عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
السادة الإعلاميون .. "هاي شلة"

السادة الإعلاميون .. "هاي شلة"

بقلم : حسام فاروق

مثلما هناك إعلاميين أكلوا على كل الموائد , تكسبوا وتربحوا وازدادوا شهرة وبريقا في كل العصور من مبارك للمجلس العسكري للإخوان لعدلي منصور وصولا لعهد الرئيس عبد الفتاح السيسي , هناك أيضا أنصاف وأرباع أفرزتهم 25 يناير ركبوا الموجة وقدموا أنفسهم كإعلاميين و أصحاب مبادرات وجمعيات وحملات وداعين " ظاهريا " في الخير وجامعي تبرعات وخلافة وهم في الحقيقة أصفار  ولا خير فيهم قيد أنملة , واستطاعوا بكل قبحهم ووضاعتهم أن يتسللوا إلى دوائر صنع القرار و المواقع الهامة والحساسة في الدولة وكونوا شلة وأحكموا قفل الدائرة عليها حتى لا ينكشف أمرهم وتظهر قدراتهم الحقيقية وحاربوا باستماته كل من شاهدوه يقترب من مواقعهم أو يتحدث لمصادرهم الرفيعة ممن على رؤوس المواقع والدوائر والذين باتوا الحماه الرسميين لهذه الشلة التي لم تكف عن الطنطنة بأنها مسنودة و " واصلة " و موضع مشورة من أعلى الجهات في الدولة يؤخذ رأيها في كل كبيرة وصغيرة تخص الإعلام في هذا البلد وباتت وجوههم بابتساماتها الصفراء صديقة للكاميرات في مناسبات الشخصيات الهامة , وحينما تختلف وتصطدم بأحد أفراد هذه الشلة  يبدأ حواره معك بجملة : "نحن ثوار 25 يناير"  , ويسألك  "من أنتم ؟!" وكأن 25 يناير هذه لا صاحب لها ولا أهل ,ركبها الإخوان و استباحها "ناشطين الغبرة" و ترزق منها  إعلاميو " السبوبة " صغارا وكبار  . 



وجود النوعيتين يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنه مثلما يطرح الفساد ثمارا عطبة كالكائنات من النوع الأول تطرح الثورات حشرات مقززة كالكائنات من النوع الثاني. .

المشكلة في بلادنا أن الإعلام  خاصة الخاص لا تحكمه سوى المصلحة بشقيها السياسي والاقتصادي و آخر شئ من الممكن أن ينظر إليه الإعلاميون من النوعين السابقين هو الوطن , وفي رأيي أنه لن ينصلح حال الإعلام المصري بكل قطاعاته و أشكاله وألوانه الخاص و العام  إلا حينما يعلي أولو الأمر معيار المهنية فوق أي وكل معيار آخر أو ببساطة حينما تتخلص دوائر صنع القرار والمكاتب الهامة  من ظاهرة " الشللية " و الأقارب والأصدقاء و أصدقاء الأصدقاء .

 الإعلام في بلادنا يحتاج إلى غربال مشدود يتم به الفرز الدقيق الذي نأمل بعده أن نتخلص من كل الوجوه القبيحة والقميئة التي استولت على الشاشات والثعابين الصغيرة التي تسللت إلى دوائر صنع القرار بحجة أنهم ثوار  .

حتى يبنى هذا البلد لابد أولا من الاستثمار في العقول وهذا لن يتم إلا بإعلام وطني مهني يضع الوطن قبل كل وأي شي .

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز