عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
خديعة الحضارة .. بين التزوير والبلطجة البشرية

خديعة الحضارة .. بين التزوير والبلطجة البشرية

بقلم : لواء أركان حرب/ جمال عمر

في ذكرى آخر ثورة مصرية من سنوات ثلاث في الثلاثين من يونيو 2013م لابد وأن نذكر أنها كانت ثورة حقيقية على الزيف والتزوير والبهتان والضلال والتضليل بكل صوره باسم الدين وباسم الديمقراطية والحرية والعدالة ، كانت ثورة شعب عبقري في تناغم عقله الجمعي ووعيه التاريخي على كل الأفاقين والمخادعين والخونة في الداخل والخارج ، وفي زخم هذا الحديث فما أكثر ما نصادف من النصابين والمتحزلقين في زماننا هذا وهم عادة أنصاف متعلمين وربما أقل بكثير ، وهم غالبا يختلطون ويرتعون بين الجهلاء وفاقدي القدرة على التعلم لدرجة أن بعضهم لا يعرفون عن العلم سوى أنه وسيلة للحصول على المال والسلطة والجاه والتباهي والتعالي والتفاخر بما هو لا وجود له في عقولهم ونفوسهم من فهم ورقي وتحضر ، ولا شك أن بعضهم يمتلك قدرات عبقرية على الوصول لأهدافه ولكنه في النهاية ليس أفضل من (نصاب) ، وعادة ما يكون النصاب المتحزلق المتفزلك من هؤلاء الباحثين والمنقبين عما هو ليس موجودا أو مسبوقا بل وربما يدعي غيابه ليولول وينتقد ويعترض ، وربما أيضا يسب ويلعن ويحول سماء المستقبل في عيون البشر لجحيم ، تماما مثل شيوخ الوهابية والسلفية وتجار الدين الذين كانوا وما يزالوا يشعلون الأرض والسماء نارا وجحيما وبينهما يتساقط كثير من المغيبين والسذج  ، ليخرج الضحية المصلي من تحت أيديهم باحثا عن أفضل وسيلة للانتحار ولو في أحضان أقرب ملهى ليلي فما عاد هناك أمل في رحمة ولا مغفرة بعد أحكامهم الربانية المختومة بختم التوكيلات الإلهية ، لتقع في أحضان الطرف الآخر من النصب الديني الحنون والفياض بالمشاعر والأحاسيس الرقراقة والتي يتميز بها أحدث أجيال دعاة الإسلام خريجي (MI6) على الطريقة الغربية الماسونية بداية من عمرو خالد ومرورا بالمعز ومصطفى حسني واستمرار على درب شعار المخابرات البريطانية الأشهر (سنصنع لهم إسلاما يناسبنا) ، ولا شك أن النصاب المتحزلق هو كائن بشري فقد قدرته على احترام نفسه المجردة بكل إيجابياتها وسلبياتها فأصدر حكما غيابيا على بساطة النفس البشرية في جوفه وأعدمها وكفنها في غفلة من الزمن بلفها في حرير الفزلكة الدودي فصنع لنفسه شرنقة التنطع والحزلقة ، التي يتخفى خلفها ليدمر غيره من البشر بكثير من الأكاذيب والخرافات الملفوفة بعناية ودقة عالية الإبهار في بعض أوراق الدين أو المشاعر أو حتى العلم والتكنولوجيا.



وهكذا كثيرا ما يتوقف قطار الحضارة وقد يتوه طويلا في دوائر مغلقة بأيدي هؤلاء النصابين والمجرمين من البشر والذين لا يتوانون عن التضحية بالشعوب والأمم لإخفاء الحقائق ، ولا شك أن الحضارة وعلومها المختلفة هي أكثر الموضوعات جدالا بين البشر ، فهي مجال رحب ومتشعب الأطراف والاتجاهات والمستويات ، ولكنه رغم اتساعه وتباينه إلا أنه لا يقبل ضلالات البشر وبهتانهم الفطري خاصة عندما ينحازون لجانب عن آخر أو شعب بعينه فيزورون التاريخ لصالحه أو ضده ، بل ولدى البشر الاستعداد لتجاهل وتناسي أروع وأكثر قرون التاريخ البشري تأثيرا في حضارته لمجرد الكراهية لأصحاب هذه الحضارات أو تأثيراتهم الحضارية ، مثلما يدعي الغرب بكل تبجح ووقاحة أن أجيال الحرب والحكم هي أربعة فقط ينتقلون فيه من الجيل الثاني على يد الرومان في القرن الخامس الميلادي إلى الجيل الثالث على يد الأوروبيون في الحرب العالمية الثانية ، ليسقطوا زورا وبهتانا أهم وأخطر وأعظم مراحل الحضارة الإنسانية من القرن السادس الميلادي وحتى القرن التاسع عشر الميلادي وهي فترة ازدهار وسيطرة المسلمين وحضاراتهم المتعاقبة ، وكل هذا الزيف والبهتان فقط لأنهم مسلمين وليسوا من الكاثوليك الماسونيين من اليهود أو مسيحيي الغرب ، وهو ما عانيناه وما زلنا نعانيه كبشر من تزوير متعمد لأهم ثوابت التاريخ البشري والحضارة الإنسانية سواء على أيدي اليهود والماسونية العالمية أو على يد التنظيم السياسي الأكبر للماسونية والتاريخ والملقب بالصهيونية ، فمثلا مازلنا لا نملك دليلا واحد على أن إبراهيم أبو  الأنبياء لم يكن مصريا رغم إصرار اليهود على كونه كنعانيا ، بل وإصرارهم العجيب أن الأميرة هاجر المصرية كانت جارية أهداها فرعون مصر لإبراهيم ، ثم تجاهلهم المتعمد بحمق وغباء أفسد مصداقية كتبهم وعقائدهم لنبي الله إسماعيل وهو أول وأكبر أولاد رسول الله إبراهيم عليه السلام من الأميرة هاجر المصرية ، وتلك لمحة سريعة لمدى القدرة على تزوير أي شيء وكل شيء في التاريخ ، وقد يكون مقبولا أن نزور قصص الرجال وسيرتهم فهي حرفة البشر في نقل القصص وتحويلها لأساطير تتوافق مع الأهواء والخيالات والأوهام ، ولكن العجيب أن البشر يزورون حتى الحقائق العلمية ببلطجة بشرية غريبة حتى أننا مثلا وفجأة وبدون مقدمات قد نكتشف .. أن (مكة ومركزها الكعبة) هي المركز المغناطيسي والجغرافي الحقيقي للأرض ، وبها يمر خط الطول (صفر) الحقيقي وليس ما نعرفه (على سبيل البلطجة الاستعمارية) بأنه جرينتش المار بلندن والذي يزيد بأكثر من (3) ثلاثة ساعات عن خط الصفر الحقيقي جغرافيا ومغناطيسيا ، ورغم أن جميع دول العالم وخاصة الدول المتقدمة لا يستطيعون تجاهل خط الصفر الحقيقي (خط مكة) في دراساتهم العلمية وحسابات محلات وتوقيتات إطلاق رحلات سفن الفضاء والمكوك الفضائي وإطلاق الأقمار الصناعية وتحديد مساراتها والحسابات والدراسات الفلكية والكونية ، وربما ليس عجيبا أن نعرف أن اليوم الفلكي الحقيقي يبدأ دوما بظهور الفجر ويأتي نهاره قبل ليله الذي يبدأ بانتهاء نهاره ، لتكون نهاية اليوم الفلكية الحقيقية دوما هي بداية فجر يوم جديد ، ولا علاقة حقيقية لذلك بما يخضع له العالم والأرض والملقبة بحسابات الزمن الإثنى عشرية التي تقسم الليل قسمين في يومين متتاليين ، وهو ما يخالف تماما حقائق الكون بل وقرار الله في مسألة الليل والنهار تحديدا .. {لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ }يس40 ، فالنهار كونيا مقدم على  الليل ولا يجوز لليل أن يأتي قبل النهار.

ثم بعد سنوات من العلم ومحاولات التنقيب العلمي والدراسات الكثيرة نكتشف فجأة أننا لسنا سوى آخر سلالات الإنس والتي كانت تعمر الأرض وانقرضت في ظروف غامضة ، والتي لم يكشف سترها إلا بمحاولات حساب عمر الأهرام وأبو الهول وما يحيطه من آثار ، وكذلك أوراق الهرم التي سرق بعضها علماء الآثار الأوروبيون والأمريكان والتي تحمل كثيرا من أسرار علوم وتكنولوجيا متقدمة وخطيرة خاصة فيما يتعلق بالطاقة الكونية وصور تحولاتها واستخداماتها المختلفة ، خاصة الإضاء عن بعد دون استخدام الكابلات والأسلاك ، وهو أيضا سبب إغلاق الهرم في وجه البعثات العلمية الأوروبية منذ بداية التسعينات والتي جاءت تحت رعاية وبإدارة من أجهزة مخابرات دول عظمى تسعى للاستيلاء على ما تبقى من وثائق أو (أوراق الهرم) التي تحمل أسرار علوم متقدمة ، والأعجب والأغرب أن محاولات السطو وصلت شراستها لتعمد تدمير وإسقاط الدول ونظم الحكم من أجل الوصول لهذه العلوم ، وكما كان العلم قديما يتم ممارسة دراسته وتداوله في مستويات متدرجة تنتهي بدرجات عليا ومحظورة ومقصورة فقط على الكهنة وطلاب معاهد المعابد السرية في مصر القديمة ، فما زال ابن آدم كما هو ويمارس نفس الأساليب في التعامل مع العلم ، فهناك درجات من العلم محظور تداولها وغير معترف بها رسميا وتمارسها معاهد ومراكز على درجة عالية من السرية وتتبع أجهزة المخابرات مباشرة ولا أدلة على وجودها أو أعمالها ، ولا يعمل في هذه المستوى إلا بعض العينات الخاصة جدا من نوابغ المستوى العلمي الأكاديمي والأمني ، ثم يلي هذا المستوى الخطير نزولا مستوى العلوم الفائقة التطور والتي تديرها أجهزة المخابرات للدول بالتعاون مع أكاديميات العلوم المختلفة في تنظيمات وأنشطة شبه رسمية ، ومبهمة الأهداف والاستراتيجيات لكثير من العاملين فيها ، ثم يليها المستويات الأكاديمية والتي تعلو المستويات الإعلامية للعلم والتي تتميز بالفوضى وسوء التنظيم المتعمد لتحقق بكشفها لبعض الحقائق أعلى مستويات التأمين والإخفاء المخطط بدقة لعلوم أخرى لا يجوز الكشف عنها ، وهو ما يدفعنا أن ندعي أن كل ما يتم الكشف عنه من تقنيات عالية مثل الهارب والكيمتريل والنبضة المغناطيسية ومشتقاتها ما هي إلا قنابل دخان متقنة التوجيه والتوقيت لإخفاء ما لا يجب أن تعرفه العامة والشعوب بل وكثيرا من الدول والكيانات في العالم عن علوم تعتبر فوق مستويات تصديق بعض البشر تمنح أصحابها قدرات علمية وعسكرية وسيطرة غير مسبوقة على الأرض وساكنيها من البشر ، والتي أدعي أنها أحدث أسلحة الردع السلبي المستخدمة في العالم خاصة في منطقة الشرق الأوسط باشتراك الدول العظمى والمتقدمة علميا والتي تلهث خلف بعضا من هذه العلوم والتي كانت وما تزال سببا في إعادة تشكيل خريطة العالم الجديد ولكن هذه المرة على العكس تماما من نوايا واتجاهات الاستراتيجية الماسونية التي تحكمت قرونا في مصير العالم ودوله وشعوبه.

حقا .. ليس كل ما يعرف يمكن أن يقال ، وليس كل ما يقال هو الحقيقة كاملة ، وإلا فلا مانع أن نجيب أطفالنا بمنتهى الوضوح والأمانة على أسئلتهم المتكررة عما يدور خلف الأبواب المغلقة لغرف النوم ، ولا عجب أن يعترف كل رجل لزوجته بنزواته ونظراته وخيالات وأوهام نفسه حتى ولو كان الثمن فقدانه رأسه والباقي من عمره ..

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز