عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
أمة منكوبة

أمة منكوبة

بقلم : محمد رزق
سوف يتوقف التاريخ كثيرا أمام هذا المرحلة المزريه من تاريخ الامة التى نكبت فيها حلب وحمص وحماه وريف دمشق واللاذقيه ودير الزور وغيرها من الاحياء والمدن والقرى الأمنه المطمئنه التى كان يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فتأمر عليها أنصاف الرجال وأنصاف المواقف ملوك وأمراء ورؤساء أخر الزمان فحولوها الى كرة من لهب يحترق فيها الاطفال والنساء والشيوخ والمرضى والامنين المروعين على أيدى تلك العصابات الكافرة النافره التى لادين لها ولا وطن لا يراعون فى الوطن لومة لائم.
 
ألارض والعرض عندهم مستباح يقتلون بدم بارد كل ما يتحرك خدمة لأسيادهم ملوك ورؤساء وأمراء أخر الزمان الذين جندوا أنفسهم وأموالهم لتخريب المنطقة وهدمها على رؤس أصحابها سواء فى اليمن أو سوريا أو العراق أوليبيا خدمة لسيدهم الاكبر أمريكا ومن ورائها اسرائيل.
 
سوف يتوقف التاريخ عند هذه المرحلة ليكتب بأحرف من عار اسم من تأمر وخطط ومول ونفذ وقتل وحرق وهدم وستطول القائمة وتتعدد الاسماء والمسميات وسيكون عنوان هذه الفصل التاريخى الأليم هو "أمة منكوبه" تفنى نفسها بأيديها وأيدى المرتزقه الذين أتوا من أصقاع الارض ليهدموا ألاوطان على رؤس أصحابها بعد أن أجزل لهم العطاء من أموال النفط حتى كادت خزائنها تنفذ بعد أن أغدق عليهم بغير حساب فالمهمة واضحة كلما تقتل أكثر وتهدم أكثروتحرق أكثروتدمر أكثر يكون الثمن أكثر معادلة فاضحة تكشف الوجه الحقيقى لهؤلاء وأؤلئك.
 
سوف يتوقف التاريخ كثيرا ليكتب بأحرف من ذل كيف تشرد أبناء الشعب السورى وتحولوا الى  لاجئين فى دول الجوار وصولا الى أوروبا بعد أن كانوا أمنين مطمئنين فى بلا دهم سوريا الحبيبه سوف يكتب التاريخ قصص إنسانية مؤلمه لكل من خرج من بيته هائما على وجه باحثا عن الحياة بعد أن تحولت بلاده الى موت تهدم فيها البيوت على رؤس قاطنيها فتتحول الى مقابرجماعية  سيكتب التاريخ قصص شتى عن مئات الألاف ممن ركبواالبحر باطفالهم فرارا من الجحيم فصارعوا أمواجه حتى أتت على أجسادهم الهزيلة الضعيفه التى أضناها المرض و الجوع والخوف فابتلعهم البحر ثم لفظهم على شواطئه كاشفا عورة الانسانية جمعاء التى عجزت عن إنقاذهم أو إيوائهم.
 
سوف يتوقف التاريخ كثيرا ليكتب بأحرف من دم أسماء مئات الألاف الذين سقطوا ما بين قتيل وجريح من أبناء هذا الشعب العظيم سيكتب التاريخ قصص أطفال روعوا ثم قتلوافى بيوتهم وفى مدارسهم وفى نواديهم سيكتب التاريخ  قصص مرضى وعجائز ومقعدين أستهدفت مشافيهم ثم قتلوا هم وأطبائهم بقذائف صاروخيه غادره سيكتب التاريخ لتظل دماء الابرياء فى سوريا معلقة فى رقاب كل من أعان عليها ولو بشق كلمة ناهيك عن من خطط وأمد بالمال والسلاح ومن نفذ على الارض من عملاء الداخل وخونة الخارج .
ستصعد هذه الارواح الطاهرة البريئة الى بارئها لتشكوا له وتحكى قصص الدمار والخراب الذى حل بالبلاد والعباد  وتنتظر بجوار ربها ساعة القصاص العظيم فمن يظن أن لعنة دماء الاطفال والنساء والشيوخ والمرضى والعجائز فى سوريا أو اليمن أو العراق أو ليبيا لن تطاله فهو واهم مهما علا شانه وغرته الأمانى والأيام فعما قريب سينقلب السحر على الساحر وسيتجرعون من نفس الكاس الذى تتجرعه تلك البلدان ليصبحوا من النادمين.
 
 سوف يتوقف التاريخ كثيرا وكثيرا ليسطر بأحرف من نوراسم كل من صمد وقاتل واستبسل فى القتال حتى نال الشهادة دفاعا عن أرضه وعرضه فى مواجهة المؤامرة الكونيه على أمة مرت من هنا كان اسمها العرب.    



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز