عاجل
الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
أطفال الشوارع "مرة أخرى"!!

أطفال الشوارع "مرة أخرى"!!

بقلم : د. حماد عبدالله

أكتب عن ظاهرة إنتشار التسول فى شوارع العواصم فى جميع محافظات "مصر" وزيادة هذه الظاهرة خاصة فى "شهر رمضان المعظم" ، حيث تجذب تلك "الجحافل" من المتسولين أصحاب القلوب الرحيمة من المصريين ، فى التصدق عليهم بما يجود به هؤلاء الطيبون من الشعب سواء فى الميادين أو بجانب المساجد حين الإنتهاء من صلاة التراويح ، أو صلاة الجمعة وكذلك فى الميادين حيث تزداد الكثافة المرورية ، فتقف السيارات لفترات زمنية طويلة تتعرض فيها تلك المركبات للسؤال والإلحاح من البعض (والنقر) على نوافذ السيارات طلباً للمساعدة مع إظهار بعض العاهات (الفالصو!!) أو الحقيقية لكى تثير لدى الناس الشفقة "وتفننت" بعض المتسولات فى تلك المظاهر ، وإصطحاب أطفال رُضَّعْ وعرضعهم على السيارة لكى يبادروا بالدفع ولعل البعض الأخر يذهب إلى أن يعتدى على من لا ينظر إليهم (بالخبط) على السيارات ، وربما فى بعض الأحيان يظهرون من الشر ما يجب أن نحتمى منهم بشكل ما!



ولعل الظاهرة قد إمتدت إلى أن يرتدى بعضهم زى (موظفى هيئات النظافة) (الكناسين) ويمسكوا (بمقشات) هى أدواتهم وخاصة على الكبارى الشهيرة فى القاهرة مثل (6 أكتوبر و15 مايو) وغيرهم ووقوفهم أمام السيارات طلباً (للتسول)!!

كل تلك الظواهر دون تحرك من مؤسسات الدولة المسئولة عن "الشارع المصرى" سواء كانت وزارة الداخلية ، أو أجهزة المحافظات ، أو وزارة التضامن الإجتماعى المنوط بها أساساً التصدى لهذه الظاهرة الغير حضارية والغير إنسانية ايضاً.

وكنت قد إقترحت بأن نقيم معسكرات فى مناطق التنمية التى تتبناها الدولة وخاصة رئاسة الجمهورية ، فى مناطق مثل "الفرافرة ومنطقة "محور قناة السويس" ومشروع "المليون ونصف فدان"  وإزالة "العشوائيات" وإنشاء مناطق حضارية بديلة .

كل تلك المشروعات فى إحتياج "لقوى عاملة"  وهذه الفئات من الأطفال والشباب الذى إمتهن مهنة "التسول" وسيلة للعيش يجب جمعهم وإعطائهم فرصة للحياة الكريمة ، عناية طبية وتعليمية وأيضاً مهنية.

ولعل ما تم فى "الأوبرا المصرية" وقيام الفنان الكبير "سليم سحاب" بالإستعانة بأطفال الشوارع وتدريبهم فى كورال القاهرة "هى المثَلْ" والنموذج للعمل الوطنى الذى قام به فرد وليس مؤسسة وهذا واجب على وزارة الشباب ووزارة التضامن وأيضا المؤسسات المدنية التابعة لهم ، هذه الإفكار كتبنا عنها عشرات المرات ، فى هذه المساحة وفى مجلة "روزاليوسف" الأسبوعية .

وتعرض لذلك أيضاً كتاب كبار مثل أستاذنا الدكتور "جلال أمين ، والأستاذ صبرى غنيم ) وغيرهم ولا مجيب فى هذه الدولة ، ولا رد على ما نكتب أو نُصَّدرُه عبر وسائل الإعلام لعلاج هذه الظاهرة والإستفادة منها فى المشروعات القومية التى تتصدى لها الدولة.

ولعل هذه التجربة التى نجحت فى الأوبرا المصرية تدل على أن إمكانات هؤلاء الأطفال وهؤلاء الشابات والشباب تفوق ما يتخيله المسئولين.

وجب الإهتمام ووجب التوجيه من أى مسئول كبير نحو إتخاذ هذا المنهج فى إنتهاء هذه الظاهرة من الشوارع والميادين المصرية ، وحماية للأمن العام ، ولعلنا نتذكر مصائب وجرائم مشهورة (كالتوربينى) فى محطة "قطارات مصر "وفوق أسطحها بين القاهرة والإسكندرية ،كلنا نتذكر ذلك أم أننا نسينا (كسمة أهل حارتنا النسيان) المرحوم"نجيب محفوظ" .

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز