عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
السيسي والأقباط..ومخطط الفتنة الطائفية

السيسي والأقباط..ومخطط الفتنة الطائفية

بقلم : عبدالجواد أبوكب

 



 فجأة وبسابق إنذار أراه متعمدا برزت أحاديث الفتنة الطائفية بتوقيعات جغرافية متنوعة كان أبرزها - كالعادة – محافظة المنيا، التي ما إن تهدأ الأمور فيها إلا وتشتعل مرة أخري مع محاولات يقع معظمها في مربع تأجيج الأحداث، وهو أمر أعرفه بحكم نشأتي في جنوب الصعيد حيث سوهاج التي لا تشعر أبدا بفرق فيها بين مسلم ومسيحي في غالبية المناطق، وحتي حادث "الكشح" وهو الأشهر في تواريخ صناع الفتن، رأيناه غريبا علي بلادنا، وكيف لا وأنا الذي كنت أنادي الأقباط في قريتي"العوامر قبلي"كأعمامي وما زلت أذكر أسمائهم حتي الآن(عم عزمي، وعم عبدالنو، عم حنا)، وعندما استقر بي المقام في القاهرة كان الرمز الوطني الكبير سعد فخري عبدالنور كبيرنا في "جرجا"، أو"عم سعد" كما كان يحلو لي أن أناديه هو الصاحب والداعم معنويا.

 

 

 

 ورغم هذا الآداء لم يكن هناك حسم من الرئاسة في التعامل مع  قضايا الأقباط، وما زالت قضايا خطف الأقباط وحادث كنيسة القديسين عالقة في الذاكرة، فما بالنا ونحن نعيش عهدا غير كل تواريخ مؤسسة الرئاسة في التعامل مع الأقباط، ومازال قداس عيد الميلاد وما حدث فيه شاهدا علي هذا التغيير، عندما فاجأنا الرئيس عبدالفتاح السيسى ونحن نشارك في حضوره بدعوة كريمة من شركاء الوطن بدخول الكاتدرائية مهنئا في سابقة تاريخية لم يفعلها رئيس مصري   قبله، وكانت الثالثة له منذ وصوله للرئاسة، حيث سبقتها تهنئة مماثلة، وعزاء فى قتل 21 قبطياً على يد تنظيم داعش الإرهابى بليبا.

 

 

 

 ولم تكن الزيارات الثلاث مجرد آداء بروتوكولي، لكنها كانت دلالة هامة علي تغيير جذري في تعامل رئيس الدولة مع الأقباط ،وهو التعامل الذي يعلي مبدأ المواطنة  ويرى أن الجميع مصريون لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات، ومن هذه الرؤية سارع الرئيس بالإعتذار للاقباط ولقداسة البابا تواضروس الثاني عن  وقائع حرق الكنائس عقب الاطاحة بالمعزول محمد مرسي، وفض اعتصامي رابعة والنهضة ، وأمر ببناء الكنائس التي حرقت وترميمها فورا.

 

 

 

وكان هدف من أحرقوا الكنائس وقتها إشعال الوطن بنار الفتنة وتوريطه في حرب طائفية، لكن المصريون فطنوا للمخطط، وعندما وجدت قوي الشر أن مخططها الداخلي فشل في الوقيعة بين عنصري الأمة، جاءت المساندة الخارجية عندما ذبح تنظيم داعش الإرهابي 21 قبطيا بليبيا في محاولة مبتكرة لإشعال الفتنة الطائفية، لكن الرجل الذي تعامل مع الأمر باعتباره اعتداء علي مغتربين مصريين دعا لاجتماع عاجل لمجلس الدفاع الوطني أعلن بعده أن مصر تحتفظ لنفسها بحق الرد وبالاسلوب والتوقيت المناسب.

 

 

 

ولم تمر الليلة علي أهالي الضحايا إلا وهم مرفوعي الرأس بعدما ثأرت قواتنا المسلحة لدماء أبناء الوطن وقضت علي الدواعش مرتكبي الجريمة.

 

  

 

وفي الأحداث الأخيرة جاء التغير الأبرز بتعليمات مباشرة منه فيما يتعلق بحل الأمر، حيث أنهي عصر"قعدة المصاطب" و"الصلح العرفي" الذي كانت نتيجته دائما تهدئة لا تلبث أن تنفجر بعدها بشكل أكبر، وأمر بإعلاء سيادة القانون وأن يحاسب من تجاوز أيا كان، وتلك لغة لم تكن موجودة من قبل لكنها كفيلة تماما بالسيطرة علي زمام الأمور وتحقيق سيادة الردع.

 

 

 

ويجب أن نعترف أن هناك حالة كاملة من الفشل في التعامل مع مثل هذه الأحداث من قبل المحافظين، وفشل أكبر في التناول الإعلامي، لكن هذا لا يجب أن يجعلنا نتجاهل حقيقة وجود قوي ظلامية تقف وراء مخططات إشعال نيران الفتنة وتأجيجها ثم تضخيمها في الخارج واستخدامها لاحراج الوطن، ومن هنا يجب علينا جميعا مسلمين ومسيحيين أن نقف في الصف الأول لمواجهة الخطر وتفويت الفرصة علي من لا يريدون له أن يستقر إنتقاما من شعب توحد علي كلمة حق وهزم الاخوان وأطاح بحكمهم وهم من كانوا يرون أن مجرد تهنئة الأقباط كفر..فانتبهوا وحافظوا علي وطنكم من الفتن ومخططات الشر.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز