عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
.. ولا عزاء للمشاهد المسكين!

.. ولا عزاء للمشاهد المسكين!

بقلم : رشاد كامل

كل الفضائيات العربية خاصة فضائيات الدراما والمسلسلات تعيش حالة استنفار قصوى واستعدادات لا نظير لها، ليس لمتابعة أخبار قيام دولة فلسطين واعتراف جميع دول العالم بها، أو حتى لمتابعة أحوال سوريا والعراق وليبيا واليمن بعد أن انتهت كل المشاكل وعاد السلام والوئام يرفرف على ربوع هذه البلاد الشقيقة بعد أن تخلصت من كل المصائب والمآسى!



لا.. الفضائيات العربية مشغولة بما هو أخطر وأهم مليون مرة من هذه القضايا المحلية والمشاكل البسيطة، لأن ما يشغلها الآن هو الاستعداد التليفزيونى والدرامى والمسلسلاتى لاستقبال شهر رمضان.

تتنافس الفضائيات ــ مصرية وعربية ــ على شراء مسلسلات بلغت تكلفتها الفعلية حوالى مليارى جنيه تقريبًا.. كل قناة تريد الحصول على مسلسل تظن أنه سيكسر  الدنيا ويجلب معه ملايين الجنيهات من إعلانات السمنة والزيت وشوربة الدجاج وصلصة الطماطم وأقراص الهضم، وكل أنواع المياه الغازية!

مشكلة الفضائيات ليست مضمون أو موضوع المسلسل فالمهم عندها كيف تضع وتحشر نصف ساعة من الإعلانات داخل الحلقة الواحدة التى لا يزيد مدة بثها للمشاهد على أربعين دقيقة وربما خمسة وثلاثين دقيقة!

عباقرة الفضائيات لا يشغلهم انتقادات المشاهدين أو النقاد حين يسخرون ويتندرون بأن ما يشاهدونه إعلانات كثيرة تتخللها دقائق من الدراما أو المسلسل!

رأى المشاهد لا قيمة له! ورأى أسرة المسلسل أنفسهم لا قيمة له.. حتى لو اشتكى المخرج وأبطال المسلسل أن هذا الكم الطويل من الإعلانات يفسد الدراما ويقطع على المشاهد أحداث المسلسل.

كل هذا لا يهم، فالإعلان أولاً وثانيًا وعاشرًا.. أما أنت يا عزيزى المشاهد فهذا قدرك ونصيبك، وسوف تجد من يدافع عن حقك فى مشاهدة مسلسل بدون إعلانات لأن هذا حق من حقوق الإنسان!

وإذا كان شهر رمضان الكريم فرصة لكى تختفى أو تتوارى برامج التوك شو بكل هطلها وعبطها وسخافتها وتهافتها، لمدة شهر، فلا تندهش إذا رأيت ضيوفها من نخبجية ومحللين وفقهاء ونشطاء عادوا ليتحدثوا كنقاد حداثة وحداثيين لتحليل هذه المسلسلات بدءًا من المضمون الخفى، والمعنى اللامعنى والمرئى غير المرئى فى حوار الأبطال، ودلالة اختيار عنوان المسلسل.

ولا تندهش إذا وجدت هجومًا كاسحًا على مسلسل فى إحدى القنوات، ومدح بلا حدود لنفس المسلسل على قناة أخرى، ولا يوجد سر فى الأمر، وكل ما فى الأمر أن كل محطة اشترت عددًا من المسلسلات لتعرضها تقوم بالتسويق لها من خلال نخبجية يتبارون فى الإشادة بالمسلسل الذى دفعت فيه القناة الشىء الفلانى  بالملايين  طبعًا ــ ولن تسمع حرف نقد واحدا ضد هذا المسلسل!

يحدث هذا الهرج والمرج واللت والعجن فى كل عام والكل يلهث وراء المسلسلات مشاهدًا وناقدًا ومحللاً متحدثًا ومتكلمًا عمال على بطال!

ولا عزاء للمشاهد المسكين!

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز