عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الرقم مرفوع من الخدمة

الرقم مرفوع من الخدمة

بقلم : أيمن عبد الجواد

  في أوروبا والدول المتقدمة عادي جداً أن يتبرع ملياردير بجزء من ثروته أو حتى ثروته كلها للأعمال الخيرية، و"بيل جيتس" ليس النموذج الأوحد وان كان الأشهر في هذا المضمار .



   وفي أوروبا والدول المتقدمة عادي جداً أن يتعاون الجيران في الشارع أو الحي أو المنطقة لتقديم المساعدة للمحتاجين بالمال والجهد، وليس غريباً أن تجد مسئولاً كبيراً قد يكون وزيراً أو رئيساً يساهم في طلاء منزل أو يقدم الطعام بنفسه للمحتاجين .

   هذا عندهم أما عندنا فالمقامات محفوظة.. الوزير وزير والخفير خفير لذلك فالحقد الطبقي ينتشر ويسيطر ليأكل النفوس والفجوة تتزايد بين الأثرياء والفقراء مثلما تتزايد بين المسئولين وعامة الناس، وإن وجدت أحداً يتحدث عن الفقراء والمهمشين فابحث عن الدوافع ففي معظم الأحيان لن تكون بريئة .

   أطفال الشوارع جزء أصيل من البروبوجاندا لمن يبحثون عن الشو الإعلامي فكم من مرة تباكى المتباكون على مصير ومستقبل أطفال في عمر الزهور كل ذنبهم أنهم أبناؤنا .. أبناء العجر والقهر وغياب العدالة وأيضاً الضمير.

   الموضوع سبق طرحه عشرات المرات خاصة في موسم الإنتخابات حيث يطلق المرشحون طوفاناً من الوعود الزائفة لأبناء المناطق الشعبية باعتبارهم كتلاً تصويتية كبيرة بحجم الفقر وقلة الخدمات والعشوائية وانتشار كل ألوان التمييز .

   وأتفق مع النائب "سيد فراج" الذي فجر قضيتهم مجدداً بمجلس النواب مطالباً الحكومة بإلالتفات لهذه الفئة المهمشة التي سقطت ــ أو أسقطت ــ  من حسابات الجميع على مدار العقود الماضية حتى أصبحت ظاهرة خارج السيطرة يصعب محاصرتها أو الحد من انتشارها .

   أتفق معه في أهمية وقسوة الموضوع سواء على المستوى الإقتصادي والسياسي والأمني لأن أطفال الشوارع بمثابة قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر ــ وبالفعل تنفجر ــ في وجه المجتمع من وقت لآخر، فالحاجة قد تضطر بعضهم الى تأجير أنفسهم لمن يدفع الثمن.. وكذلك على المستوى الإجتماعي والإنساني فهؤلاء يعبرون بجلاء عما وصل اليه المجتمع من قسوة وأنانية .

   ولا أتفق مع النائب المحترم في أن القضية تخص الحكومة وحدها فكلنا مسئولون عنهم أمام الله أولاً وأمام ضمائرنا قبل أي أحد، فهؤلاء المشردون الذين ينامون في العراء ويأكلون من القمامة بينما يقدم بعضنا موائد فاخرة من مطاعم خمس نجوم للكلاب والقطط ذنبهم في رقبتنا جميعا وسيحاسبنا الله عليهم .

    مشكلتنا أن أقوالنا لاتتسق مع أفعالنا فكم مرة مسحنا على رؤوس هؤلاء الصغار وقدم لهم البعض وعوداً براقة ومعها أرقام الهواتف العامة والخاصة ليتصلوا بهم عند الحاجة، وعندما يحاولون أن يفعلوا ذلك بعد انقضاء المصلحة يتلقون رسالة "عفواً.. الرقم مرفوع مؤقتاً من الخدمة" !!!!

تغريدة:

  ما الفارق بين مقتل ريجيني في القاهرة.. ومقتل شابين مصريين في بريطانيا والولايات المتحدة؟!.. السؤال موجه للنشطاء والحقوقيين!!!!

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز