عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
"مصر في عيونهم"

"مصر في عيونهم"

بقلم : د. محمد فاروق

غادرت حاملة المروحيات المصرية المسترال، ميناء سان نازير الفرنسي باتجاه البحر، لإجراء تدريبات مكثفة علي متنها للمرة الأولى طاقمها المصري المكون من 170 فردا لإجراء تدريبات الإبحار لمدة أسبوع، علي أن تعود لشواطئ فرنسا في 13 مايو، تمهيدًا لتسليمها لمصر ومن المقرر أن تصل قاعدة الإسكندرية في بداية الصيف.



وبذلك تكون مصر هي أول دولة في الوطن العربي والإسلامي وإفريقيا والشرق الأوسط ، والثالثة فى حوض البحر الأبيض المتوسط بعد فرنسا وإسبانيا، التي تمتلك هذا النوع من الحاملات.

أما حاملة الطائرات الأخرى التي أطلق عليها اسم السادات، فمن المقرر أن تخرج في تدريب مماثل الشهر القادم تمهيدا لتسليمها لمصر قبل نهاية العام .

ما الذي يدفع المملكة العربية السعودية في ضائقتها المالية الحالية أن تدعم الحربية المصرية البحرية بمثل هذه التعزيزات ، وتتحمل نفقات شراء حاملتي طائرات ضخمة ؟ هذه ليست مساعدات معهودة مالية أو دعم بترولي أو خلافه !

حتى اتفاقية الدفاع المشترك المبرمة في يوليو الماضي لا يمكن أن تتنبأ من خلالها أن هناك دعم من هذا النوع لطرف على حساب الآخر ! والأغرب من ذلك كما ذكرنا أعلاه فإن المملكة بالأصل لا تملك حاملات طائرات ، ومن الأجدر أن تمتلك هي بأموالها تلك الحاملات !

هذا النوع من الأسئلة والبحث لن تجده على الفراغ الفضائي المصري ، لن تسمع تحليل واستفهام يخدم علوم المشاهد ويضعه في الصورة " الكاملة " ! ذلك يعود لأسباب متعددة ، منها بالأصل جهل جمهور الإعلاميين " المتفلسفين " على وزارة الداخلية تارة ، وعلى الأزهر تارة ، وعلى مؤسسة الرئاسة والحكومة تارةً أخرى ، فراغ فضائي عقلي وسياسي واقتصادي وأمني !

هل جال بذهن أحدهم أن يتحدث عن رحلة عاهل البحرين لشواطئ مصر ؟ والتقاط الصور له ونشرها وهو يسبح في مياهنا الإقليمية ، ثم يجوب منتزهات شرم الشيخ على قدميه وسط ترحيب شعبي كبير وتبادُل للسلام والتحية مع المارة والعابرين ، ثم تُظهر صور أخرى للملك البحريني لحظات ممارسته للعبة الجولف ! هذا شأنُُ شخصي جداً في تاريخ سفرات الملوك ، هذا الرجل وغيره من الرؤساء والملوك يتمتعون بزيارة السواحل والمزارات المصرية أو العالمية دون أن يدري بهم أحد !

ناهيك عن الدور الإماراتي المُعلن والسري في دعم مصر سياسياً واقتصادياً ، ولك في ذلك أن تقول حتى يجف لُعابك ، ومهما بالغت ستجد حقيقة الدور الإماراتي أعلى وأرفع من مبالغاتك .

هل تحدثت الصحافة والإعلام المرئي عن خبايا الأفكار أعلاه ، أو فتحت ملفات معقدة لتبحث في تفاصيلها وتخرج للوعي المصري بنتائج تدلُه على الطريق ؟!

خلال الفترات الماضية كانت الإغراءات السياسية أقوى بكثير من أن تجعل دول الخليج في حالة اصطفاف ، كانت مزايدات سياسية متغيرة بحسب الفترة ولا تتيح النظر في تغيير منظومة التبعية ! كانت الصحوة السياسية الأمريكية أعنف وأقوى من أن تستوعبها عقول سلاطين ورؤساء العرب

جاءت الظروف العربية والفترة الراهنة والخريف العربي لتنكشف فيه خيوط اللعبة وضآلة مصداقية جوانبها ، جاءت الفترة لتكشف للجميع أن الحلم العربي القادم لن يشارك في بناءه الأغراب الغربيين ، وأن سبيل الأمن والأمان الأوحد في الدفاعات الأمنية للحدود المشتركة وحماية اقتصاديات المنطقة لن يتم إلا بعيداً عن التبعية وعن تواجد القواعد العسكرية الأجنبية !

جاءت كل مؤشرات اللعبة السياسية على طول وعرض القرن الماضي والحالي لتُعيد إلى مصر ريادتها ، لُتعيد إلى أذهان العرب وسياساتهم ومدارك مسالكهم أن مصر هي الحص الحصين والآمن بلا منازع ، وأن تسليح مصر هو الضمانة الوحيدة لحماية المستقبل الاقتصادي المنشود عبر الجسر المُزمع إقامته بين مصر والمملكة العربية السعودية ، جاء الوقت الذي نواجه فيه إسرائيل بإعادة تيران وصنافير لأصحابها لنضرب اتفاقية كامب ديفيد الُمكبلة في بعض بنودها لمثل هذا التعاون الاقتصادي الذي يربط العرب بالعرب وإفريقيا بأسيا ، جاءت صفقة المسترال إيذاناً بحماية المياه الإقليمية وما يعتليها من تبادل تجاري وصَفه خبراء الاقتصاد العالميين والعرب بأنه يتعدى 200 مليار دولار سنوياً ! جاء عاهل البحرين بصفته وشخصه للترويج للسياحة المصرية ؟! هل تتخيل ذلك ؟ إنحياز واتفاق عربي صارم وصارخ في وجه العالم ليُعلن أن كلمة العرب الحالية والأخيرة هي مصر ، وأن كل وجُل السياسات العربية على الأرض تتحدث بما لا يدع لأي متفلسف أن يدحض هذا التوجه أو أن يُشكك في مصداقيته .

هذه هي مصر التي قام رئيسها الحالي بإعادة رسم ملامحها في عيون العرب في غضون عامين لا أكثر ، إستطاع أن يشرح ماهية مصر لا أن يتسول عليها أو بها ، إستخدم علومه ومجهوداته في ليالي البحث الطويلة وأيام الخطر ، ليخرج على العالم أجمع باصطفاف أمني واقتصادي وسياسي عربي يصب في المركز الحاضن " مصر " ! فهل جال بذهن الفراغ الفضائي تحليل ما ورد أعلاه ؟! هل فيلسوف العصر إبراهيم عيسى قام بتقديم تفنيد لهذه الحقائق والسياسات ؟! أم أن كراهيته للملكة العربية السعودية فاقت قدراه العقلية وطمست على أعينه فلم يعد يرى الخير أينما يتوجه ؟! هل ناقش برنامج الصورة الكاملة " ليليان داود " جزءً من الصورة أعلاه ولو ضئيل ؟! وعلى شاكلة هذين البرنامجين ستجد معظم الفراغ الفضائي !

دائماً ما يستخدم الرئيس المصري مُسمى " أهل الشر " ، ولذلك فهو لا يتحدث عن خطط إلا بالخطوط العريضة فقط ، ويترك لأمانة الشعب الحكم على المشاريع التي تم تنفيذها والقائمة تحت التنفيذ ، ولأن الكاره لا يستطيع أن يرى الإنجاز أو حتى يستنبط السياسات ، فهو يردد دائماً أن " السيسي  ماعندوش خطة أو برنامج " فلا شبكات الطرق والكباري والربط الاستثنائي التاريخي لجغرافيا مصر ، ولا ارتفاع مساحة الرقعة الزراعية بعيداً عن استخدام مياه النيل والاعتماد على حفر الآبار لريّ الأراضي الصحراوية وتحويلها إلى زراعية لسد حاجة مصر من غذائها ، ولا الأنفاق المُذهلة التي تأتي من تحت قناة السويس لتربط سيناء بالوادي في أعظم تنمية لم يجرؤ عليها السابقون ، ولا مشاريع الإسكان وآلاف الوحدات السكنية التي تم تسليمها ، ويتم تسليم غيرها وغيرها في عجلة مستمرة لا تتوقف ، كل هذا وغيره الكثير لا يراه إلا كل ذي ضمير . " بس السيسي ماعندوش خطة ..... والنبي تتلهي "

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز