عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
ينقصنا النظام المؤسسى!!

ينقصنا النظام المؤسسى!!

بقلم : د. حماد عبدالله

عانت مصر المحروسة من مشكلة , حاولنا مرات كثيرة التنبيه إليها, سواء في إجتماعات أو في كتابات, أو ندوات ومحاضرات , بل تم وضع أوراق في كيفية إنشاء النظام المؤسسى ، الذى تفتقده مصر, ولعلني أتذكر صديقي "الدكتور هاني سري الدين" حينما تولى مسئولية رئاسة هيئة سوق المال , لفترة محدودة ومحددة, فقد إستطاع أن يحول تلك المؤسسة المالية (الرقابية) إلى مؤسسة منضبطة,وكنت أتابع عملية التحويل وإعادة الهيكلة بإعجاب شديد, لقربي منه, ولصداقتنا فقط وليس لإهتمامات عملية, حيث يبتعد مجال عملي عن تلك الأنشطة الصعبة للغاية من وجهه نظري.



وكنت أيضاً أتابع كيفية إنتقال مؤسسة (البنك الأهلي) إلى مؤسسة منضبطة في عصر من عصور الإدارة أيام الأستاذ "محمود عبد العزيز" والنقلة النوعية التى تمت حينما إنتقلت الإدارات العليا في (برج كايرو بلازا) على نيل بولاق أبي العلا.

وغيرها من مؤسسات تم هيكلتها وإعادة تنظيمها لكي تؤدي دوراً مؤسسياً.

وكنت أرى أن مؤسسات الدولة جميعها بما فيها المؤسسة التشريعية, و القضائية , ومؤسسة الإعلام, والمؤسسات في السلطة التنفيذية , جميعها تخضع لأفراد ووجهات نظر القيادات فيها, وكلنا يعلم وسمعنا ورأينا , بأن كل المشروعات حينما يتم تقديمها أو إفتتاحها أو وضع حجر أساسها, بأنها طبقاً لتوجيهات "السيد الرئيس" و تعليماته ونُصحُه نقوم بعمل كذا وكذا وحتى التفاصيل يفهم فيها "الرئيس " و"الوزير" و"المدير" !!.

وأيضاً ولعدم وجود نظم مؤسسية في البلد فإن جميع التشريعات والقوانين وحتى تلك اللوائح الصادرة عن الوزراء المعنيين, كلها تفتقد للنظام المؤسسى.

فنجد أن القانون يصدر ويتحدث عن مسألة وتنتهي الفقرة "وللوزير المختص أن يفعل ما يراه" , وكذلك اللائحة, فإن فرضها لإيجاد أسباب وحلول إلى نهاية فقراتها واللائحة التنفيذية تحدد مواصفات وشكل التعامل في المادة , والتى تعود "للوزير والمدير" تم الخفير ,وتبدأ أول خطوات الفساد الإداري في تفاصيل شيطانية لا يعلمها سوى الله!!

واليوم ونحن في سبيلنا لوضع أطر ونظم لدولة حديثة ، مدنية , ديمقراطية تعمل لخدمة مواطنيها بشفافية دون تفرقة، لابد من الإهتمام بالنظم المؤسسية في جميع مصالحنا ومؤسساتنا وسلطاتنا الدستورية الأربع وإلغاء دور الفرد ، الفرعون، الإله !

لابد من توكيد النظام المؤسسي, ولقد أسعدني أن رئيس الجمهورية "عبد الفتاح السيسى" قد أثار فى أكثر من خطاب إلى الشعب بأن الحكومة تسعى لوضع نظم مؤسسية وليست نظم إحتكارية سواء لشخوص أو لسياسة تنفيذية فى إدارات ومؤسسات الدولة .

لقد قال الرئيس أكثر من مرة بأنه حينما وضع يده فى أى مؤسسة لم يجد إلا (خرابة) "بالمعنى الفلكورى " وهو على حق .

لقد فقدنا الدور المؤسسى فى حياتنا .

 

[email protected]

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز