عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
والجامعة العربية .... قلقة أيضا !

والجامعة العربية .... قلقة أيضا !

بقلم : د. طه جزاع

اعتاد السيد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة على تلخيص مواقفه من الأحداث الانسانية الجسيمة التي يشهدها عالمنا المعاصر بالأعراب عن " قلقه " سواء كان الأمر يخص توترا سياسيا بين دولتين،أو نزاعا داخيا،أو أزمة مالية،أو تجربة غير تقليدية لصاروخ يحمل رؤوسا نووية،أو يخص نزوح ولجوء الملايين من البشر خوفا وهربا من مناطق النزاعات والحروب المشتعلة في أكثر من بلد،وفي المقدمة منها البلدان العربية التي أظهر التقرير الأخير لمعهد الأبحاث العالمية للاقتصاد والسلام ان خمسة منها هي من بين أخطر 10 دول في العالم من حيث مستوى الأمن في المجتمع والصراع الداخلي وعسكرة المجتمع،وهي على التوالي كلا من سوريا والعراق واليمن والسودان وليبيا،فضلا عن جنوب السودان . لكن الغريب في أمر الأمين العام ان     " قلقه الأممي " حفز مؤسسات ومنظمات دولية واقليمية اخرى على ممارسة " القلق " ومنها الجامعة العربية التي أعربت مؤخر عن " قلقها " البالغ من التزايد المستمر في اعداد اللاجئين في المنطقة العربية!



وخلال الاشهر الأخيرة سخر الاف المغردين العرب على شبكة التواصل الاجتماعي من قلق الأمين العام للأمم المتحدة،بل وقاموا – بحسب متابعة نشرتها جريدة العرب الصادرة في لندن -  باحصاء عدد " قلقاته " في السنة الماضية فوجدوا انه أعرب عن قلقه 180 مرة،أي بمعدل " قلق " كل يومين،منها 27 " قلقا " لدولة اليمن وحدها،وفيما قال بعضهم ساخرا ان موسوعة غينيس العالمية للأرقام القياسية أختارت السيد بان كي مون كأكثر انسان مر بحالة قلق عبر التاريخ وانهم يقترحون عرضه على طبيب نفساني،فأن اخرين استكثروا عليه ان يتقاضى مرتبا شهريا يبلغ حوالي 35 ألف دولار ليقوم بأسهل مهمة في العالم،هي " القلق "!
 
" قلق " الجامعة العربية جاء تعقيبا على تقرير المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة التي أعلنت ان عدد النازحين واللاجئين الذين فروا من النزاعات وحملات الاضطهاد سجل رقما قياسيا في العام 2015 وصل الى أكثر من 65 مليون شخص في العالم،وهو رقم يفوق عدد سكان بريطانيا -  ولا يفوق بالطبع عدد سكان مصر الذي وصل الى 94 مليون نسمة بحسب تقرير جهاز التعبئة والاحصاء،اذ يولد في كل دقيقة 4 مواليد جدد وبما يصل الى مليون مولود في كل ستة أشهر - !! والجامعة تقول ان 53.5 % من هؤلاء النازحين واللاجئين هم في المنطقة العربية،وتقصد بذلك الفارين من سوريا والعراق واليمن والسودان وليبيا عوضا عن اللاجئين " المزمنين " من الفلسطينيين،مما يحمل المنطقة العربية العبء الاكبر لهذه الأزمة العالمية التي تتطلب الاستضافة وتوفير التمويل لتقديم المساعدات الانسانية اللازمة لهم،فلا أحد يلوم الجامعة العربية على " قلقها " لأنها قد تضطر قريبا لتغيير اسمها الى جامعة اللجوء العربية! لكن على الجامعة ان تجد من الان فصاعدا مفردات اخر مرادفة للقلق لكي تنوع خطابها،لاسيما وان اللغة العربية هي أم الكلمات المترادفات،ولكي لا تجد نفسها ذات يوم عرضة للسخرية وشماتة المغردين الذين قد يفكرون ايضا باحصاء عدد " قلقاتها " السنوية عى طريقة احصاء " قلقات " السيد بان كي مون!
 
في نهاية الاربعينيات والخمسينيات،اشتهر في العراق مغن وشاعر شعبي ومونولوجست اسمه عزيز علي عرف بتقديم مونولوجات ساخرة من الأوضاع السياسية أيام العهد الملكي ونوري السعيد،وكان الناس يسمعونها بتفاعل واعجاب شديدين من الاذاعة العراقية،قبل ان يقدمها من محطة تلفزيون بغداد التي افتتحت بداية ايار \ مايس 1956 لتكون أو ل محطة تلفزيون في المنطقة والوطن العربي،وكان عزيز علي ناقدا جريئا في لغته الشعبية الساخرة من السياسات المحلية والعربية والعالمية والهيمنة الاستعمارية البريطانية وقتذاك،ومنذ ذلك الزمن كان يكيل العتب واللوم على جامعة الدول العربية التي تأسست في العام 1945 :
" ياعرب والله حالتنا حالة... ومصيبة مصيبتنا
نحجي تفضحنا قضيتنا ... نسكت تكتلنا علتنا
والعتب على جامعتنا
جامعتنا اللي ما جمعتنا .. جامعتنا اللي ما لمتنا .. جامعتنا اللي تيهتنا " !!

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز