عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
محافظ الجيزة .. قائد مختلف

محافظ الجيزة .. قائد مختلف

بقلم : د. أحمد عيسي عبدالله

ربما منحنى شرف العمل كمدرب فى العديد من أماكن التدريب المحترمة فرصة الالتقاء والاحتكاك بقيادات من نماذج مختلفة ومدارس إدارية متنوعة، ولكن بالأمس شاءت إرادة الله سبحانه وتعالى أن أكون ضمن المدعوين لاجتماع بعض أعضاء مجلس الأمناء والآباء بخصوص مناقشة بعض الأمور المتعلقة بالعملية التعليمية مع السيد اللواء محمد كمال الدالى محافظ الجيزة ، وبعيداً عن الإدارة الناجحة للقاء، فقد تعرفت عن قرب وعلى أرض الواقع على نموذج عملي لقائد يمكن للكثيرين الاقتداء به، وبكل أمانة فإن لدينا فى بلادنا نماذج من القيادات تستحق التوقف عندها لإبراز الجوانب المحترمة والإيجابية بهدف الاقتداء بها.



وما دفعنى لكتابة هذه السطور ليس المدح أو التملق – لاسمح الله-  فالرجل لا يعرفنى ولا أعرفه ، ولكن من باب الإنصاف ونقل العلم ونقل الصور الإيجابية فى هذه الأيام التى تتعدد فيها الصور السلبية، فهذا الرجل الذى التقيته فى اجتماع جاوز تقريباً الساعة ونصف ، يتمتع بمجموعة صفات ومهارات قيادية أقل ما توصف به أنها السهل الممتنع وتستحق الإشادة والاستفادة منها:

احترام الوقت: فالرجل ليس فقط يأتى فى موعده رغم انشغاله ، وإنما أيضاً يدير الاجتماع بكفاءة ومهارة وانسيابية ولطف ممزوجة بالحزم للحفاظ على وقت الحاضرين.

الاستماع الفعال والقدرة على الإنصات: وهى مهارة ملازمة ولازمة للقائد، فلن تكون قائداً عزيزى القارئ بدون هذه المهارة: "الإنصات" الذى يختلف عن "السمع" تلك الحاسة الفيزيائية التى يشترك فيها جميع الناس، ويختلف الانصات عن "الاستماع" الذى هو التركيز فى الكلام الذى يقال ولكن مع الاحتفاظ والإصرار على الرأى الشخصى فيما يشبه الجدل ، ولكن الإنصات هو الإصغاء بفاعلية والقدرة على استخلاص أهم الكلمات والموضوعات والاقتراحات للصالح العام وليس انتصاراً لمصلحة شخصية أو لرأى بعينه على رأى آخر .

حماية الرأى الآخر مهما كان قائله: فلم يكتفِ السيد المحافظ بالاستماع إلى المسئولين عن التعليم – وكان يكفيه ذلك – ولكنه حدد اجتماعاً مع نائبين عن أولياء الأمور ونائبي مجلس النواب ، ليسمع منهم وينزل على الرأى الأصوب والأحسن والأشمل والأفيد للجميع.

التواصل الجيد وحسن الاتصال: خاصة بلغة الجسد وحركة العين والنظر للمتحدثين بعناية دون إستهتار وعطف ومودة دون تحيز ، وهو ما أعطى انطباع جيد لدى الموجودين بحسن الاستقبال فى غير تكلف أو تصنع.

الكاريزما : حيث يستطيع التأثير فى الآخرين من خلال اتزان انفعالي وعقلي وحكمة والخبرة الحقيقية بكل كلمة وشارع ومبنى ومدرسة وحارة ، ويمتلك شخصية قوية ساحرة ربما جاءت من الخلفية الأمنية القوية ، أو من مزيج متكامل من المقوّمات الفطرية والإدراكية والخبرات الاجتماعية، صاحبها إنسان اجتماعي جداً، نشيط، حماسي، سريع البديهة، محبوب،  مثقف، طموح، يعشق التحدي والتغيير لا يقف أمامه شي ويعرف أين يقف، أفكاره عميقة، صاحب موقف وفكر معين، واثق من نفسه جداً....

إلى جانب: التفكير الإيجابي والتحلّي بروح المرح والفكاهة، التحلّي بروح المسؤولية والثقة بالنفس ، والانفتاح قدر الإمكان والحضور الإجتماعي، والإلمام بالثقافة الإجتماعية والنفسية والاستيضاح للتعرّف على ما يريده الآخرون، والاستفادة قدر الإمكان من الأخطاء السابقة.

هذه بعض النقاط التى التقطتها عدسة "المدرب" الموجودة بداخلى ، أحببت أن أنقلها لكل من يبحث عن الصفات القيادية ولا يراها إلا بين سطور الكتب فى الإدارة أو التاريخ،

أقول : أن هناك نماذج قيادية مختلفة بالفعل ، تستحق "الاحترام" كل الاحترام ، و"الإشادة" كل الإشادة، ويبقى "الفعل" هو الفيصل الوحيد الذى يجبر الجميع على "الشكر" كل الشكر بعد خالص التقدير لمعالى المحافظ الوزير، و" إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً".

 

*استشارى ادارة الموارد البشرية

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز