عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
دي ميديا .. كلمة السر !!

دي ميديا .. كلمة السر !!

بقلم : أحمد الطاهري

فى بدايات عام 2012 وبينما سمحت الفرصة لكي اشاهد عن قرب ومن موقع المتدرب مؤسسات اعلامية عالمية كبرى مثل " سي ان بي سي نيوز " وكذلك "  ول ستريت جورنال " .. كانت لدى قناعة أن لمهنة الصحافة والاعلام بصفة عامة لغة واحدة يتحدثها المهنيون ومحترفى الصناعة فى العالم كله .. لاتعرف الفوارق بين عالم متقدم وعالم ثالث .




مثلا .. الخبر عناصره معروفة هنا وهناك .. التقرير له ضوابطه هنا وهناك .. الحوار له نسق هنا وهناك .. التصوير المونتاج الاخراج الاضاءة .. كل ماله علاقة بالمهنة بشكل عام عبارة عن قاموس موحد .


ودائما ما كنت افكر بشكل مبسط عن سر الفجوة بيننا وبينهم .. وتوصلت الى ان الفارق يتمثل فى بعدين يمثلا موطن الخلل .. اولهما العنصر البشري غير المؤهل وغير الملم بأدواته حتى وان كان يمتلك الموهبة والكاريزما والقبول التى تؤهله لبداية الطريق ولكن عدم التمكن من الادوات تكتب عليه التيه والازمة هنا تمتد لمجتمع بأكمله يثق فى غير المؤهل ان بإمكانه ان يصنع وعيا .


اما العنصر الثاني وهو الأهم .. هو البعد المؤسسي .. مفهوم المؤسسة الاعلامية .. الكيان الاعلامي الذى يخلق لنفسه شخصية واضحة منضبطة .. محدد الاهداف والرؤى .. والذى لا يعمل من اجل اسماء ولكن يخلق اسماء ويدعمها ويستثمر فيها من اجل اسم واحد هو اسم المؤسسة .


بمعنى انك تشاهد بي بي سي مثلا لأنك متابع ل بي بي سي وليس لانك ترتبط بإسم معين او نجم معين .. ارتباطك هنا بالمعنى والمضمون الذى تمثله هذة المؤسسة .


اذا طبقت هذا المفهوم على الحالة الاعلامية فى مصر ستجد انه مع الاسف لدينا عدد لا بأس به من العناصر التى تحتاج الى تأهيل مهنى وان وجدت عناصر مبشرة فهي لاتجد من ينتبه لها او يستثمرها ويستثمر فيها بالشكل المطلوب وذلك يرتبط بغياب المفهوم المؤسسي للكيانات الاعلامية المختلفة والتى فى معظمها تعمل من اجل افراد وعليه تربط المشاهد او المستمع بهذا النجم او هذا البرنامج ليظل ولاء المتلقى تجاهها ولاء عشوائي .


واقعيا وبأكبر قدر من الانصاف وعدم التحيز وان كان تحيزى له مايبرره لانني اكتب عن مؤسستى .. فمن خلال تجربة قاربت على عامها الاول و اعتز بها كثيرا داخل مؤسسة دي ميديا المالكة للراديو 9090 وموقع مبتدا وقناة الناس وتشرع فى اطلاق فضائية دي ام سي .


فإن هذا المعنى وجدته حاضرا وبشكل اكثر احترافية مما وجدته فى مؤسسات اصابتنى حينها بالانبهار داخل الولايات المتحدة .. واكبر مثال على ذلك الاصدار الاصيل وهو الراديو 9090 والذى اضاف لدولاب جوائزة ضيفا جديدا وهو تتويجه كأفضل اذاعة فى الشرق الاوسط وهو امر يبعث على الفخر لإذاعة شعارها هو " هواها مصري " وهي الكلمة المحببة الى قلبي وجعلتنى من متابعين الاذاعة قبل ان اتشرف بالانضمام اليها .


حققت 9090 فى سنوات قليلة اعجاز وانجاز حقيقي صلب وقوى لأنه مؤسس.. وليس مجرد بالون هواء يكفى دبوس لكي يساويه بالارض.. مثلما حدث مع من لم يستطع الدخول فى المنافسة الحقيقية  .


وكلمة السر فى " دي ميديا " وجوهرتها " 9090 " هى الاستثمار فى البشر بأكبر قدر من الدعم المحترف داخل اطار مؤسسي شديد الحزم .. يجيد القاء الكرة فى ملعب المبدعين بتوفير كل اجواء النجاح ..  السياسة التحريرية واضحة .. كل برنامج له مضمون والاطار الحاكم هو التثقيف والترفيه .. البحث عن كل جديد .. استيعاب العصر وهضمه وترك البصمة المميزة .. وبالتالى بات يقدم الراديو 9090 تراثا للاذاعة المصرية سيبقى ويخلد .. وهنا يأتى اسم فارس الاذاعة" طارق ابو السعود " وهو فى حد ذاته ايقونة ابداع .


هذا المقال وان كنت فسرت ما قد يبدو فيه من انحياز الا انه توثيق بعين مراقب يرصد حقيقة نجاح تؤكد ان بإمكاننا ان نصنع اعلاما جديدا يتسق مع تاريخنا فى الصناعة الاعلامية لأننا اصحاب الريادة وبإمكاننا ان نصنع واقعا ومستقبلا مشرق فى عالم الصناعة الاعلامية.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز