عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
بلاها سوسو .. بلاها نادية

بلاها سوسو .. بلاها نادية

بقلم : عاطف حلمي

بعد ثورتين عظيمتين لانزال أسرى ثنائية "سوسو ونادية"، في عهد مبارك عانينا ثنائية"انا أو أنا"، ثم "أنا أو الإخوان"، وفي وسط زخم ثورة 25 يناير خرج علينا أنصار المخلوع بثنائية "مبارك أو الفوضى"، ثم جاء الإخوان بثنائية "نحكمكم أو نقتلكم"، والآن هناك من يروج إلى سوسو ونادية في ثوب جديد "الديمقراطية أو الاستقرار"، وفي كل الأحوال فشلت "سوسو ونادية" في اسكات صوت الشارع، بل وخلقت احتقاناً لأتفه الأسباب، وبغض النظر عن نسبة المقترعين في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، فأن الظاهرة التي حاول كثيرون غض البصر هنا هي عزوف الشباب، وشئنا أم أبينا، فهذا هو الواقع لقد كفر الشباب بتلك الثنائية ورفعوا شعار "بلاها سوسو .. بلاها نادية"، وما لم تكن لدينا خطة واضحة في استعادة شريحة الشباب سوف ندفع ثمناً غالياً في وقت لانزال تدفع فيه البلاد فواتير لاحصر لها.



 

قاع المستنقع

على خلاف النظرة المتشائمة التي تسود قطاعات عريضة من أداء مجلس النواب، أجد نفسي متفائلاً بأن هذا المجلس بشرة خير، فكما حدث مع الإخوان الذين ظن البعض أنهم مثل "قرادة الماشية" التي لاتترك فريستها إلا بعد أن تمتص دمها وتموت، جاء الفرج وبيده مقشة أزالت الإخوان ولفترة طويلة من حياتنا السياسية.

ولعل معضلة مجلس النواب تكمن في نوعية النواب أنفسهم فأغلبهم لايتخيرون عن "العوكش" في شيء فعدد لابأس به منهم أتى من قاع مستنقع بقايا نظام مبارك وشلل المنتفعين والمطبلاتية والمتاجرين بكل شيء، وهذه المعضلة هي بوابة الأمل فدخولهم المجلس بمثابة الدخول إلى محرقة سياسية سوف تأتي عليهم، لعل وعسى يأتي مجلس جديد بعناصر تعبر عن واقع الحال تكون سنداً تشريعياً ورقيباً برلمانياًعلى السلطة التنفيذية، يخرجون بنا من حالة "العك البرلماني" التي صدعونا بها.

 

ودنك منين؟

عجيب مجلس النواب وتحالفاته، فمن يحالون الآن تشكل تكتل أو حزب تكون له الأغلبية، هم أنفسهم من وقفوا بالمرصاد أمام الأحزاب في قانون الممارسة السياسية وحاولوا بكل ما لديهم من قوة تقزيم الأحزاب بحجة أن توسيع نسبة القوائم الحزبية في المنافسات الانتخابية سوف يفتح الباب على مصراعية لتسلل الإخوان وسيطرتهم على البرلمان، وهو إدعاء باطل وظالم للتطور الديمقراطي، ومن ثم جعلوا الغلبة للمرشحين المستقلين وعطلوا مادة جوهرية في الدستور تنص على تشكيل حزب الأغلبية للحكومة، والآن يسعون لتشكيل حزب أغلبية من شوارد المستقلين الذين لايربطهم الحد الأدنى من القواسم المشتركة، ولسان الحال يقول لهؤلاء "ودنك منين".

 

السلحفاة والنمر

مجلس النواب الذي تقمس دور النمر وسابق الزمن وأقر عشرات القوانين في فترة وجيزة تؤهله لدخول موسوعة "جينس للأرقام القياسية"، يلعب علينا الآن دور السلحلفاة في أقرار لائحته الداخلية التي لم تكن بحاجة لأكثر من جلستين لأنهم ببساطة يعيدون اختراع "العجلة"، في حين أن "العجلة" أي اللائحة موجودة في المجالس السابقة وهي تمثل أعرافاً برلمانية في مختلف برلمانات العالم ولايستدعي الأمر سوى بعض التعديلات، لكنها سابقة جديدة تضاف لمواقف وطرائف المجلس الموقر.

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز