عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الهشاشة العاطفية

الهشاشة العاطفية

بقلم : د. أحمد عيسي عبدالله

فيروس سريع الانتشار والعدوى وهو قديم وحديث ومعروف باسم " قيس وليلى" هذا الفيروس يصيب أكثر من نصف سكان كوكب الأرض، وبالذات "العرب".. فكل قيس يبحث عن مجنونته .. وكل ليلى تبحث عن مجنونها... غير مدركين أن الحب والخيبة وجهان لعملة واحدة لأن الحب يولد بخيالات أكبر من أصحابها، مما يؤدى بالمصاب بهذا الفيروس إلى "الهشاشة العاطفية" التي صنعتها ربما أفلام ومسلسلات وأغانى تمجد الحب والانتظار وتستعذب مرارة الهجر والجحود، مما يكشف عن جانب نفسي يرافق تلك الهشاشة.



والسبب فى ذلك ببساطة أننا نستسلم للعواطف ونترك للأيام مهمة التدبير لنا ..

كما يبدو أن لدينا جينات وراثية من الاستكانة والاستعداد دوما للتضحيات المجهولة.. في سبيل أي شيء،

أعتقد أن هذا موضوع يخرج عن كونه فردى ، بل قضية قومية من الممكن إعلانها أزمة من الأزمات الأخرى الطبيعية ، وعلى المختصين إعادة النظر في بحثها ومعالجتها .

وأقترح هنا بعض طرق التغلب على تلك الهشاشة العاطفية:

تحدث إلى شخص ما :

سواء كان مع صديق أو أحد أفراد العائلة أو مع مستشار، يمكنك التواصل مع الآخرين بهدف التخلص من التوتر بدلاً من إبقائه داخلك ، كن حذراً باختيار مع من تتحدث.. تأكد من أنه شخص يهتم بمصلحتك بالفعل، ولا يجب أن يكون التحدث عن مشاعرك بالضرورة أمراً رسمياً أو جدياً للغاية، يمكنك مناقشة الأمور الصغيرة التي تزعجك أو تجعلك حزيناً.

تعزيز الثقة بالنفس:

إن أفضل وسيلة لتعزيز ثقتك بنفسك هي: أن تعامل نفسك كما تعامل أحد الأصدقاء الأعزاء، أي عاملها بطريقة إيجابية ولكن صادقة، قل لنفسك شيئاً إيجابياً بدلاً من السلبي، مثل " أنت شخص قوى، و الأزمة العاطفية سوف تمر وسيعوضك الله خيراً منها" وهكذا اجعل الإيجابية محل السلبية.

متّع نفسك:

إن القيام بالأشياء التي تستمتع بها مفيد للصحة العاطفية. فمشاهدة الألعاب الرياضية مع صديق، أو أخذ حمام طويل، أو مقابلة الأصدقاء لتناول القهوة هي أمثلة عن أنشطة صغيرة يمكن أن تحسّن يومك، تجنّب الأشياء التي تبدو ممتعة في وقت محدد و لكن تجعلك تشعر بسوء أكثر بعد انتهائها، مثل شراء الملابس إذا كانت ميزانيتك محدودة، أو الإفراط فى تناول الطعام المحبب .

اختر نظاماً غذائياً متوازناً:

يمكن لاختياراتك الصحية حول نظامك الغذائي أن تجعلك تشعر أنك أقوى عاطفياً. إذ أنك تفعل شيئاً ايجابياً لنفسك، ممّا يزيد ثقتك بنفسك، كما أن اتباع نظام غذائي جيد يمكّن الدماغ و الجسم من العمل بفاعلية.

مارس التمارين الرياضية:

اختر تمريناً رياضياً تستمتع بممارسته. إذا نفع ذلك، فقم به مع أحد الأصدقاء أواستمع إلى الموسيقى. ضع هدفاً للقيام بتمارين رياضية لمدة 30 دقيقة، ثلاث مرات في الأسبوع.

احصل على قسط كافٍ من النوم:

يختلف هذا من شخص لآخر، يحتاج بعض الناس لساعات أقل و بعضهم يحتاج لساعات أكثر من النوم قبل أن يشعر أنه مستعد لبدء اليوم.

طوّر علاقات جيدة مع الآخرين:

"فكّر في علاقاتك مع العائلة والأصدقاء، و مع شريك حياتك. هل يهتمون بمصلحتك بالفعل؟ هل تستمتع برفقتهم؟ هل أنت راضٍ عن طريقة تعاملك معهم؟  ابدأ في التفكير بكيفية تحسين علاقاتك، ثم قم بإجراء تغييرات صغيرة ".

كن مدركاً لما يخبرك به جسمك و لكن لا تسمح له بالسيطرة عليك لوقت طويل جداً. بل استأنف وواصل حياتك الطبيعية.

وهذه الطرق هى على سبيل المثال وليس الحصر، فنحن أمة تحتاج الى التخلص من "هشاشتها العاطفية" لكي تصبح أمة قوية ،
إذ على المرء ان يتخذ كل التدابير العاطفية الواقية لمواجهة الانشطار الذري العاطفي ، حتى لا يحل به ما حل بمدينة هيروشيما ونجازاكي!! من حيث خطورة خسائره - أكثر من غيرها ،

وأخيراً وليس آخراً:

لا تضع البيض في سلة واحدة ..إن انكسرت ..انكسرت معها الحياة  ..
ولا تضع معظم استثمارات مشاعرك في بنك واحد ، لكي تفلت من الخسارة إذا انهارت استثماراتك كانهيار أسواق البورصة العالمية ،  واحرص على استخدام المظلات الأرضية ، حتى لا تتحطم عندما تسقط من علو أحلامك وأوهامك العالية الشاهقة أو التى لا سقف لها ولا حدود !!
 

*استشارى ادارة الموارد البشرية

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز