغالي والنفيس لمجرد أنه رأى امرأة أعجبه شكلها أو جسدها، فهو يقنع نفسه أنه أحبها من أول نظرة ولكنه لايتذكر أن تلك النظرة الأولى لم تكن لها بل كانت لساقيها الجميلتين، إذن فهذا الحب هو حب للجسد لا للإنسانة التي تمتلك هذا الجسد!!!

وبما أن المرأة التي تظهر سيقانها في مجتمع يعتبر المرأة نجس وعورة، هي قطعاً إمرأة قوية ومستقلة وناضجة بالشكل الذي يجعلها تواجه مجتمعاً يرى الفضيلة والعهر مختزلين بين ساقي إمرأة، فالأكيد أنها أيضاً تحمل عقلاً ناضجاً وفكراً واعياً يجعلها تستطيع الحكم على الأشخاص بالشكل الصحيح، ويستثنيها من قافلة النساء اللواتي ينخدعن بمعسول الكلام ووعود الزواج، وغاية أملهن في الحياة أن يجدن رجلاً يلبي لهن إحتياجاتهن المادية .

وهذا النوع من السيدات اللواتي ينعتهن مجتمعنا المريض بالمتحررات، واللواتي يعتبرن هدفاً إستراتيجياً لأنصاف الرجال الذين يمارسون دور سي السيد مع زوجاتهن ومع أهل بيتهن وأفراد عائلتهن، ولكنهم يمثلون دور "قاسم أمين" أمام تلك المتحررة أملاً منه أن يقودها تحررها إلى تصديق تمثيليته ومن ثم يسهل عليه أن يدعوها لفراشه.

ولكن ما لا يعرفه الكثير من الرجال أن هذا النوع من السيدات اللواتي تظنونهن متحررات ولاقيود لديهم أو ضوابط، هن أصعب النساء منالاً وأشرسهن هجوماً على كل من يحاول خدشها ولو بنظرة، فهي عشقت ذاتها للمرحلة التي لاتقبل فيها الأذى لروحها ومشاعرها من أي شخص كان، وهي من ذلك النوع الذي يقول"أصون كرامتي ثم حبي"، هل تعلمون لماذا؟

ليس لأنها جميلة، ليس لأنها مثيرة، ليس لأنها تمتلك سيقاناً جميلة، ليس لأنها تسحر القلوب بنظراتها، ليس لأنها تشدو بصوت رقيق كالنسيم، ليس لأنها تمتلك وجهاً جميلاً أو قداً ممشوقاً، كل هذا فقط لأن لديها "عقل".

نعم"عقل"، عقل المراة الذكية الذي يخيف الرجل الشرقي ويخشى أن يجده في زوجته، عقل المرأة الطموحة التي لاتقبل بدور الظل لرجل، عقل المرأة ذات الكرامة التي لاتسمح لأحد بأن يكسر كبريائها، عقل المرأة المثقفة التي تستطيع أن تقنع الجميع بحديثها، عقل المرأة الواثقة من نفسها والتي لا تستمد أهميتها من وجود رجل في حياتها.

هذا العقل يا معشر الرجال هو محور الإثارة، فهو الذي يحرك قلبها ويستفز مشاعرها، المرأة التي تفكر لن تصل إليها عن طريق امتداح  جسدها وساقيها، ولن تقنعها أساليبك  لأنها ببساطة "تفكر" .

هذا النوع من النساء يمتلكن مقومات الجمال والأنوثة المطلقة، ولكن بروح الأنثى القوية لا المستضعفة، بروح الأنثى العنيدة لا المستسلمة، بروح الأنثى ذات الكرامة وليس الأنثى التي تقبل الإهانة.

هذا النوع من النساء لايستسلم للظروف الصعبه، ولاتجعل همها في الحياة إلقاء شباكها على رجل يلبي لها إحتياجاتها المادية أو العاطفية أو حتى الجنسية، هذا النوع من النساء يعشق القوة والحرية، ولايحركها رجل إلا إذا أقتنع به عقلها، لأن عقلها ليس مشغولاً بغيرها، عقلها هو باب قلبها ومفتاح مشاعرها  وهو الذي يوقفها في الوقت المناسب إذا ما أستشعر الخطر أو أحس بالخداع.

إذن ياسيدي فلتجرب أن تنظر للمرأة  من أعلى إلى أسفل، هذا أن إفترضنا من الأساس أنه مسموح لك بالنظر إليها، ولكن إن واتتك الظروف ووقعت عينك المتفحصة على أنثى فحاول أن تثني شرقيتك المتأصلة في وجدانك جانباً وأن تنظر إليها من الأعلى، صدقني سوف تشعر بإنسانيتك الدفينة، سوف ترتقي بتفكيرك عن موضع الأحذية والأقدام، وستسمو بنفسك لمرحلة الفكر والإحساس، والأهم من كل ذلك أنك ستكتشف إكتشافاً ممتعاً لم تكن تعلمه من قبل، وهو أن عقلها مثيرٌ جداً عن ساقيها..!
 



 

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز