عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
"إيمان" اليابان !!

"إيمان" اليابان !!

بقلم : جورج أنسي

هناك دائمًا سؤالًا فلسفيًا يهاجمني كل فترة بسبب ذلك النعيم الذى نعيشه فى منطقة تعج بالايمان والتقوى والورع على مستوى الديانات الثلاث ، باعتبارنا أوصياء على الإيمان بالله على مستوى العالم ، مسئولون عن تقييم البشر فى جميع أنحاء المعمورة وتحديد قوة إيمانهم وكفرهم فى ذات الوقت .



والسؤال هو ( كيف سيحاسب الله الشعب اليابانى - تحديدًا - باعتباره ممثلًا للإلحاد او بالأحرى الكفر البين وفقًا لإيماننا الإسلامى والمسيحي واليهودي ؟! ...هل سيلقى بهم جميعًا فى أتون الجحيم لاعتقادهم بالبوذية ، واذا كانوا يتمتعون بمكارم الأخلاق والفضيلة والضمير الحى وكل الصفات النبيلة التى دعت اليها الديانات السماوية ، فهل سيكون مصيرهم النار والعذاب وبئس المصير ؟! 

من الطبيعى أن يقفز الى ذهنى هذا السؤال اليوم فى أعقاب مجزرة طوكيو ضد ( ذوى إحتياجات خاصة ) وليس بشر عاديون ، ليزداد الأمر تعقيدًا داخلى ، فهاهى الأنظار تتجه اليهم حتى وان كان العمل الارهابى ناتج عن اختلال نفسى لدى الجانى ولكنه يبقى فى النهاية عمل كارثى يذكرنى بما فعله الاٍرهاب الأسود فى مذبحة الأقصر فى تسعينيات القرن الماضى عندما تم التمثيل بجثث السياح اليابانيون فى اطار الصراع الدائر بين الجماعات الدينية المتطرفة والدولة المصرية .

لذلك دعونى أعود الى ذلك السؤال المحبط والمزعج - فى آن واحد- ولتكن الإجابة عليه من القائمين على الإيمان بأن اليابانيين ومن هم على شاكلتهم سيلقون فى نار جهنم جراء عدم إيمانهم وان الله لن يرحمهم حتى وان فعلوا كل ما هو طيب وخير فى الحياة ..فتلك الإجابة ستريح ضمائر العامة قبل المتخصصين والارهابيين على رأسهم ، لتعطى المبرر الأخلاقى للقتل باسم الله !

اننا حتى فى الدعوة او التبشير بدياناتنا السماوية لانجتهد ، فالطالما كنت اداعب بعض رجال الدين المقربين الى نفسى بأنه من المثير للدهشة عدم وجود إرساليات لدول مثل اليابان وغيرها التى تؤمن بالبوذية والتى لأتعرف الله من منظورنا - وهنا سيكون الثواب أكبر- هذا فى الوقت الذى يتم فيه التركيز على دول لديها كثير من الإيمان بالديانات السماوية !! ولكن بطبيعة الحال لاتوجد إجابة شافية منطقية ...

فياليتنا نتسلح بأخلاق ومبادىء دولة مثل اليابان بدلًا من تركيزنا فى تقييم وتحديد مدى إيمان أو كفر الآخرين وتلك أسوأ أنواع الإيمان !
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز