حكاية بنت مع تجربة الزوجة الثانية..!

بقلم : د. دينا أنور

بما إن مجتمعنا دايماً بيرمي اللوم على المرأة في كل الأوضاع الغلط اللي بنشوفها في المجتمع، فطبيعي جداً أن أي إمرأة بتقبل خوض تجربة الزوجة الثانية بيتم إتهامها بإنها "خرابة بيوت" و"خطافة رجالة"، والحقيقة اللي إكتشفتها بنفسي وأنا من أشد المناهضين لتعدد الزوجات والمطالبين بمنعه وتجريمه على غرار كافة الدول المتحضرة، ان معظم السيدات اللي عاشوا تجربة الزوجة الثانية مظلومات شأنهم شأن الزوجات الأوليات، والطرف الظالم في الحالتين هوالرجل!!!!!

بطلتي كانت فتاة من محافظة ريفية، تركت بيت أهلها في عمر ١٦ سنة لعدم إحتمال سوء معاملة زوج الأم ومرات الأب المنفصلين منذ طفولتها، باعت السلسلة اللي في رقبتها والحلق اللي في ودنها وراحت منطقة شعبية تدور على سكن متواضع مشترك مع بنات زيها، إشتغلت بائعة أدوات تجميل في مول، استحملت سخافات المديرين والزباين والجيران عشان مافيش حد يستغل  غلبها ويطردها من سكنها أو محل أكل عيشها، عاشت سنتين بتشتغل ويادوب بتاكل وتشرب وتلبس وتدفع نصيبها في الإيجار من مرتبها المتواضع بالعافية، وأهلها ماصدقوا خلصوا منها بعد ماعرفتهم إنها إشتغلت في القاهرة!!!

بطلتي بتكمل حكايتها وتقول: طبعاً يا دكتورة أكيد متخيلة حياة بنت من غير أهل وساكنة مع بنات في مساكن شعبية وبتشتغل في التجميل ممكن تكون بتشوف إيه وبتتعرض لإيه كل يوم، حياتي كانت عذاب، بس كان أرحم كتير من عذاب أهلي وأجوازهم، فضلت أتعرض لمحاولات صحوبية وعلاقات لحد ما إتعرفت عليه ولقيته الإنسان الوحيد اللي وقف جنبي وقال لي إنه حبني حقيقي وطلب يتجوزني!!!!!

كان عميل في شركة بتشتغل فيها صاحبتي مندوبة مبيعات وانا كنت ساعات بنزل معاها أساعدها في توزيع حصتها وأقسم معاها الفلوس عشان أحسن دخلي، كان في الاول طبعا حنين وجدع وجاد جداً، خدني عند المأذون وإتجوزنا وهوا كاتب في القسيمة إنه أعزب!!!!

بعد الجواز بكام شهر لاحظت عليه تليفونات كتير وسفر كتير، مش هطول عليكي بس الخلاصة عرفت ان البيه متجوز ومخلف وماجابليش سيرة، طبعاً اتصدمت صدمة عمري، لما واجهته اعترف عادي جداً وقاللي ده حقي الشرعي والشرع ما ألزمنيش أبلغك أو أبلغها!!! 

إتجننت وحسيت إنه خدعني، بس ماكانش عندي استعداد ارجع تاني للهم اللي كنت فيه، فعشت وخلاص، ولما مرت الأيام ومراته عرفت، جابت تليفوني وبهدلتني وشتمتني وهددتني انها هتلفقلي قضية دعارة، ولما قولتله قاللي سيبك منها أنا بعرف أتعامل معاها !!!!

اللي هحكيهولك يا دكتورة في ناس كتير ماتعرفوش عن الزوجةالتانية، انا دايماً بتعامل كدرجة تانية، يصرف عليا بس اللي يفيض من بيته الأولاني ومراته الأولانيه وولاده، مقدرش أفتح بقي لو قلل مصروفي عشان عنده أي إلتزام ناحيتهم، أنا عروسة حلاوة للجنس وبس، يجيلي آخر الليل ينبسط شوية ويمشي زي أي فتاة ليل رخيصة، مراته من عيلة كبيرة وعايشة في شقه جاهزة من مجاميعه وولاده في مدارس لغات ومشتركين في نادي كبير وأنا مانعني من الخلفة ومقعدني في شقة إيجار بعفش قديم!!!

مرة لقيته بيقوللي إلبسي وتعالي هننزل نروح مشوار مهم، روحت معاه لقيته واخدني عند المأذون ومراته موجودة وناس من أهلها، ولقيته طلقني قدامهم كلهم من غير حتى مايقوللي إنه هيعمل كده، وبعدها بأسبوعين لقيته بيكلمني إنه عاوز يردني وإنه عمل كده غصب عنه!!!!!

مرة تانية لقيته دخل عليا الشقة ونزل فيا ضرب، بالبوكس في وشي وبطني وبالشلوت وبالقلم ،ولما حاولت اعرف فيه إيه، قاللي إن مراته عرفت إننا رجعنا لبعض عشان انا حطيت صورة ليا انا وهوا على بروفايلي في الواتس أب!!!!

تخيلي يا دكتورة إن مرة مراته بعتتلي تسجيلات بصوته وهوا بيتكلم عني،لو تسمعيها ماتصدقيش إنه واحد بيتكلم عن مراته اللي بتنام في حضنه،كان بيتكلم عليا كإني حشرة،بيقوللها دي واحدة عجبتني ولقيت نفسي عاوز انام معاها فأتجوزتها عشان ما أعملش حاجة حرام، لكن إنتي اللي مراتي وإنتي بس اللي خلفت منك، وانتي بس اللي بحبك وهيا مجرد نزوة وتسلية، وانا مستحرم اطلقها عشان هتترمي في الشارع لو سبتها!!!!

تخيلي بقى يا دكتورة إنه كان بيقوللي نفس الكلام ده، انتي حبي الحقيقي مراتي دي جواز صالونات لزوم العيلة والبرستيج، لكن انا بحبك انتي وبرتاح معاكي انتي وعمري ما استغنى عنك ابدا،وانا لو عليا نفسي اطلقها واعيش معاكي بس مش قادر عشان الولاد!!!!

حسيت قد إيه الست رخيصة قوي في مجتمعنا ده، أنا وهيا مضطرين نعيش مع واحد بيكدب علينا إحنا الإتنين، بنكره بعض وكل واحدة فينا عاوزه تخلص من التانية، مع إن هوا السبب في كل ده لإنه طفس وطماع  وأناني، وبيقول إن ده حقه الشرعي مع إن ربنا عادل وأكيد مايرضاش بالظلم!!!!!

طبعاً قصة لاتحتمل سوى نهاية واحدة،إثنين ستات مقهورين بسبب راجل غدار وكداب وعديم الأخلاق والضمير، وهيفضلوا في القهر والصراع ده لحد مايتجننوا أو يعملوا حاجة في بعض أويموتوا بحسرتهم!!!

خلصت حكاية بطلتي، طبعا مش عيب إننا نخوض تجارب حب وزواج ويصيبها الفتور والملل أو حتى الفشل، العيب كله إن أنانيتنا تخلينا نربط ناس جنبنا بالظلم ونخونهم بدال ما نصارحهم بالحقيقة وننفصل بهدوء ورقي ونفضل محافظين على الود اللي بينا أو الأطفال حتى لو الحب راح، الإنفصال أرحم بكتير من الخيانة،ومفاهيم المجتمع اللي بتجبر الست تعيش وتستحمل وترضى بنص راجل دي لازم تنتهي بقوة القانون ويتم تجريم تعدد الزوجات لإجبار الرجل على إحترام مشاعر المراة وإختيار سيدة واحدة فقط يقرر يكمل حياته معاها بدون التجني على سيدة أخرى وتعليقها جنبه بدون وجه حق، القانون لازم يقف في صف المرأة والأطفال ويحمي حقوقهم في حالة الطلاق ويجيبلهم الحقوق دي بأقصى سرعة ممكنة،ولازم يتم إجبار الرجال على الإفصاح عن زيجاتهم السابقة والإقرار بعدم وجود زوجات في عصمته حتى في الزواج العرفي !!!

اما بالنسبة للزوجة الثانية فأنا أصبحت على يقين تام أنها بتعيش نفس العذاب اللي بتعيشه الزوجة الأولى من غيرة وألم وخوف وقلق وشعور بالقهر والخيانة، بتكون عايشه مع واحد عارفه ان ملهاش معاه تفاصيل خاصة، واحد بيكدب عليها وبيكدب عالتانيه بنفس الطريقة، والمستفيد الوحيد هوا الرجل اللي بيلعب بالإتنين زي الشطرنج وبيهدر إنسانيتهم وحقوقهم بإسم الدين وبمباركة المجتمع لإنه شخص طماع عاوز يجمع الزوجة والعشيقة تحت غطاء الشرع،وطبعاً صورة الحاج متولي قدام الناس بتزود هيبته وتخليه ماشاء الله حاسس إنه عنتر زمانه عشان متجوز إتنين!!!!

كفاية بقى، تعدد الزوجات مهزلة ومؤامرة كبيرة على حقوق المرأة لازم تتوقف، مفيش حد بيعدل، بطلوا تغنوا وتردوا على نفسكم ، الطلاق أهون مليون مرة من البيوت الخربانة،لازم الرجل يحترم المرأة وينفصل عنها فوراً لو مابقاش يحبها وحب واحدة تانيه،هيا كمان من حقها تحب تاني وتتجوز تاني وتالت وعاشر،الغش والخداع ده أكيد مايرضيش ربنا اللي بتظلموا بإسمه،عاوز تحب وتعيش حياة جديدة حقك،لكن الأول ماتربطش إنسانة جنبك بالظلم،وماتخدعش إنسانة جديدة وتخليها تعيش معاك بنص قلب ونص عقل ونص كيان، خليك راجل وإعمل إلتزاماتك ناحية بيتك وأولادك وإنفصل بهدوء وإديها هيا كمان فرصة تحب غيرك وترتبط بغيرك بدال ماتربطها جنبك بأنانيتك، وأنتي خليكي عارفة كويس إن حياتك كمطلقة هتكون أهون مليون مرة من إستمرارك في الوضع المشين ده،إشتري سعادتك وراحتك قبل ما تدوري على شكلك قدام الناس، وصدقيني مفيش حد بيموت من الجوع،لكن بيموتوا من الأكتئاب والحسرة..!