عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
التفاصيل مسكونة بالشياطين !

التفاصيل مسكونة بالشياطين !

بقلم : عائشة سلطان

توقفت عند هذا التعليق «أخبار داعش والقتل حتى في صالون التجميل» فكتبت رداً سريعاً «إنها عولمة الإرهاب»، وفي الحقيقة فقد جعلني هذا التعليق أفكر كثيراً في كمية الأوهام التي حشيت في عقولنا خلال سنوات طويلة باعتبارها حقائق، فكرت في مصطلح العولمة، والإرهاب وداعش، والربيع العربي والثورات والإسلامفوبيا ومصطلحات كثيرة، نرددها وتتردد على أسماعنا وتلازمنا حتى في صالونات التجميل وغرف النوم، بينما نحن لا نعرف عنها شيئاً مؤكداً بعد، هل يستطيع أحد منا أن يؤكد مثلاً أنه يعرف ما هو تنظيم داعش؟ من أين جاء؟ وكيف تكون؟ ومن يدعمه ويسلحه؟
 
وما هي العولمة التي عندما سمعنا اسمها لأول مرة ترددنا كثيراً في قبولها، حتى أن بعضنا هاجمها ولعنها وصورها لنا كامرأة سيئة ستلوث سمعة الإنسانية أو كشيطان سيرمينا في الجحيم؟ العولمة أصبحت واقعنا اليوم فهل رضينا بها وقبلناها لأننا فهمناها فعلاً، أم لأن الزمن ما عاد زمن أسئلة وخيارات؟
 
وما هو الإرهاب؟ كيف يعتبر إطلاق النار على أبرياء في مقهى بوسط باريس إرهاباً، بينما ترويع المئات في وسط مدينة ميونخ الألمانية وقتلهم وجرح العشرات منهم ليس إرهاباً، ولكنه تصرف فردي قام به مراهق معتوه في الثامنة عشرة؟ هكذا ببساطة أصبحت حياة الناس كجملة اعتراضية بين فاصلتين، إن لم يغتلها حزام ناسف يمكن ببساطة أن يختطفها جنون مراهق يحمل مسدساً محشواً ويطوف به أكبر المراكز التجارية؟ أهذه هي العولمة والتطور وحقوق الإنسان والحريات الفردية؟
 
وبمناسبة حقوق الإنسان، فقد بدا ذلك الرجل الذي ينشط في إحدى منظمات حقوق الإنسان الأميركية مستفزاً خلال اللقاء الذي أجرته معه محطة «فرانس 24» حينما اعترض على إجراءات الأمن الألمانية بتفتيش الناس وتوقيفهم، معتبراً ذلك اعتداء على حقوق الإنسان، متناسياً ما فعلته الولايات المتحدة ولا زالت تفعله بعد تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر 2001.
 
وبالنسبة للميثاق الدولي لحقوق الإنسان الذي يقر بمساواة البشر بعيداً عن العرق والدين و.. و.. فقد كان هناك بالتزامن مع حادث ميونخ الإرهابي، حادث تفجير إرهابي أيضاً راح ضحيته 80 شخصاً أفغانياً كانوا يطالبون بوصول الكهرباء إلى مناطقهم فقتلوا بواسطة ثلاثة انتحاريين دون أن تفرد لهم وسائل الإعلام العالمية تغطية مباشرة وعاجلة لمدة ساعتين!!
 
الكيل بمكيالين واحد من المصطلحات التي تتكرر كثيراً دون أن نفهم لماذا وكيف، ومنذ متى استخدم الإنسان هذه الطريقة في الكيل والموازين.
 
إذا كانت الأسئلة مزعجة فاعلموا أن الشيطان يسكن في التفاصيل، لكن لا تسألوا أي شيطان وأية تفاصيل؟
 



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز