عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
ما عليّ أن أفعله!

ما عليّ أن أفعله!

بقلم : د. علي بن تميم

ما علي أن أفعله الآن أن أتعلم من الطاقة التي تحيط بي من كل الجهات، طاقة الرقة والجمال والسحر، طاقة خلاقة تنزلت علي ليلة أمس، عندما كنت أجلس على الكرسي نفسه وفي البيت نفسه وأمامي الطاولة نفسها، لكن شعورا غامضا يقول لي أن كل شيء قد تغير، الكرسي ليس هو الكرسي، إنه أصبح جزء من نشاط إنساني تنبعث فيه موجة الحياة، والطاولة ليست الطاولة نفسها بل هي جزء آخر من أعضاء الحياة العاقلة أما البيت، فهو الوحيد الذي يشعر بما أشعر به، البيت الذي لابد أن نعود إليه مهما ابتعدنا أو سولت لنا خطواتنا أن نتجرأ على السير بعيدا عنه.




نسمة غريبة تحملني، منذ تلك اللحظة التي تنزلت على الصور، حركة دائمة تتدفق في الروح وفي الجسد، ضوء آخر يلمع في العينين، أتحسس كافة الأنفاس، عطور وتقاليد متوحشة من الصحراء تنهش بعضها، وتجعلني أتجرأ أكثر وأكثر، الصورة بما أنها صورة تجعلني أحدق أكثر من أي وقت مضى بالماضي الذي شيئا وشيئا أقوده في عناق حميمي نحو الجمال وجوهره والحداثة وقيمها.


تشعرني الصور بأني حر من مخاوفي ومراقبة الآخرين، ووحدها تساعدني في فهم الحركة الكهربائية التي توقظ الطاقة في البيت.


طاقة الصورة وصورة الطاقة يمتزجان، بحيث يشعر بنشاط بريء جدا يهيج في الجسد، لكن رغم انهيال الصور وانهيال المشاعر يتذكر ما الذي يمكن أن يفعله أمام هذا الجمال الباذخ، كيف يمكن له أن يوقف الارتباك الذي يصده ويجعله في حيرة وشرود ذهني وقلق وجودي لم يعايشه من قبل.


لقد أمطرت عليه السماء بكثافة أبدية بحيث أصبح أكثر صفاء، يوم جديد كان ينتظره في الصباح، الشمس مشرقة والمياه تبلل الممرات والظلال والأشجار، نسيم عليل هب، سحر باذخ كان ينتظره، لكنه ركب سيارته متجها إلى الصورة تاركا إشراقة الصباح وظلالها وأشجارها في مكان آمن، مكان سوف نلتقي فيه يوما ما، في يوم جديد منعش حميمي دافق بالنظرات والمشاعر والكلمات، دافق بما فيه الكفاية حتى يجعل الرحلة تبدأ من اليوم وتشيّد لها ذاكرة تساعد على أن نفهم أنفسنا الحائرة.
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز