عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
هل آن الأوان أن أحبك؟

هل آن الأوان أن أحبك؟

بقلم : د. أحمد عيسي عبدالله

كثيرون تحدثوا ويتحدثون عن الصحة النفسية والبدنية، فالإنسان جسد وروح، ويحتاج كلاهما إلى التغذية، وغذاء الجسد معروف في الأطعمة المختلفة وإشباع الحاجات الفطرية والرغبات المتجددة للإنسان، أما غذاء الروح فقليل من الناس من يعتني به، لأنهم لا يلمسونه ولا يعبأون بالمخاطر التي تنتج عن إهماله، وذلك بالرغم من أن الإنسان مجبول على التوجه إلى الله خاصة إذا أصابه مكروه ، وقد لاحظ المتتبعون بعد التسونامي الذى وقع فى شرق آسيا النشاط الملحوظ للحركات الدينية بالنسبة لجميع الديانات في المناطق المتضررة .



وقد أثبتت الدراسات أن المواظبة على حضور الطقوس الدينية والتواصل مع الآخرين تساعد على تحسين الصحة النفسية و البدنية، فالروح محتاجة في غذائها إلى العبادة وإلى أداء الواجبات الدينية والارتباط بالخالق.

وقد أعلنت دراسة مفادها أن: [ الأشخاص الذين يؤمنون بالله يتمتعون بصحة أفضل ويعيشون مدة أطول من نظرائهم الذين لا يعتقدون بوجود الخالق]،

 حيث توصل مجموعة من الباحثين فى جامعة " آيوا " الأمريكية- بعدما درسوا هذه الظاهرة لعينة مكونة من 550 شخص فوق سن الخامسة والستين - إلى أن مدة حياة الأشخاص الذين يواظبون على الذهاب إلى دور العبادة كانت أطول بحوالي 35%، مقارنة مع الذين لا يترددون عليها،

كما توصلوا أيضاً إلى أن جهاز المناعة ينشط عند كبار السن الذين يرتادون أماكن العبادة باستمرار وبصورة منتظمة، ولاحظوا أنهم يصبحون أقل عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم وانسداد الشرايين.

وأرجع الباحثون تأثير العبادة على الصحة النفسية والبدنية إلى عدة أمور منها :

- تخفيف الضغوط والتوتر: حيث أن الطقوس الدينية تخفف من الضغط والتوتر وينعكس ذلك إيجابياً على الجهاز المناعي .

- السكينة النفسية والرياضة البدنية: حيث أن الصلاة تتضمن حركات رياضية شاملة وتتميز بالسكينة النفسية، كما أن مجرد التردد على المساجد و دور العبادة والتحرك إليها رياضة بدنية نافعة ، وأن الالتزام بأوامر الله سبحانه وتعالى والابتعاد عما نهي عنه يمنع صاحبه من تناول الأطعمة المضرة ومن إتيان الفواحش المهلكة، فيصح بدنه وتزكو نفسه.

- التواصل مع الآخرين : الصلاة فى جماعة تسهل تواصل الفرد مع الآخرين واندماجه في بيئته وتجنبه الشعور بالوحدة والعزلة عن العالم فيتمكن بذلك من تحسين الصحة النفسية لديه.

- الشعور بالأمان : إن أداء هذه العبادات في حق خالق الأرض والسماوات يطمئن العابد لأنه يشعر بالأمان ما دام بين يدي العلي القدير، وفي هذا الصدد يقول تعالى في كتابه العزيز :" ألا بذكر الله تطمئن القلوب " ، لأن ذكر الله تعالى بالصلاة أو غيرها يطمئن القلب ويريح النفس مما يعود بالنفع على صحة البدن واستقراره ، وقد فطن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لهذه الميزة التي تجلبها الصلاة والمتمثلة في الراحة النفسية ، عندما قال : "أرحنا بها يا بلال" ويقصد هنا الصلاة.

وتوصل الباحثون بعد 12 عاما من الدراسة إلى أن:

خطر الوفاة بلغ حوالي 52% بين الأشخاص، الذين لم يداوموا على العبادات مقابل 17% بالنسبة للذين يواظبون على زيارة أماكن العبادة لأكثر من مرة واحدة كل أسبوع.

ولاحظ هؤلاء أن 35% من الذين شاركوا في الدراسة، ولم يحضروا أماكن العبادة أبداً، ماتوا قبل انتهاء فترة الدراسة، أما الذين يزورونها مرتين أو أكثر كل أسبوع فقد عاش حوالي 85.5 % منهم مدة أطول.

إن التوازن بين غذاءي الروح والجسد مهم جداً ، إذ لا يستطيع أحدهما الاستغناء عن الآخر، ونحن نلاحظ المشاكل النفسية التي يعاني منها كثيرون خاصة فى هذه الأيام والتي تصل أحياناً إلى الانتحار، بسبب الفراغ الديني الذي يعيشه هؤلاء.

فمن أراد الصحة النفسية و البدنية فليواظب على أداء العبادات فى شريعته،

والسؤال الآن لتلك اللؤلؤة التى بين جنبيك أيها القارئ.. أيتها الروح:

 

*استشارى ادارة الموارد البشرية

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز