عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
التعليم هو الحل

التعليم هو الحل

بقلم : عاطف حلمي

أزمة مصر ليست في الاقتصاد المتدهور، وليست في تردي الخدمات أو تلك المتاهة السياسة الناتجة عن تغييب مؤسسات الدولة الديمقراطية، فكل هذه الأمور ما هي إلا اثار جانبية لأزمة الأزمات إلا وهي التعليم الذي تم إفشاله عن عمد مع سبق الإصرار والترصد خلال عصر مبارك، فمن دون تعليم حقيقي سنظل نصارع طواحين الهواء إلى ما لانهاية، ولعل واقعة حذف اسم البرادعي من مناهج التعليم كونه أحد الحاصلين على جائزة نوبل خير مثال على حالة عمى الألوان التي يعاني منها القائمون على التعليم فسواء اتفقنا أو اختلفنا مع البرادعي فهذا لايعني تزوير التاريخ والعبث بالمناهج من أجل تصفية الحسابات السياسية.



 

إخصاء فكري

مشكلة التعليم في مصر أنه خضع لعملية إخصاء فكري وإبداعي بفعل فاعل معلوم دأب على مدار ثلاثة عقود بالتمام والكمال على تخريج أنصاف المتعلمين، حملة شهادات ورقية لاتتعدى ثمن البرواز الذي توضع فيه لتعليقها على الجدران.

 

طلاسم

الجميع يدرك هذا ولايحرك ساكناً، فعلى سبيل المثال نجد خريجي تخصصات اللغات بما فيها اللغة العربية، التي يفترض أنها اللغة الأم، لاتتعدى معرفتهم بها حدود شهاداتهم الورقية، بل إن خريجي تخصصات اللغات الأجنبية يحتاجون إلى مترجم عند تعاملهم مع الشعوب المتحدثة بتلك اللغات، مترجم يفك طلاسم طريقة تحدثهم بهذه اللغة أو تلك، حيث تحولت اللغات على أيدينا أو بالأحرى ألسنتنا إلى كائن غريب لايمت للغة بصلة لا في مخارج الكلمات أو قواعد اللغة ومن ثم أصبحنا نعاني الجهل بثقافات وحضارات تلك الشعوب.

 

عاهات لغوية

نفس الأمر ينطبق على خريجي الكليات العلمية بلا استثناء، وإذا أضفنا إلى ذلك غياب مبدأ التعليم المستمر، نعرف سر افتقادنا للعمالة الماهرة في مختلف المجالات، ومن يتابع اللغة التي يكتب بها الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي سوف يدرك إلى أين وصلنا بعقول شبابنا، بل إن وزير التربية والتعليم نفسه ضبط متلبساً بتغريدة لاتخلو من تلك العاهات اللغوية.

 

أنصاف المتعلمين

وما يزيد من أزمة التعليم هو افتقادنا لفلسفة التعليم نفسها، وماذا نريد من هذه الملايين من خريجي الجامعات الذين ينضمون رغماً عن أنوفهم إلى طابور طويل عريض من انصاف المتعلمين، فلا تقدم وتطور من دون تعليم حقيقي، ولا بحث علمي ومواكبة لدول العالم المتقدم ما لم نعيد هيكلة المنظومة التعليمية برمتها ونعيد تأهيل المعلمين وفقاً لمبدأ التعليم المستمر، فغالباً نجد المعلم ــ أي معلم ــ يكتفي فقط بما تم تحصيله خلال الجامعة، وهو في واقع الأمر لايعدو كونه قشور لاتغني ولاتسمن من جوع، فكيف يستطيع معلم هذا حاله أن يخرج لنا طلبة مبدعين؟!

 

الدرك الأسفل

التعليم ليس مجرد شهادة، والأرقام الخرافية التي يحصل عليها طلبة الثانوي وتتعدى المائة في المائة ما هي إلا مؤشر على انحدار نظامنا التعليمي إلى الدرك الأسفل، أما التعليم الفني فحدث ولا حرج، فخريجيه إذا قدر لهم خوض اختبار حقيقي لمحو الأمية سوف يفشلون فشلاً ذريعاً.

 

حوسة القملة

وحتى اشعار آخر سنظل ندور في دائرة مفرغة، ونحتاس حوسة القملة في رأس الأقرع، ما لم نخرج من ذلك المستنقع ونستفيد من دروس دول مثل ماليزيا التي كانت تقف معنا وربما تتخلف عنا بخطوات عندما تولي فيها السلطة مهاتير محمد في الثمانينات في نفس الوقت تقريباً الذي تولى مبارك السلطة، مهاتير خلق دولة من عدم معتمداً على التعليم، ومبارك أسقط دولة إلى قاع العدم بإفشال المنظومة التعليمية.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز