العكش يسقط فى بئر سبع

بقلم : محمد رزق

فى واحدة من عجائب هذا الأيام ومصائبها الجسام التى تنهال على رؤس الموطنين جاءت واقعة إستضافة توفيق عكاشه عضو مجلس النواب عن دائرة طلخا ونبروه بمحافظة الدقهلية للسفير الاسرائيلى بالقاهره ومرافقته له فى موكب مهيب إلى بيته ووسط أهله وعشيرته وتناوله معه العشاء وأطراف الحديث وأشياء أخرى  لما يزيد على ثلاثة ساعات.

خبر مثير تناولته كافة وسائل الإعلام المصريه والاسرائيليه والعالميه المقرؤة منها والمسموعه والمرئيه والسوشيال ميديا فى المقدمة منها  حيث الصور التى شاركها الجميع على صفحات التواصل الاجتماعى تجمع ما بين نائب الشعب توفيق عكاشه وسفير الكيان الصهيونى حاييم كورين فى سابقة تكاد تكون هى الاولى من نوعها لنائب منتخب شعبيا يجتمع عينا بيانا مع سفير الدولة العبريه فى تحدى صارخ لمشاعر مئات الالاف من أبناء دائرته ممن إختاروه وأنتخبوه بإرادة حره وبإكتساح باع العكش وطنه وطعن أهله فى مقتل وكشف عن وجه الزائف وبطولاته المزعومة.

فكيف لمن دأب يقدم نفسه للملايين عبر نافذته الفضائيه على أنه مفجر الثورات وقائد الجماهير وملهب المشاعر وباعث الوطنيه وموقظ الضميرأن يتحول فى غمضة عين الى خائن وعميل و كيف لمن تعلقت به أفئدة الكثيرين من دائرته وخارجها من جماهيره الغفيره البسيطه التى سلمته عقولها  يعبث بها كما يشاء طيلة أكثر من خمس سنوات كيف لها أن تصدق أن قائدها الاغر قد غرر بها وباعها للاعداء اللذين إرتمى فى أحضانهم باحثا عن مجد زائف وشهرة رخصيه حتى ولو كان ذلك على حساب مشاعر ملايين المصريين الذين يرفضون التطبيع مع هذا الكيان الغاشم الأثم الملطخة أيديه بدماء ألابراء والمتربص بنا الدوائر.

لم يخفى توفيق عكاشه فعلته بل جهر بها وصدع وأذاعها على رؤس الاشهاد وساق لها الاسباب والأهداف وقال إنه تحدث مع السفير الاسرائيلى حول أزمة سد النهضة مطالبا إسرائيل بالمساعدة فى حلها عبر نفوذها فى إثيوبيا مقابل أن يمدهم بمياه النيل وهو ما كانت ترغب فيه إسرائيل وتطلبه منذ عشرات السنين نظرا لأنها تقع فى دائرة الفقر المائى ولا نعلم من فوضه بالحديث عن هذه القضية مع السفير الاسرائيلى وهل أخطر دوائر صنع القرار ومؤسسات الدولة الرسمية أو السيادية بفعلته هذه أم هو نوع من العبث والبحث عن أدوار وصناعة بطولات وهميه تجذب له الاضواء وتضعه فى دائرة الاهتمام.

اى عاقل هذا الذى يظن أنه سيحظى بشعبية وأهتمام بفعلة كهذه وهو نائب منتخب بإرداة شعبيه فاذا كانت مصر الرسمية مرتبطة بعلاقات دبلوماسيه مع الجانب الاسرائيلى فإن هذا الامر ضرورة فرضتها إتفاقية كامب دايفيد للسلام الموقعه بين مصر واسرائيل وأن حدود هذه العلاقه لم تتخطى يوما دائرتها الدبلوماسية وتنتقل الى الدوائر الشعبية أو الثقافيه أو الاجتماعية وظلت العلاقه هكذا بل توترت كثيرا بسبب ممارسات إسرائيل وجرائمها ضد الشعب الفلسطينى وحروبها المستمرة عليه ومؤامراتها وحروبها السريه لضرب استقرار الدول العربيه وفى مقدمتها مصر.

سقطة كبرى لا يمكن أن تغتفر و إنتحارا سياسيا لظاهرة العكش الذى سقط فى بئر سبع  شرب منه وارتوى ثم تفجر  الغضب فى وجهه واشتدت عليه الحمم والسهام واصابته فى مقتل ووضعته فى دائرة الخيانة والعماله وطالبت بعزله من مجلس النواب بعد أن كانت فئات كثيره خاصة البسطاء يصدقونه ويعشقونه و يرفعونه فوق الاعناق.

 

فلا يمكن لنائب الشعب وممثله تحت قبة البرلمان أن يضع يده فى يد سفير دولة ترتكب يوميا جرائم حرب ضد الانسانيه لقد إرتمى توفيق عكاشه فى أحضان الكيان الاسرائيلى وأرتضى به بديلا عن أبناء دائرته وبنى وطنه فهى إذا  بداية للغروب غروبه هو وأمثاله و كثيرا من الوجوه التى تصدرت المشهد وكانت مثار صخب وجدل على مدار الاونه الاخيره فمنهم من يقضى على نفسه دون أن يدرى ومنهم من يفنى بأيدى الاخرين .