عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
نار الفواتير تحرق الجيوب والقلوب

نار الفواتير تحرق الجيوب والقلوب

بقلم : محمد رزق

وكأننا فى رغد من العيش وزخروفا من الحياة ورفاهية ما بعدها رفاهيه ولم ينقصنا الإ أن ندعم خزانة الدولة الفارغه التى تبحث لها عن مورد وتفتش فى دفاتيرها وأوراقها القديمة والحديثه إنطلاقا من مقولة الورق ورقنا والدفاتر دفاترنا فأرسلت إلينا رسولها المحصلين وأطلقتهم علينا فى كل شارع وحاره وفى كل مدينة و قرية ونجع من شمالها الى جنوبها ومن شرقها إلى غربها  بفواتيرها الملتهبه مياه وكهرباء وغاز وهواء إن وجد إدفع بالتى هى أحسن إدفع ما فى الجيب يأتيك ما فى الغيب إدفع ثم اشتكى ادفع والإ.... فيرد المواطن المسكين ما أنا بدافع.




ما هذا الجنون الذى أصاب الفواتير وجعلها فى يوم وليلة تتضاعف عشرات المرات هل هى فواتير الخير حتى تأتى  الفاتورة بعشر أمثالها وتضاعف الشركة لمن تشاء دون حساب أو عقاب أوحتى مراعاة لادنى قواعد المحاسبه وأدنى قواعد الضمير فى عالم انتزع منه الضمير والرحمه وحل مكانه القهر والظلم والعدوان على الفقراء والبسطاء والمستضعفين فى الارض من أبناء الطبقة المتوسطة وفوق المتوسطه وتحتها ممن يبحثون ليل نهار عن لقمة عيش كريمة بعرق جبينهم  تسد أفواه أبنائهم واسرهم فى دوامة الفقر المحكم و الحياة المريره .


لا يمكن لعاقل تصور أن تكون الفواتير التى تدخل كل بيت هى رسالة شكر من  الدولة والنظام إلى رعيته وشعبه الذى اختاره وخرج يتراقص أمام اللجان فرحا ودعما لرئيسه الذى خلصه من عصابة الاخوان.


 متى يدرك صانع القرار أن نار الفواتير تحرق جيوب المصريين وتشعل قلوبهم غضبا وسخصا وكراهيه الإ يوجد رجل رشيد وسياسة حكيمة تطفىء النار التى أوقدها مجموعة من الاغبياء من كبار الموظفين وصغارهم فى هذه الشركات الخدمية اللذين استغلوا تصريحات رئيس الدولة عن أهمية ترشيد  الدعم و أن يعرف المواطن حجم ما تتكلفه الدولة فى توفير مياه الشرب والكهرباء حتى يتحمل مسئؤليته فى ترشيد الاستهلاك فقاموا بمضاعفة اسعار الفواتير دون وعى أو ضمير.


كلنا يعلم أننا أمام مرحلة حرجة من تاريخ الوطن وان فاتورة الدعم والاجور وخدمة الدين تستحوز على 80% من الموازنة العامة للدوله  وأن الجميع عليه أن يضحى من أجل تجاوز تلك المرحلة مرحلة عنق الزجاجة التى توقفنا فيها منذ سنوات وبتنا محشورين فيها لا نبرحها الى الامام أوحتى إلى الخلف.


 لكن لا يمكن أن تكون التضحيه من جانب واحد فلا يمكن أن نضحى بالام والجنين حتى يعيش الطيب ولا يمكن أن نطلق العنان لجنون الفواتير حتى تأكل الاخضر واليابس بفعل مجموعة من الهواه اللذين لا ضمير عندهم ولا ذمة.


 فالمواطن البسيط أصبح الأن ضحية جنون الاسعار وجنون الفواتير وجنون الدروس الخصوصيه وجنون أسعار الدواء وجنون المواصلات فى الوقت الذى إنخفض فيه سعر الجنيه أمام الدولار وإنخفضت قيمة راتب من معه راتب الى أدنى المستويات.


لا شك أن العدالة الاجتماعية تقتضى إعادة النظر من جديد فى سياسات الدعم خاصة الموجه الى الطبقة الاقل دخلا والاكثر معاناة وأن تكون هناك مظلة حماية إجتماعية حاكمة  تراعى تلك الفئات المهمشة والفقيره فى المجتمع وأن يشرف على تنفيذها مجموعه من المخلصين بعيدا عن مصاصى الدماء اللذين تخصصوا فى نهب المواطن وتقليبه على الجنبين ثم تركة جثة هامدة .
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز