عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الفهلوة الرياضية والتحليلات الكروية!

الفهلوة الرياضية والتحليلات الكروية!

بقلم : رشاد كامل

مازلت أذكر أول مرة شاهدت فيها عبر شاشة التليفزيون مباراة لكرة القدم - زمن الأبيض والأسود - وكان يعلق عليها ألمع وأظرف معلق وقتها هو الكابتن «محمد لطيف» رحمه الله، أما فى الإذاعة فقد كانت مصر كلها تنتظر الموجز الذى يقدمه الإذاعى الكبير الأستاذ «فهمى عمر».



لم يكن هناك وقتها كل هذا اللت والعجن سواء فى التعليق على المباريات أو تلك الاستديوهات التحليلية التى تبدأ قبل أى مباراة بساعات وتنتهى بعد انتهاء المباراة بساعات!!

تغيرت الدنيا بسرعة شديد بدأت القناة الثالثة على استحياء فى تقديم برنامج رياضى كان يقدمه حازم الشناوى هو الكاميرا فى الملعب، لا تزيد مدته على ثلث أو نصف ساعة، حتى وصلنا إلى ما تراه سيادتك هذه الأيام!! فقد زادت الفضائيات بشكل لا مثيل له، حتى لو كان عدد مشاهدى القناة الواحدة أقل من عدد العاملين فى هذه القناة! وزادت ساعات البث الكروى لتصبح بالساعات الطويلة، ولابد من ملء هذه الساعات بالكلام والشرح والتحليل والتعليق وربما الاستظراف وخفة الدم!

لا بأس من ذلك كله.. لكن شيئا فشيئا بدأت تتسلل إلى هذه البرامج مناقشة قرارات الحكام بل والاعتراض عليها بل وصل الأمر إلى التجاوز فى حق حكم المباراة.

الأسوأ من ذلك أن الجماهير وعبر الاتصالات التليفونية سواء كانت حقيقية أو مفبركة دخلت فى هذه اللعبة الجهنمية لتشارك فى وصلة الهجوم على الحكام، بل يصل الأمر أحيانا إلى توجيه السباب إلى هذا الحكم أو ذاك!

كل مشجع يريد أن ينتصر فريقه ويفوز بالمباراة سواء باللعب وهذا حقه، أو بمساندة وانحياز الحكم لفريقه وهذا ليس من حقه وليس من قوانين اللعبة!!

حتى إن غالبية أهل النقد والتحليل وكل منهم معروف بانتمائه لناد معين شارك فى هذه اللعبة الخطيرة، فكل قرار للحكم يكون فى غير صالح النادى الذى يشجعه وينتمى إليه هو قرار خاطئ تماما!!

وفى زمن السداح المداح الرياضى حيث اختلط الحابل بالنابل وصلنا إلى أغرب وأعجب موضة وهى تخصيص فقرة خاصة بأداء الحكام بعد كل مباراة، حيث يقوم حكم سابق أو حالى بشرح وتحليل أو نقد أخطاء زميله حكم المباراة!! وهات يا نقد فى معظم قرارات حكم المباراة، فهذا «فاول» مستحق لم يحتسبه الحكم، وهذا «أوفسايد» واضح فات على الحكم، وهذا هدف صحيح ألغاه الحكم بداعى التسلل!! وهكذا تمضى الفقرة التحليلية!!

ولم يكن غريبا بعد ذلك أن نشاهد لاعبى ونجوم الفريق المهزوم بعد انتهاء المباراة وكذلك المديرين الفنيين فى توجيه اللوم للحكم وأنه المسئول الأوحد عن هزيمة الفريق، وليس اللاعب الذى أضاع ضربة جزاء أو رأس الحربة الذى أطاح بالكرة فى المدرجات الخالية والمرمى مفتوح على مصراعيه أمامه!

الكل يلوم حكم المباراة إذا أخطأ فى قرار وهذا وارد وطبيعى جدا، لكن لا أحد يلوم فريق مهزوم لأنه لم يلعب بجدية، أو يلوم لاعبًا مستهترًا أو مديرًا فنيًا فشل فى قراءة خطة لعب فريقه المنافس!

لا أجد ما أقوله سوى العبوا كرة أولا.. العبوها بجدية ومهارة وبلا استخفاف أو استهتار ولا تلوموا إلا أنفسكم.. لا حكم المباراة!

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز