عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
بريطانيا .. بيدق الماسونية الذهبي

بريطانيا .. بيدق الماسونية الذهبي

بقلم : لواء أركان حرب/ جمال عمر

لا شك أن ثورة 30 يونيو 2013م كانت وما تزال أحد المفاجآت الصادمة ونقطة التحول الأخطر والأكبر في مسار استراتيجية الماسونية العالمية والتي حكمت وتحكمت بانفراد وسيطرة كاملة في مصير دول العالم عبر سنوات وعقود القرنين الماضيين ، ولا شك أيضا أن الربيع العربي (العبري) كان وما يزال رغم بوادر فشله هو سيناريو (برنارد لويس) للجزء الثاني من ملحمة (سايكس بيكو) ، ولا شك ولا جدال أيضا أن داعش أو مسميات الإمارة أو الدولة الإسلامية هو صناعة وابتكار ماسوني مخابراتي برخصة واعتماد ودعم أمريكي إسرائيلي بريطاني غربي بأموال عربية قطرية سعودية خليجية ، ولا شك أن الغرب وأمريكا ما زالوا فاقدوا القدرة على تحديد أنسب أساليب التعامل مع النظام والدولة المصرية خاصة بعد فشل كل محاولات الاختراق أو إضعاف النواة الصلبة لهذه الدولة ، بل على العكس تماما أدت جميع محاولات الإضعاف والاختراق لتزايد القوة العسكرية للجيش المصري بإطراد غير مسبوق منذ عصر محمد على ومتزامنا مع نجاح سياسة مصر الخارجية المذهل وهو ما دمر حسابات ومخططات وعكس نتائج كثيرة لخطوات ومؤامرات متداخلة ومتشابكة ، خاصة التي تورطت فيها بريطانيا وما أكثرها .



وعجبا .. فقد تسارعت وتيرة سقوط بريطانيا عبر الشهور الماضية في مستنقعات ومواقف غريبة ومشينة كمحاولاتها الفاشلة والصبيانية لتحويل تركيز واهتمام فرق التحقيق في سقوط الطائرة الروسية لاتجاهات بعينها ولو بسذاجة تثير السخرية ، وكأن بريطانيا تفرغت فقط لإضعاف قدرات النظام المصري الاقتصادية والسياسية مع الحفاظ على التأثير السلبي على العلاقات المصرية الخارجية بدول العالم ، والأعجب منه هو تورط لندن واسكتلانديارد تحديدا في قصة اغتيال روجيني ووصول التحقيقات لأبواب مغلقة داخل بريطانيا ثم ظهور ملامح جديدة لأصابع بريطانية في سقوط طائرة مصر للطيران القادمة من باريس وهي حوادث عدائية ثلاثة متعمدة ومتتالية ومحددة الأهداف لإبعاد أهم ثلاثة دول كبرى تسعى للشراكة الاستراتيجية مع مصر والبقية تأتي ، وهو ما أثار الكثير من التساؤلات على رأسها السؤال الأهم والأبرز (هل بريطانيا قد احترفت أن تقاتل حروبا باسم غيرها كصبي البلطجي بالوكالة .. ولماذا .. ؟؟ ).

ولكي نكون أكثر وضوحا ، فبريطانيا ليست سوى البيدق الذهبي الذي تناور به الماسونية على مربع الشطرنج العالمي ، بل وأحيانا تعبث بها ولكنها أبدا لا تسمح بسقوطها ، فهي متنفس الماسونية ورئته التي تحتضن قلب الماسونية النابض منذ أن سيطرت بنوك روتشيلد على الحكومة البريطانية والعائلة المالكة بديون حرب القرم والحرب العالمية الأولى والثانية ، واستصدرت منها وعد بلفور رغم أنف العالم بوطن قومي لليهود في فلسطين ، فبريطانيا أصبحت معقل وأسيرة الماسونية بلا فكاك ولا أمل في تحررها ، خاصة وأنها تعتبر نفسها أما شرعية لتنين الماسونية (أمريكا) ، وهي في الأصل الأم البديلة والغير شرعية لطفل الخطيئة (إسرائيل) ، وكنتيجة مباشرة لما أحدثه المصريون من فوضى واختلال في تنفيذ مخططات الماسونية في الشرق في السنوات الأخيرة ، كان لابد وأن تقوم الماسونية بمناورات حادة وقوية ولو بإحداث زلازل اقتصادية وسياسية في الطرف البعيد من العالم أو بالأحرى في أوروبا والذي اختارت الماسونية أن تكون بريطانيا هي صاحبة الحركة والفعل بالخروج من الاتحاد الأوروبي ، والذي لم تخلص بريطانيا يوما واحدا له وأبسطها أن بريطانيا لم تتعامل باليورو ولم تعتمد عليه منذ دخولها للاتحاد وحتى اليوم  وكأنها اتخذت وضع الانسحاب من قبل أن تدخل.

وبعيدا عن استعراض أهم وأبرز تأثيرات الطلاق البائن بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي بعد زواج كاثوليكي بروتوستانتي دام (43) ثلاثة وأربعين عاما ، خاصة في المجالات الاقتصادية على الشعب البريطاني ، وبعيدا عن السعادة الغامرة لشعب وحكومة أصغر دول أوروبا مساحة وسكانا والمسماة بلوكسمبورغ هي إحدى دول البنلوكس والتي تقع في غرب أوروبا ، بين كل ألمانيا، فرنسا وبلجيكا والتي سوف تسيطر على سوق المال كبديل لبريطانيا بلا منازع ، فنحن بصدد أن نسجل ملاحظات بعينها على الحالة الأوروبية البريطانية فبريطانيا تعمدت افتعال وتسريع الاستفتاء الشعبي بتمهيداته السابقة واللاحقة وكأنها تنفذ تعليمات صارمة ومحددة قبل نهاية 2016م ، وقد أشارت التقديرات الأولية للاستفتاء عن رفض الشعب البريطاني للخروج من الاتحاد الأوروبي ، ولكنها سرعان ما انقلبت فجأة باحترافية إلى رفض البقاء في الاتحاد الأوروبي ، وبعيد عن التشكيك في نزاهة وشرف وأمانة الديمقراطية لدى الأخوة البريطانيين فقد انتهت الحالة الأنجلوأوروبية بالطلاق البائن لتحقيق أهداف بعينها في مسار استراتيجية الماسونية العالمية التي فقدت التوازن والاتزان السياسي والدولي على أيدي السيسي ورفاقه ومؤيديه من الشرق والغرب ، وكان لابد من المناورة الحادة ولو بإحداث اهتزاز عالمي في موازين القوى السياسية والاقتصادية خاصة في الجناح الغربي من أوروبا ، وأيضا ربما .. حتى تكون كل من أمريكا وأوروبا بريئتان من كل نوايا وأفعال هذه الدولة البريطانية المارقة حتى على الاتحاد الأوروبي ، وهو ما ينذر بأن بريطانيا سوف يكون لها أدوارا خطيرة وفاعلة بل وأكثر شذوذا وتطرفا واستعمارية عن كل أدوارها في الماضي ، وهو أيضا ما يجعلنا نحذر وبشدة من مؤامرات قادمة يتم الإعداد لها بإصرار ودقة ، فمجمل خسائر الماسونية في السنوات الخمس الماضية تجعلها قادرة على التضحية بأي دولة أو تنظيم  حتى ولو كانت أمريكا نفسها من أجل استرجاع مكاسب ما قبل 2013م ، قبل عزل (ذنبهم المخلص) مرسي العياط وخسارتهم لفريقهم الماسي الملقب بالإخوان المسلمين وافتضاح رجالهم وسندهم الوهابي والملقب بالسلفيين وخسارتهم لكل ما تمتعوا به من قبل من شعبية وتأييد في مصر والمنطقة العربية .

وربما يرى البعض أن خروج بريطانيا هو خطوة سلبية وقعت فيها قوى الماسونية وهو تقييم منطقي وقد يكون هو الحقيقة المجردة ، لو سلمنا بأن الماسونية ودستورها يتبعون قيما وأهدافا منطقية لصالح البشرية أو حتى بعض البشر ، ولكن قوى الماسونية وتصرفاتها وسلوكياتها عبر القرون الماضية أثبتت بلا شكوك أن الماسونية لا تسعى إلا للدمار والخراب وتشريد مزيدا من البشر وسفك المزيد من دمائهم ، وهو لابد وأن ينير علامات تحذير وإنذار بأن القادم سيكون أكثر شراسة وخطورة على العالم خاصة تلك الدول التي ما زالت تقاوم سيطرة الماسونية كسوريا والعراق وليبيا وكذلك تلك التي حطمت أسطورة السيطرة الماسونية وكسرت شوكتها وأفشلت مخططها في الشرق وفضحت تواطؤها وصناعتها لكل الفرق والجماعات الدموية والمخربة في العالم تحت مسميات الدين ، وهي دولا على رأسها مصر وروسيا والصين وفرنسا وإيطاليا وهي الدول التي تشكل طرف المعادلة في موازين القوى الجديدة والتي كانت سببا مباشرا وقويا لاضطرار الماسونية لسحب بريطانيا من معادلة الاتحاد الأوروبي التي بدت في السنوات الأخيرة وكأنها عجوز تحاول الفوز بالماراثون ، وهو ما ربما دفع الماسونية لإعادة تشكيل أطراف المعادلة من جديد حتى ولو تم خروج دولا كثيرة من الاتحاد الأوروبي أو حله تماما ، خاصة وأن اقتصاد ومخابرات ألمانيا وكثير من دول الاتحاد الأوروبي وكذلك بريطانيا ومخابراتها والبيت الأبيض الأمريكي الحالي والقادم على يد هيلاري كلينتون كلها مؤسسات مخترقة وتحت سيطرة فصيل الماسونية الأخطر والملقب بإخوان المسلمين ، مع ملاحظة أن إخوان المسلمين الذين نعرفهم بالغنوشي والشاطر ويوسف ندا وبديع وحسين وعزت وغيرهم ما هم إلا الوجه العربي للأخوية الماسونية في بلاد المسلمين مثل مصر والتي تصبغها صبغة الإسلام ولا مانع من وجود أمثال رفيق حبيب كنائب عام للمرشد في مصر وهو مسيحي من أصل يهودي وأمريكي الجنسية ، ولا مانع أن يكون عراب ومهندس ثورات الربيع العربي الماردير اليهودي (برنارد ليفي) هو أهم شخصية إخوانية ماسونية تنتقل في بلاد العرب بكل حرية وراحة وأمان تحت حماية إخوان المسلمين ، ولا مانع أن تكون مديرة مكتب هيلاري كلينتون هي المسلمة هوما عابدين وهي أيضا زوجة السناتور اليهودي الأمريكي (أنتوني واينر) والثلاثي المكون منهما وصديقتهما هيلاري كلينتون هم كوادر ماسونية متقدمة ولهم دورا فاعلا في السنوات القادمة ، فليس دقيقا أن نقول أن إخوان المسلمين اخترقوا أروقة السياسة في العالم ، لأن الحقيقة أن نقول أن الماسونية نجحت في خداع الجميع وصنعت أدواتها ومكنتهم من أروقة السياسة العالمية فلا عجب في عالم الماسونية ولا مستغرب .

أخيرا .. لا أحد يدري بدقة إن كان ما يدور على الساحة العالمية هو حقا إعادة اصطفاف لحرب عالمية قادمة ترسم خطوطها الماسونية في غضون شهور قليلة أم هو إعادة ترتيب للأوراق الفاعلة لمراحل قادمة أكثر غموضا وشراسة وسلبية على البشر خاصة في الشرق العربي ، وهل تحاول الماسونية ممارسة بعض المناورات الحادة لتجاوز سلبيات الفشل الذريع على الرقعة الشرقية والأهم من العالم أم هي جولات وحركات محسوبة ، أم هو تمرد بريطاني أرعن قد تدفع ثمنه غاليا أم حسابات أخرى ستكشف عنها الأيام القادمة وربما الساعات ، ولكن بلا جدال أن تتابع الأحداث الأخيرة وتشابكاتها خلال الشهور الثلاثة السابقة تنذر بأن العالم مقدم على تسارع كبير وخطير في وتيرة الأحداث التي قد تعتبر كونية ومؤثرة بضراوة على مصير البشر ، وربما تكون أحداث النهاية كما يصر الكثيرون في الشرق والغرب على التأكيد على اقترابها ، وربما تكون أحداثا خطيرة تعيد رسم خريطة العالم من جديد لتصدق النبوءة التي تؤكد نفسها في كل يوم ، بأن مصر هي التي ستعيد رسم خريطة العالم الجديد وليس الولايات المتحدة ولا أيا من قوى الماسونية العالمية الذين خططوا ودبروا ونفذوا ثم خسروا كل شيء في لحظات على أبواب مصر صاحبة الألف مأذنة وتحت أقدام رجالها خير أجناد الأرض .

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز