عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
أمل... نائب لبنان الوحيد

أمل... نائب لبنان الوحيد

بقلم : فادي عاكوم

 



في لبنان مجلس نيابي أو برلمان مؤلف من 128 نائباً تم اختيارهم من قبل الشعب في العام 2009، وكان من المفترض ان تجري الانتخابات الجديدة في العام 2013، الا ان هذا المجلس قام بالتمديد لنفسه مرتين (الاولى في العام 2013 والثانية في العام 2104)، وذلك عد تعديلات دستورية جرت طبقا للمعادلات السياسية بين الافرقاء اللبنانيين، والذين ضربوا بعرض الحائط بالدستور اللبناني المنظم لعملية الانتخاب والتمديد ودون الرجوع الى المجلس الدستوري كونه الجهة الدستورية المنوط بها مراجعة واقرار هكذا حالات، فبات التمديد الثنائي غير دستوري ليستمر النواب بعملهم تلبية لإرادة أمراء السياسة والحرب، دون التطلع لأي إرادة شعبية مطالبة باجراء الانتخابات، خصوصاً وأن المجلس الحالي يمثل المحاصصة الحقيقية فيما بينهم، واللافت أن هذا المجلس الذي عجز عن إنتخاب رئيس الجمهورية بحجة عدم اكتمال النصاب، وجد نصابه بقدرة قادر فقط أيام الاجتماع للتمديد لنفسه لتنتهي ولايته الجديدة في شهر حزيران/ يونيو من العام القادم 2017.

 

إلا ان الظروف شاءت أن يكون للبنان في الوقت الحالي نائب واحد شرعي فقط ، فقد شغر مقعد نيابي بوفاة أحد النواب عن منطقة جزين(النائب ميشال الحلو)، ليتفق أهل الحل والربط على انتخاب بديل له، وتزامنت هذه الإنتخابات مع الإنتخابات البلدية التي تجري في الوقت الحالي، ليتم انتخاب رجل الاعمال أمل أبو زيد عن المقعد الماروني في جزين، ولهذه النتخابات دلالات كثيرة، فهي كشفت كذب نواب لبنان الحاليين، الذين تذرعوا بالحالة الامنية المتردية ليمددوا ولايتهم، فاتت الانتخابات البلدية الناجحة لتضحد هذه الأكذوبة وتعري أهل السياسة.

 

علماً ان الانتخابات الأخيرة كشفت أيضا تنامي حالة التمرد على الواقع حيث شهدت أكثر من منطقة لبنانية منافسة انتخابية حقيقية شاركت فيها الأحزاب بقوة بالإضافة إلى العائلات، بعد تغييب طويل بسبب هيمنة قوى امر الواقع المتمثلة على وجه الخصوص بحزب الله في منطقة الجنوب اللبناني.

 

أمل أبو زيد النائب الوحيد في لبنان حالياً ورغم الدعم الكبير الذي ناله من بعض القوى السياسية خلال عملية الانتخابات، كان سينجح أيضاً لو كانت الانتخابات تجري بعيداً عن الحسابات السياسية الضيقة المبنية على المعادلات الطائفية والتبعيات السياسية، فهذا الرجل معروف بأنه من أصحاب الأيادي البيضاء التي تمتد للجميع، بالإضافة إلى كونه من رجال الأعمال الناجحين في القطاع المالي، وربما يكون إصرار الجهات السياسية الداعمة على اختياره هو تفادي الحرج إن قام بالترشح منفرداً للعلاقة القوية التي تربطه مع الأهالي في منطقته، خصوصاً وأنه تغلب على ثلاثة منافسين اخرين ، (ابراهيم عازار، صلاح جبران، وباتريك رزق الله)، والذين يعتبرون أيضا من القوى الفاعلة على الصعيدين السياسي والاجتماعي.

 

كان لبنان وسيظل على ما يبدو مرتهناً لإرادة الطبقة السياسية الحاكمة، التي تنقسم فيما بينها لعدة أحزاب طائفية وسياسية، تتبع بدورها بل ترتهن إرادتها لجهات ودول خارجية، وستظل بعض الدول العربية والغربية تتلاعب بالسياسة اللبنانية بشكل يتناسب وخططها السياسية في المنطقة والأقليم ككل، وسيظل الشعب اللبناني مغيباً مبعداً عن اتخاذ قراره بنفسه، ليظل غارقاً بالأزمة الاقتصادية الخانقة، وتلال النفايات التي تحاصره في كل المحافظات، فأنه كان لا يكفي لبنان نفاياته السياسية لتزيد أزمته بالنفايات الحقيقية.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز