عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
مصائب الأوطان عند الفضائيات فوائد!

مصائب الأوطان عند الفضائيات فوائد!

بقلم : رشاد كامل

مصائب قوم عند قوم فوائد!!
هذا مثل شعبى مضبوط بنسبة مليون فى المائة، وينطبق تماما على كل شىء فى الحياة، من السياسة والاقتصاد والاجتماع إلى الفن والأدب والفضائيات!
وكلما شاهدت برنامجا على فضائية مصرية أو عربية تذكرت المثل السابق فورا، لكن خطر ببالى تغييره وتعديله ليصبح «مصائب قوم عند كل الفضائيات فوائد»!




ببساطة شديدة فالفضائيات لا تعيش ولا تزدهر وتكسب إلا على مصايب الآخرين وكوارثهم، سواء كانت مصايب وطن أو مصايب أفراد!!


أظنك تعرف وتتابع أحوال العالم العربى من المحيط إلى الخليج منذ هبت عليه ما يسمونه «الربيع العربى»!


لكن هل لاحظت كم فضائية وقناة بدأت إرسالها بعد هذه المرحلة الساخنة والملتهبة التى عاشها جميع العرب سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة!


مئات الفضائيات انطلقت وولدت بلا حسيب أو رقيب أو ضابط أو رابط وغالبيتها بدون استثناء لا تعرف هوية من يملكها ومن يصرف عليها؟! هل من يفعل ذلك حكومات أم أفراد أم جهات خفية مجهولة؟!


هذه الفضائيات كلها تعيش على المصائب والكوارث وهو ما يبدو ويتجلى تماما فى نشرات أخبار كل هذه الفضائيات التى تبدأ بانفجار ما فى أحد أحياء مدينة بغداد ولا تنتهى بالبراميل المتفجرة فى سوريا الشقيقة!


حرائق وقتل ودمار وسلب ونهب وصراخ وعويل كل هذا أصبح من سمات وعلامات أى نشرة إخبارية!


البلد الواحد أو الوطن الواحد لم يعد يكفيه ما يعانيه من ويلات ودمار وهلاك العباد قبل البلاد بل أصبح يعانى أكثر من الفضائيات التى تتحدث باسمه وباسم بلده!! فأحالت حياة الشعوب إلى جحيم آخر غير جحيم القتل!!


يبحث المواطن العادى عن بارقة أمل فى برامج هذه الفضائيات فلا يجد إلا السباب والشتائم والخلافات الرهيبة بين الآراء!


يبحث المواطن العربى الغارق فى مصائبه ونكباته عن نخبة عاقلة هادئة تحدثه عبر الفضائيات بشرح متزن وتحليل عاقل وطرح موضوعى لإنهاء المهزلة التى يراها فلا يجد إلا «نخبة» احتلت الشاشات لتؤجج الصراع الدائر؟! وتبرر أعمال القتل والدمار باسم ثورة الربيع!!


ملايين المواطنين العرب غادروا بيوتهم بعد أن تهدمت واحترقت وغادروها إلى المنافى وبلاد الله الواسعة، بينما «نخبته» تحتل الشاشات فى كامل الأناقة والشياكة تتحدث عن المقاومة والممانعة حتى آخر طفل عربى.


هذه الملايين لا تجد لقمة الخبز ولا قطرة الماء وتقف بالساعات الطويلة فى طابور مهين من أجل الحصول على معونات الهيئات الدولية، بينما تلك النخبة التى تتجول فى عواصم العالم وتعيش فى أفخر فنادقه أو مساكنه وتتلذذ باللذائذ تطالبه بالصمود فى وجه النظام أى نظام!


المواطن العربى يتمنى أن يشاهد نخبته على شاشة التليفزيون وهى تترك خلافاتها السياسية والإيديولوجية قليلا ويتفقوا على خطة أو خارطة طريق لإنهاء هذه الحروب العربية داخل الوطن الواحد!


المواطن العربى البسيط الذى لم يتعلم فى جامعات لندن وباريس وواشنطن يتساءل كثيرا عبر مداخلاته مع هذه الفضائيات: كم شهيدا سقط فى حروبنا مع إسرائيل؟! وكم شهيدا عربيا سقط بأيد عربية؟!


ويفاجأ المواطن العربى بضيوف البرنامج «النخبجية» يسخرون من سذاجته السياسية وأنه لا يعرف ألف باء السياسة العالمية، فإسرائيل هى العدو التاريخى؟! أما الآن فالعدو الرئيسى هو الأنظمة!


فضائيات لا تريد للمصائب أن تنتهى!! و«نخبة» فاسدة ترتزق وتكسب من استمرار هذه المصائب؟! كلما ظلت المصيبة قائمة ومستمرة كلما بقوا فى الفضائيات يحللون ويثرثرون ويبررون ما يحدث ويعملون على استمراره!


«صحيح أن مصائب الأوطان عند الفضائيات والنخبة فوائد»!

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز