عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
مقدمات المسلسلات .. عذاب وتعذيب

مقدمات المسلسلات .. عذاب وتعذيب

بقلم : رشاد كامل

النقد الدرامى الذى تقرأه عن المسلسلات الدرامية أغلبه انطباعات سطحية لا علاقة لها بأسس النقد وأساتذته ومناهجه ونظرياته المختلفة!



ولا يختلف رأى أى ناقد عن رأى المشاهد سوى أن الناقد يحفظ بعض المصطلحات النقدية يستخدمها فى مقاله على سبيل الأبهة النقدية. وإظهار العين الحمرا لمن يجرءون على مهاجمته بأنه غير موضوعى.استثنى من هؤلاء الناقد العربى الكبير الأستاذ «محمد رضا» الذى أقرأ له بانتظام على صفحات الزميلة الشرق الأوسط، وهو قبل ذلك صاحب كتاب السينما وهى سلسلة كتب عن السينما، كما أنه كان أول من قدم برنامجًا سينمائيًا على شاشة «أم. بى. سي».

فى مقال محمد رضا الأخير وعنوانه «مقدمات المسلسلات: عذاب وتعذيب سطور رائعة صادقة لا تعرف المجاملة كتب يقول: ليس فى العمل التليفزيونى ميثاق مكتوب بين أى من أطراف العمل ينص على أن مقدمة المسلسلات عليها أن تكون متشابهة، وليس فى العمل التليفزيونى ما ينص فى العقد على أن المسلسل الرمضانى عليه أن يبدأ بلحن معزوف على الناى أو بأغنية تتلوى من شدة العذاب أو بكليهما معًا..

لكننا فى كل سنة أمام هذا النوع من المقدمات ذاتها، والتى سادت منذ أن أصبحت المسلسلات تقليدًا رمضانيًا فقط، كون باقى أشهر السنة تفتقر إلى ما يساوى ربع هذا الكم وهذا الحجم من الأعمال التليفزيونية بل أقل من الربع فعلًا.

ينطلق المسلسل بأربع دقائق ونصف الدقيقة من العناوين، وهى فى المرة الأولى محمولة (محتملة) لكن فى 29 مرة أخرى تكرار مفجع إما السبب الذى من أجله على المشاهد أن يقضى خمس دقائق كل ليلة إذا ما اختار المسلسل المعنى وهو يتابع المقدمة بأسطرها وبصورها وبأغانيها!

ألا يمكن إيراد كل هذه الأسماء الفنية فى النهاية؟! ألا يمكن ورودها سريعًا فى البداية بحيث بعد دقيقتين فقط نستطيع أن ندلف إلى الحلقة التى جلسنا لنشاهدها؟! ثم ماذا عن تلك العواطف المسكوبة مثل نهر فاض عنه مجراه، ينطلق الناى حزينًا متشحاً بنبرة عزاء وحسرة والمشاهد لم يدخل بعد صميم العمل لمشاهدة ما يسبب هذا الحزن وتبعاته! وربما كما فى حالة «هى ودافنشي» لا علاقة لها بالناى ولا بالقانون ولا بالعود، ولا هى حزينة ولا هى فرحة إلا بما يفيد الدراما وفى أماكن محددة!

الأسوأ عندما يضاف الغناء! صوت يتباكى كما لو أن المسلسل طفل ولد للتو، وإذا ما راجعت كلمات الأغانى ستجدها مرثية بامتياز عن حب ولى وغرام انتهي، تدور حول فقدان العزيز الذى قد يكون بشرًا، وقد يكون مبدأ أو وضعًا.. ضع الكلمات على أى وصفة تجدها تصلح لأن لا شيء فيها محدد بحالة معينة، ولأن المهم فيها أن يصدح المغنى أو المغنية بصوته المفروض هذا بتلك الكلمات التى يلعب فيها المغنى بصوته كما لو أنه يدرك أن مصابًا خطيرًا سيقع له أو لمشاهديه!

ويمضى الأستاذ «محمد رضا» قائلًا: طبعًا هذا يعكس حالة أخطر تعيش لدى جمهور المسلسلات: شغف كثيرين منه بالفواجع العاطفية والنفسية، مع أننى لا أستطيع أن أتصور أن رب الأسرة وزوجته وولديه وابنتيه يجلسون معًا وفى الوسط كذا علبة مناديل ورق يسحبون منها ما يكفى لتجفيف الدموع فى كل ليلة، يعنى ما تشوف إلا الأيادى طالعة ونازلة تسحب الورق وتمسح بها دموعها! صورة كاريكاتورية!

هذا كله فى المقدمات ولم ندخل بعد فى صلب المسلسلات التى هى شأن آخر، هى مثل البطيخة البلدى لا ندرى إذا ما كانت حمراء أو صفراء، وإذا كانت حمراء هل هى لذيذة الطعم أو أن لونها ليس سوى مظهر وفى الداخل مرارة وأسباب نكد!

فهل شهر رمضان - تليفزيونيًا - مكتوب عليه أن يكون شهر فواجع عاطفية أو مقالب تسخر من الناس وتضحك عليها؟! ألا يمكن لهذا المشاهد أن يختار من بينها ما يستحق أن يصرف الوقت عليه.

انتهى المقال الجميل وأقول لكاتبه المحترم «محمد رضا» صدقت يا أستاذ بل معك ألف حق فيما قلت وكتبت.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز