عاجل
الإثنين 23 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي
عن جودة الحياة

عن جودة الحياة

بقلم : د. أحمد الديب

هل سألت نفسك يوماً ،إذا ما كنت تحيا حياةً جيدة أم لا؟. ما هي المعايير التي نستند عليها في الحكم علي جودة حياتنا وما هي المحددات؟.



هل سبق لك أن قابلت أحدهم وهو يصف حاله بأنه سعيد ثم سألته كيف عرفت ذلك ؟ .تخيل أنك سألت أحد أصدقائك "كيف حالك؟"، .فأجابك  " بمعيار كذا فحالي كذا وبمعيار كذا فإن حالي كذا !!.

تلتبس جودة الحياة علي الكثير منا، تعريفاً وقياساً .فبينما يري البعض أن جودة حياته تكمن في صحة جيدة أو في مسكن جيد أو في دخل مادي متميز ،يري البعض الآخر أن جودة حياته تتمثل في حياة روحية صافية هادئة .وما بين هذا وذاك تجد من يري أن جودة حياته تتحدد بمزيج من المادي الذي هو قوام حياته والروحي الذي يضفي علي حياته الطمأنينة الدائمة .

تعرف منظمة الصحة العالمية جودة الحياة علي أنها " تصورات الأفراد عن حياتهم في سياق النظم الثقافية والقيمية التي يعيشون فيها طبقاً لما يحددونه لأنفسهم من أهداف وتوقعات .وهي مفهوم واسع تحدده أشياء عديدة منها الصحة البدنية والنفسية،والعلاقات الإجتماعية ،والإستقلالية ،والمعتقدات الشخصية وعلاقة الفرد ببيئته.

تركز منظمة الصحة العالمية علي أهمية الصحة البدنية والنفسية في التأثير علي جودة الحياة والتي لا تقتصر فقط علي الخلو من الأمراض بل يتعدي مفهومها إلي تحسين جودة الحياة العامة بتحسين وتطوير الرعاية الصحية. كما توصي صناع القرار وواضعي سياسات الرعاية الصحية بأن تكون السياسات ذات تأثير إيجابي علي جودة الحياة.

 في دراسة حديثة أجرتها جامعة بنسيلفانيا عام  2016،حيث تم استقصاء رأي أكثر من 16 الف متطوع في 60 دولة ونتج عن الدراسة تصنيفاً عالميا في مجال جودة الحياة ،وقد أظهرت النتائج أن كندا تحتل المرتبة الأولي عالمياً تليها السويد ثم الدانمارك.

 أما عن الدول العربية  فأولها  المملكة العربية السعودية والتي جاءت في المرتبة الخامسة والعشرين ثم المغرب في المرتبة الرابعة والأربعين ، ولأن الشيء بالشيء يذكر فقد جاءت اسرائيل في المرتبة الرابعة والثلاثين .

وبالحديث عن مصر فقد احتلت المرتبة السابعة والخمسين من أصل 60 دولة ،وقد شملت الدراسة الاستقصائية مجالات عديدة كالرعاية الصحية، والتعليم، و عدالة توزيع الدخل، والإستقرار السياسي والإفتصادي .كما احتلت مصر المرتبة التاسعة والثلاثين في التصنيف العام والذي إهتم بمجالات أهمها جودة الحياة والمواطنة وريادة الأعمال والتأثير الثقافي.

نستطيع أن نحسن جودة حياة المصريين القابعين بين مطرقة حضارة لا تزال آثارها شاهدة عليها لكنها تمثل الماضي وسندان المستقبل الغير معلوم. هذا المستقبل  الذي سوف يسقط من حساباته كل المروجين لليأس المتاجرين به وسيسقط ايضاً الذين يروجون لنظرية "كله تمام" .إنما يلتفت المستقبل للنقد الذاتي الواقعي الموضوعي، و النوايا المخلصة والرؤي الثاقبة والعمل الدؤوب .

"تعلموا من الماضي ،وعيشوا يومكم وترقبوا الغد بالأمل.المهم،ألا تتوقفوا عن طرح الأسئلة."

ألبرت اينشتاين

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز