عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
نعم .. عبدالعال ليس سرور !

نعم .. عبدالعال ليس سرور !

بقلم : حمدى مبارز

كتبت مقالا فى أواخر يناير الماضى بجريدة "الوفد" تحت عنوان " لا تظلموا مجلس النواب ..تحية لرئيسه وأمينه العام" .. وكتبت ذلك بعد مقال سابق انتقدت فيه بشدة حالة الارتباك والهرج التى عاشها مجلس النواب فى أول أيام عمله، حتى أننى قلت بحسرة " ليت سرور يعود" ، ولم اكن وحيدا ، بل انتقدت كل الأقلام آداء المجلس ، وعقدت المقارنات بين أداء الدكتور فتحى سرور رئيس مجلس الشعب الأسبق وبين آداء الدكتور على عبدالعال رئيس مجلس النواب الحالى وكذلك أداء المجلس بصفة عامة.



والحقيقة أننى استمعت للدكتور على عبدالعال فى أكثر من مناسبة كان آخرها منذ أيام عند افتتاح المركز الإعلامى الجديد بمجلس النواب ، واستمعت للمستشار أحمد سعد الدين الأمين العام للمجلس ، واحترمت صراحة الدكتور عبدالعال، الذى اكد أنه ليس سرور ومجلس النواب ليس هو مجلس الشعب والأعضاء ليس هم الأعضاء السابقين والظروف غير الظروف والإمكانيات ليس هى الإمكانيات .
ونحن بعين المراقبين عن قرب كمحررين برلمانيين ، ومن خلال ما نسجله من ملاحظات ومقارنات بين الماضى والحاضر .. نضم صوتنا لصوت الدكتور على عبدالعال .. فبالفعل الظروف كلها تختلف ولن نتحدث هنا عن فروق فردية بقدر ما نتحدث عن وضع عام كان راسخا فى العهود السابقة وخبرات برلمانية تهندس الأمور فى القاعة ، وحزب يتحكم حتى فى كلمات وهمسات الأعضاء ، وتعليمات تأتى عبر رسائل الموبايل القصيرة فتنفذ خلال الجلسة دون نقاش ، ووضع عام مستقر فى الدولة  ونواب معظمهم من أصحاب الخبرات العامة والتاريخ البرلمانى الطويل .. كل هذه الأمور كانت تسهل مهمة رئيس المجلس وامينه العام فى إدارة الدفة بيسر وسهولة .
بينما الآن يضم المجلس عددا كبيرا من الشباب دون سن الثلاثين ودون سن الأربعين وسيدات ، ومنهم من يمارس العمل السياسى أو حتى العمل العام لأول مرة ، وهو عبء كبير على من يديرون الأمور داخل المجلس
نعم قد تكون هناك فروق فردية وهناك بعض المواقف التى تنم عن قلة خبرة ولاقت انتقادات وتهكم ، ولكن لا ننسى أن سرور ظل رئيسا للمجلس طيلة 20 عاما تقريبا وهى مدة كفيلة أن تثقل خبرة حتى من لا يمتلك أى قدرة، ونحن هنا لا ننكر على سرور قدراته الخاصة طبعا.
ناهيك عن أن الدكتور على عبدالعال رجل بسيط متواضع ينحدر من عمق الصعيد ، بعيدا عن أى شبهات أو تحالفات ولم يعمل وزيرا أو مسئولا فى الدولة ، ليس ورائه حزب .. ولا يمتلك سوى علمه وقيمته كشخصية نزيهة ، وليس جبروتا أو قطبا كما كان السابقون .
ونفس الشيىء بالنسبة للأمين العام المستشار أحمد سعد الدين مايسترو المجلس وضابط الإيقاع داخل جدرانه... فلا يمكن بأى حال من الأحوال أن نقارن بينه وبين من سبقه فى الموقع ... ومع احترامنا لمن سبقه وما قدمه وشخصيته وحسمه .. إلا أن ما يتمتع به المستشار أحمد سعد من دماسة خلق وتواضع وحكمة وقدرة فائقة على استيعاب أكبر المشاكل .. مكنه من تحمل عبء كبير لم يشهده البرلمان المصرى من قبل .
فالظروف كلها مختلفة ، والتحديات كثيرة و وطلبات النواب ومشاكلهم كثيرة ، وحتى على المستوى الإدارى بعيدا عن النواب طرأت العديد من المستجدات داخل جدران المجلس سواء فيما يخص زيادة عدد الموظفين أو ضغط النفقات وغيرها من الأمور.. ومع ذلك تسير الأمور بشكل سلس داخل المجلس بفضل حكمة هذا الرجل الذى أجمع على حبه الجميع.. نعم هناك بعض الأرتباك أحيانا  ومواقف تحدث بين الحين والآخر .. ولكن نعتقد مع مرور الوقت واكتساب الخبرات  ستتحسن الأمور.
والدليل أن حالة الارتباك، والتخبط التى شهدها البرلمان فى بداية عمله تتراجع شيئا فشيئأ ، وبدأ النواب يكتسبون الخبرة ، وبأمانة هناك نواب يحاولون بجد أن يتركوا بصمة ، ومنهم من يرغب بجدية فى رد الدين للجماهير التى انتخبتهم
خصوصا هؤلاء النواب الذين جاءوا إلى المجلس بمجهودهم الشخصى، ولا يدينون بالولاء والفضل لمحافظ أو حزب أو جهاز أمنى، بل لناخبيهم. فلم تشهد الانتخابات أى تزوير بمعناه المعهود، ولم تتدخل الدولة بكافة أجهزتها فى العملية الانتخابية، وإلا ما كان نجح هذا الكم الكبير من الشباب صغير السن، أو بعض الشخصيات المثيرة للجدل، وما كان سقط رموز كبار من الحزب الوطنى وشخصيات عامة كثيرة
وانعكس هذا الأمر على أداء هؤلاء الناجحين بمجهودهم، الذى بدأ يظهر خلال الفترة الأخيرة . فكل نائب من هؤلاء يتصرف ويتحرك من رأسه وبنات أفكاره، بلا توجيه ولا حسابات سوى مصلحة الوطن ومصالح الشعب، على عكس الماضى، عندما كان نائب الحزب الوطنى يحسب كل صغيرة وكبيرة قبل أن ينطق أو يتحرك، ولابد له أن يأخذ الإذن فى كل حركاته وكلماته تحت القبة وخارجها، حتى لا يغضب عليه الحزب، وبالتالى لا يأتى به فى الانتخابات القادمة
 

وحتى ما يسمى ائتلاف دعم مصر، الذى يسعى جاهدا لاستنساخ الماضى وتكوين لوبى تحت القبة، يوجه ويأمر وينهى، فشل فى تحقيق ذلك، وخرج العديد من الأعضاء المنضويين تحت عباءته عن طوعه فى الكثير من عمليات التصويت التى تمت تحت القبة

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز