عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
باعونا في 25 إبريل

باعونا في 25 إبريل

بقلم : محمود بسيوني

في مصر اساطير صغيرة صنعتها سنوات ما بعد يناير 2011 ، من بينها اسطورة الحشد والتظاهر المقلق والضاغط على اجهزة الدولة  بهدف اسقاط النظام السياسي ، وينضم لها اسطورة انقلاب القوات المسلحة واختفاء جهاز الشرطة ، و يضاف عليها اسطورة تحريك الفيس بوك لجماهير الشعب ، واسطورة انه معبر عن مزاج المصريين .




كل هذه الاساطير سقطت في يوم 25 ابريل ، الذى تحول من رمز جديد لثورتهم الى رمز لبيع الشعب نفسه لهم رغم عودتهم للتحالف مع الاخوان ، لقد كان اليوم هاما لهم ولمن ورائهم لدرجه ان أيقونة ثورة يناير وائل غنيم كتب على صفحته انه يوم سقوط النظام ، مستلهما تكرار تجربة يناير ، وكانت تقديراتهم مبنيه على تعامل الحكومة المرتبك مع ملف اعاده جزيرتي تيران وصنافير للسعودية ، وازمة الدولار ، وارتفاع اسعار السلع ، ونجاح الحملة المنظمة لتشويه النظام السياسي ، وكان المقدر ان تسفر المظاهرات عن اعتصام فى احدى نقاط وسط المدينة ويحدث الجذب المغناطيسي لعناصر الاخوان وتابعيهم ليحدث الصدام المروع وتعود الدولة مرة للفوضى ، لكن اجهزة الامن فطنت لذلك وقامت بجهد كبير لقطع الطريق على ذلك المخطط  .


ما حدث فى 25 ابريل كتب شهادة الوفاة لكل اساطير المراهقة السياسة واكد ان الشعب المصري وضع امنه وسلامة بلاده اولوية تسبق غضبه من  الحكومة وتأثره بارتفاع الاسعار ، فهو يتابع ما يجرى حوله جيدا ويعلم ان مصر ليست بعيدة ، فهو لديه على الاقل دوله يمكنه ان يشكوها ويضغط عليها لكن هناك شعوب شقيقه تعيش على صوت الرصاص والقنابل والتهجير واللجوء ، المؤكد ان الطبقات الشعبية شعرت بكل ذلك واحست بالخوف على حياتها وعلى بلادها ، وشعرت ان هناك تغييرا واهتماما بها من الدولة  ، ترى الطرق الجديدة والمساكن ومنظومة التموين ، بالطبع لا يزال ينقصهم الكثير لكنهم يعلمون جيدا ان الدولة كانت منهارة وتحاول التعافي بعد فوضى استمرت ثلاث سنوات وقبلها تباطؤ اقتصادي وتنموي مع زيادة سكانية تلتهم الاخضر واليابس وتفرض على الدولة تحديات جسيمة اصعبها توفير فرص عمل مناسبة للجميع ودعم لغير القادرين .


ولكن لا يجب على الدولة ان تركن لبقاء فكرة الخوف حاكمة لحركة الناس ، ويجب ان تحقق الدولة والاحزاب السياسية الشرعية التوائم السياسي بينها وبين مطالب واحتياجات الشارع ، وبتحقيق ذلك يتم القضاء تماما على ظاهرة  المراهقة السياسية لبعض الوجوه والتي فقد ادائها العام المصداقية ، ولم يعد لها أي تأثير يذكر على فئات الشعب المختلفة وحتى الشباب الملتف حولها بدأ في الانفضاض عنهم بعدما تأكد انهم لا يجيدون سوى صناعة الكلام ، ولعل امتناعهم عن المشاركة الفعلية على الارض في التظاهرات انهى رصيدهم لدى هؤلاء الشباب الذين يتطلعون بعد الفشل المتكرر لشيء مختلف في حياتهم التي توقفت عند يوم 25 يناير 2011  ،  يتطلع كثير من الشباب لتغيير هذا النمط الصاخب والعودة الأمنه لحياته السابقة واهتماماته الطبيعية الحصول على وظيفة وتكوين اسره في بلد امنة مستقرة ، ان تعود السياحة وتزيد الاستثمارات ، الامل في البقاء والبناء .


اعتقد ان الدولة واجهزتها مطالبة  بأن تمهد لهؤلاء الشباب مسارا طبيعيا لممارسة النشاط والابتكار واستيعاب  الاختلاف السياسي ، وان توفر لهم منظومة قيمية جديده تحترم ذلك الاختلاف طالما فى اطار سلمى قانونى يحافظ على تماسك المجتمع ، وان تقوم هذه المنظومة  على عدد من المحاور اهمها القضاء على المحسوبية والواسطة في التعيين بالوظائف المختلفة ، والقضاء على الفساد المالي والإداري ، والاهتمام بالرياضة والصحة العامة .


ولعل اخطر مهمة امام الدولة ستكون في ملعب الفيس بوك نفسه ، فلقد تحول من وسيلة للتواصل الاجتماعي الى وسيلة لهدم المجتمع ككل بنشره لكم هائل من الشائعات والاكاذيب والافكار الهادمة على نطاق واسع مما حولة الى ساحة حرب فكرية ونفسية حقيقة تدفع الشباب دفعا الى الابتعاد عن معركته الحقيقة فى بناء الدولة ، بل حتى فكرة دعم الدولة اصبحت سيئة السمعة بين الشباب ..وهو توجه خطير ومضر بعملية البناء الجارية ..واعتقد ان الوقت قد حان لوضع تصور لمجابهة ذلك التحدي ، سواء بالقانون او بالتحرك السريع تجاه الاخبار المغلوطة والشائعات المنشورة على صفحاته .  

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز