عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
"هيبة الدولة" ومحلات العاصمة!!

"هيبة الدولة" ومحلات العاصمة!!

بقلم : د. حماد عبدالله

مازالت الإدارة في العاصمة توائم موقفها مع إجراء تأخرنا في إتخاذه , وهو عودة السلوك الحضاري إلى عاصمة المحروسة , أسوة ببلاد العالم ليس المتحضر فقط , ولكن حتى البلاد التي لا يمكن قياس حضارتها أو تقدمها بمصر , مازالت الحكومة , تتشاور وتستمع لأراء وإستطلاعات وبحوث , من جهات متعددة على رأسها مركز معلومات مجلس الوزراء , حول قرار بأن يحدد مواعيد لغلق وفتح المحلات بالعاصمة !! وكأننا سنتخذ قرار حرب أهلية !!



شيئ من الخيال !!ولعل تردد الحكومة في إتخاذ القرار , هو الذي يجعل من رافضيه أكثر صلابه في إبداء أرائهم بل وفرض واقع لا يمكن قبوله أبداً في دولة , تطبق القوانين , والتشريعات التي تصدرها مؤسساتها التشريعية الدستورية في البلاد ,فنحن لسنا بصدد إختراع (العجلة) , فكل دول العالم التي نتعامل معها , ونتزاور معها ونتسوق فيها , ويبث لنا الإعلام المصري عنها الأخبار , والعروض الفنية , والعلاقات التجارية , جميعها لها مواعيد محددة لبدء النشاط اليومي ولها مواعيد إنتهاء هذا النشاط مساءاً , ويستثنى من تلك المواعيد المطاعم والمسارح والسينمات التي تمتد حتى منتصف الليل , وكذلك تحدد بعض (الأجزاخانات) في كل منطقة يعلن عنها أنها تعمل 24ساعة وبناءاً على ذلك وتنفيذه بدقة , تتغير سلوكيات المواطنين , بل ويخضع لذلك زائري هذه المدن , بل تعلن الطائرات المحترمة الناقلة للركاب إلى تلك العواصم بأن مناطق وسط البلد وضواحيها تغلق في تمام الساعة (كذا) ونفتح في تمام الساعة (كذا) , هكذا ينبه على زائري هذه العواصم , المواعيد لكي ينظم كل متسوق مواعيده طبقاً للقوانين السائدة في البلاد .

وبالتالي نجد تلك المدن بعد الساعة السابعة مساءاً أو الثامنة , في حالة هدوء كامل , وتبدأ وسائل المحليات في "نظافة الشوارع" , وتجهيزها لإستقبال العمل والحركة لليوم التالي .

ونجد أيضاً أن المحلات التي تتطلب تجهيزات داخلية , كإعادة ترتيب بضاعتها داخل (الفتارين) أو ترتيب عروضها الفنية , نجد هنا بعد أخذ التصريح اللازم , تعلن على أبوابها المغلقة من الخارج , بأنها (مغلقة) ولا تستقبل أحد مهما كانت حيثياته الإجتماعية !!

هكذا تحترم الشعوب قوانينها وتعمل على تطبيقها , وهنا (هيبة الدولة) التي يحميها حماة تنفيذ القانون , لا يمكن ترك العاصمة كما هي الأن (سداح مداح) لكل من "هب ودب" , حيث يفترش بعض الشوارع الهامة الباعة الجائلين لعرض منتجات صينية وليبية ومصرية ومن "كل شيئ إن كان" دون رقابة ودون أداب عامة , وأمامها محلات لا سمح الله تفتح ليل نهار وتعمل حتى الساعات الأولى كل صباح , هذا كلام غير مؤدب !!

كما أن عدم القدرة على تطبيق القانون (وسط البلد) مؤشر تأكيد على (ضعف هيبة الدولة)!!

وتحضرنى حكمة للفيلسوف "بيل كوسبى"

" لا أعرف ما هو سر النجاح ، لكن سر الفشل هو محاولة إرضاء الجميع "!!

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز