عاجل
الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
كلاكيت .. فتنة فاشلة .. عاشر مرة

كلاكيت .. فتنة فاشلة .. عاشر مرة

بقلم : لواء أركان حرب/ جمال عمر

أولا .. سامحوني لانفعالي الذي قد يبدو للبعض مبالغا فيه ، وصراحتي التي قد تبدو قسوة على البعض ولكن عند الخيار ما بين الأصدقاء والعلاقات الشخصية ومصالح وطن ، فمجرد محاولة المفاضلة يعد خيانة لا تغتفر ، فبلا وطن نحن لا نساوي ثمن أحبار الكلمات التي نكتبها ، ولذلك .. فالعنوان بكل ما تحمل أحرف معانيه أراه واقعا مريرا نتجرعه ونزداد غرقا فيه يوما بعد يوم ، ويصدق قول الحق في البشر { قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ }العنكبوت63 ، فمن واقع مؤلم يعيشه الشعب السوري والعراقي والليبي كنتاج مباشر لفوضى الربيع العربي وأسلحته ووسائله وأساليبه وأبرزها الإعلام ، والذي فضحته أقلام الصحفيين والإعلاميين في العالم كله وفي مصرنا بالذات ، إلى واقع مستفز ومحزن لبعض هؤلاء الصحفيين والإعلاميين أنفسهم في بلادي وهم يصنعون أزمة مفتعلة ويشعلون فتيل فتنة مفضوحة النوايا (من أجل انتصار بطعم الهزيمة أو هزيمة بنكهة الانتحار) غير عابئين ولا واعين أنهم يعيدون بمنتهى السذاجة مشهدا فاشلا ومخزيا من مسلسل محاولات إسقاط الدولة وتفكيك مؤسساتها مكررين توجيه الضربات المصطنعة والمتتالية بلا هوادة لجهاز الأمن ، فبسقوط الأمن ترتع الذئاب الضارية في جسد أية أمة ويسهل تفكيك وتشتيت جيشها وإسقاطه وهكذا سقطت ليبيا وسوريا والسودان واليمن ، وربما هناك منهم من يعي هذا ويسعى لتنفيذه مخلصا لمن يدفعونه ويدفعون له ، فيجر خلفه الكثيرين من المغيبين والمنزلقين بلا عقل أو تدبر وليتحمل الجميع تبعة ما يقترفونه من جريمة في حق وطن .



ولن ننجرف لمجرد الاتهامات التي تحمل طعم المرار لشخوص بعينها ، ولكن عندما نرى بعض أصحاب الخلود والعلو في أسمائهم من النخب المشبوهة بعينهم وبعض الأسماء المتكررة بلا انقطاع في كل أزمة وفتنة وهم يكررون مهامهم المحفوظة كمفجرات لبراكين الفوضى والهدم ، فهذا كثير ومثير للتساؤلات خاصة لو كانوا جميعا غير منزهين عن السقوط في مستنقعات الشذوذ والانحرافات الشخصية والانتماءات المشبوهة ، ولكنهم عجبا لا يستحون عن الحديث عن الأمانة والشرف والوطنية والنزاهة ومنهم أسماء لامعة كانت وما زالت تنتمي وتمارس اتصالات مستمرة على مستويات خاصة وسرية وبعضها علنية بقيادات الإرهابية المحظورة ، فهم أنفسهم من وجهوا وجروا الإعلام والصحافة لإشعال فتنة مقتل ريجيني واتهموا الدولة بقتله ، وقبلها اتهموا الدولة بالتسبب في سقوط الطائرة الروسية وألفوا سيناريوهات توريط الدولة وأجهزتها ، وهم أيضا من أشعلوا نيران فتنة جزر العقبة وما زالوا ينفخون فيها ، وهم أيضا من تزعموا الدعوة لفوضى 25 إبريل وإسقاط الدولة ، ولكنهم يبدو وقد هالهم وفجعهم حجم الفشل المتكرر فقرروا صناعة أزمة نقابة الصحفيين ومع الشرطة أيضا رغم أنها ليست طرفا في اتهام المطلوبين للقضاء والمختبئين في النقابة ، ولكنهم منفذون لضبط وإحضار بأوامر من النيابة العامة ، ثم تصعيد الفتنة لتحقيق أعلى درجات التخريب مهما كان الثمن ، والذي يبدو أنه يستحق التضحية بكل غالي وعزيز حتى ولو كان الوطن والشرف والأمانة ، وللأسف يتورط البعض لدرجة أنه قد يواجه قريبا اتهامات قد تودي بحياته ومستقبله مؤيدة بتسجيلات أمنية دقيقة موثقة ومقننة ، ومؤجلة لوقتها وساعتها ليسقط غير مأسوفا عليه ، ولن يحرك سقوطه شعرة في رأس من دفعوا له أو استأجروه واستخدموه ثم باعوه رخيصا وبلا ثمن لأجهزة الأمن في مصر كعربون مهادنة ، ليصدق قول هتلر (أن أحقر البشر من تآمر معي وباع لي بلاده .. فهو أحقر من أن يستحق ثمنه) ، ونحن أيضا لن نتوقف عنده اليوم أو ساعتها فهو لا يستحق حتى ذكره أو الإشارة إليه .

ولست مبالغا فيمما أقول وأسوق من تحليلات وأسباب ونتائج منتظرة فعندما يكون المعني والمهدد والمستهدف هو أمن وكيان وطن ، فلا حياد ولا وقت للرقص على درجات السلم حتى ولو كان سلم نقابة الصحفيين ، الذين فقد بعضهم البوصلة خاصة من يستطيعون الوصول للمشاهد من خلال الفضائيات فترنحوا متساقطين ومشتتين ومغيبين منذ شهور طويلة تصل لسنوات بين أعتاب الشهوات وأخبار الإثارة من الفنانات والراقصات وفضائح المجرمين والمخدرات والجنس والمتاجرة بمعاناة البسطاء والتسخين الإعلامي المخزي إلى خيالات وافتراضات السفسطة والتعتعة الإعلامية لحسا وتمسحا في أعتاب الدولارات القطرية بلا حياء ، حتى أطلق عليهم (إعلام العار) ، وكفاهم خزيا وعارا أنهم لهثوا خلف حوادث فردية ضخموها وصنعوا منها أفلاما فاشلة ومفضوحة ، ولكنهم أبدا لم ينقلوا ولو مرة واحدة حدثا إيجابيا يستحق الوقوف عنده وكأننا نعيش في جحيم الإعلام أو في معتقلات جوانتناموا الإعلام المصري ، فلم يحرك لهم ساكن أنه في نفس التوقيت الذي يهتمون بالعار ويضخمونه قد سقط أكثر من مائة شهيد من خيرة شباب هذا الوطن ، ولم يسألوا كيف يتم إدخال هذا الكم من الأسلحة والمتفجرات إلى سيناء ومن أين يأتي آلاف الإرهابيين المقتولين والمعتقلين ولماذا ومن وراءهم ، وكأنهم قد تلقوا أوامر صارمة بالصمت والتجاهل ، أو ربما قلوبهم الرقيقة لا تحب أخبار الموت والقتال ، ولكنهم عجبا أيضا لم يلاحظوا أنه قد تم افتتاح أربعة من المشروعات المستقبلية الكبرى والتي لم يسبق لها مثيل منذ أكثر من خمسين عاما وينتظر افتتاح سبعة أخرى غير مسبوقة ، بل ولم يحركهم أو يلفت انتباههم صراخ تل أبيب وواشنطن وتحذيراتهم بأن مصر السيسي سوف تصبح دولة عظمى في غضون سنوات قليلة ، ولم يلفت أنظارهم التحولات الإستراتيجية في مواقف وتوجهات الدول الكبرى وما يحدث في شهر إبريل العجيب وتحولانه الجوهرية بزيارات رؤساء وزعماء العالم المتتالية بكثافة غير مسبوقة في التاريخ وكأنهم (صم بكم عمي فهم لا يعقلون) ، ليفضحهم الإعلام الأمريكي والغربي بل والخليجي ثم يكمل فضيحتهم اعتذار مرئي مسجل من خيري رمضان للسيسي في زيارة وحيدة لمزارع القمح بالعوينات .. ولكنهم لا يستحون .

 فمن هم هؤلاء ولمن ينتمون .. ولحساب من يعملون ، وهل هم مخدوعين بمثاليات شعارات الحرية والعدالة والديمقراطية فسقطوا في خديعة المعارضة بلا هوادة ولا تراجع ، وهل من ينجرف خلفهم يعانون من مراهقة صحفية إعلامية فلا يصدقون أن الوطن وأمنه أهم وأخطر من منصاتهم وأقلامهم وأمجادهم الوهمية على جثة وطن ، أم أن بعضهم قد سقط أسيرا لشيطان يحكم العالم ، ومن حقا .. يحكم العالم .. ؟؟ هو سؤال يتردد كثيرا وقد لا تجد له إجابة شافية وصحيحة إلا بين أروقة حكماء المثقفين وهم قلة نادرة وهم من يجيدون حل ألغاز تتابع الأحداث كنتائج مترابطة لأساليب ممارسة السياسة الدولية عبر القرون الماضية واتجاهاتها المستقبلية بعيدا عن أكاذيب وشعارات ومؤامرات الخداع السياسي والبشري التي تغرق فيها الشعوب والأمم ، وهؤلاء من نستطيع تسميتهم بالمؤرخين ، وهو سؤال يتبادر أيضا لأذهان العامة أحيانا عند الاصطدام بما يلجم العقول ويحير النفوس فيما يرون من أحداث لا تتوافق مع اعتادوه واعتقدوا أنهم فهموه واعتبروه نمطا للسياسة وعلاقات الدول والمؤسسات المتشابكة والمتباينة ، أو عندما تفاجئهم أحداثا صادمة في تسلسلها وأهدافها ونتائجها مثل تلك الأزمات المتتالية والمفتعلة التي يتعرض لها هذا الوطن ، والتي وضح له جليا من يصنعها ومن ورائهم ، والأهداف الحقيرة من صناعتها وتضخيمها .

نعم .. ما يصنعه هؤلاء المأجورين والعملاء بتكرار هذا المشاهد الفاشلة واستغلال المؤسسات وتوريط السذج منها في فتن محبوكة .. هو أزمة وفتنة .. قد لا يستهان بها ، ولكنها أبدا لن تتجاوز حدود زوبعة سخيفة في فنجان الإعلام والصحافة ، ويبدو أنهم يتناسون أن سجون ومعتقلات دول العالم أجمع مليئة بأمثالهم من النخب والسياسيين والصحفيين والإعلاميين ولا أحد يتكلم أو يتذكرهم إلا لهدف أو بعد حين ، بداية من معتقلات المباحث الفيدرالية الأمريكية ومعتقل جوانتناموا الأشهر وسجون روسيا والصين والهند وكوريا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وتركيا إلى سجون قطر والسودان والخليج ، حتى أصبح رواد السجون من ضحايا الكلمة والرأي يمثلون أكثر من 15% من المسجونين في العالم ، فمن ضلل الصحفيين والإعلاميين وخدعهم وزج بكم في أتون هذه الفتنة قد غرر بهم بالفعل ، حتى وإن كانوا يؤمنون حقا بما يفعلونه ولا يدركون أنهم قد خانوا وطنهم في أشد ظروفه شراسة وقسوة ، هم حقا يستحقون عقابهم الآتي بلا جدال على يد هذا الشعب الواعي والعظيم بذكائه الفطري التاريخي رغم كل سلبياته وأزماته والتي من أكبرها هو وجود أمثال هؤلاء بين طبقاته وهو قادر على هضمهم وإرسالهم لما يستحقونه في مجمع مخلفات البشر والتاريخ .

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز