عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
روتين التفتيش والصيانة!!

روتين التفتيش والصيانة!!

بقلم : جورج أنسي

مع كل كارثة جوية سواء بالخطف او التفجير ، تتجه الإنظار دائمًا الى الإجراءات الأمنية فى مطار الإقلاع والتى تكون العامل الرئيس فى حدوث كارثة أو فاجعة - هذا مع  استثناء الخلل الفنى الذى يحدث للطائرة بصورة عارضة مفاجئة - وحتى ذلك لايعفى -أيضًا - مطار الإقلاع من المسئولية .



والثابت أن الدول المتقدمة تحاول جاهدًا إبعاد تهم التقصير الأمنى والفنى عنها اذا ما كان مطار الإقلاع ينتمى اليها ، وهو ما قامت به الولايات المتحدة الامريكية تجاه الطائرة المصرية المنكوبة عام ١٩٩٩، بمحاولة إثبات قيام قائدها البطوطى بالانتحار وهو نفس ما تحاوله الآن السلطات الفرنسية بتجهيز الرأى العام العالمى بوجود خلل فنى بالطائرة التى سقطت بالبحر الأبيض المتوسط !

بطبيعة الحال ، فأنا أتجنب التطرق الى التفاصيل التى ناقشتها جميع وسائل الاعلام المختلفة حول أسباب سقوط الطائرة ، الا اننى سأسلط الضوء على فرضية ربما لاتثير إهتمام الغالبية والمتمثلة فى روتين العمل أيا كان نوعه سواء الأمنى او الفنى ، فالملاحظ دائمًا أن بعض العاملين يعانون من الملل من جراء تكرار قيامهم بنفس العمل طوال فترات طويلة ، وهو أمر ينطبق على جميع الوظائف بما فى ذلك العاملين فى المطارات -أمنيًا وفنيًا - ينتج عنه سهو غير مقصود يتسبب فى آثار خطيرة!!

هاجمتنى هذة الفكرة عندما تذكرت واقعتين متناقضتين ، الاولى كانت فى مطار الملك خالد بن عبد العزيز بالرياض فى صيف عام ١٩٨٦ عندما أصر موظف الأمن على تفتيشى بصورة دقيقة طالما أن جهاز الكشف عن المعادن مستمر فى إصدار إشارات التنبيه ، حتى وصل الامر الى مطالبتى بخلع (البنطلون) لمعرفة سر عدم توقف الاجهاز ، مع تفكير الموظف بجدية  بمنع سفرى خوفا على الطائرة! 

ورغم ضيقى وانفعالي من هذا الامر ، الى أن تدخل قيادات أمنية مع مصريين - على نفس الرحلة - حال دون تطور الموقف بصورة سيئة!

اما الموقف الثانى فكان فى الكونجرس الأمريكى بواشنطن عام ٢٠٠٩ ، عندما كان ضروريا وضع شارة التعريف على الصدر للتحرك وزيارة جنبات هذا المكان المهم ، ولظروف الازدحام وإنشغالى بالحديث مع احد المرافقين ، تحركت مع زملائى دون أن أحصل على بطاقة التعريف ، وتوقعت وقتها منعى من استكمال الزيارة لمخالفة القواعد الراسخة ، ولكن الغريب فى الامر اننى استكملت الزيارة ودخلت مقر الكونجرس ذاته دون أدنى أعتراض ، رغم أن  مسئول المجموعة انتظر توقيفى بين لحظة وأخرى خاصة بعد تزايد الإجراءات الأمنية المشددة فى كل الأنحاء بعد أحداث ١١سبتمبر !

ما أردت قوله أن الروتين المهنى قد يتسبب فى كوارث حتى داخل أعتى الدول المتقدمة ذات العقليات الاحترافية فى كل المجالات ، بينما يكون الالتزام المهنى فى دول نامية طريقًا للخلاص وتجنب الكوارث.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز