عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
سمة هذا الوطن "الحب"!!

سمة هذا الوطن "الحب"!!

بقلم : د. حماد عبدالله

غريب جداً هذا العنوان لمقالي اليوم , فعلى مدى ألف وثمانمائة وأربعون عمود أو مقال في هذه الصفحة , منذ خروج (روزاليوسف) اليومية إلى الحياة , وهي عدد مقالاتي اليومية , وتعرضى في كتاباتي لمشاكل وموضوعات متعددة ومترامية الأطراف, مما أعتقد أنها تثير لدى القارئ المتابع , رأياً أو إقتراحاً أو إعتراضاً , أو نقداً لموقف أو رأي , وتخلل تلك الأعمدة اليومية عديد من المواقف تباينت من سرور أو فرح بنصر حتى لو كان لفريق (كرة القدم المصري) أو حزن وبكاء على هزيمة وطنية, مثل غرق ( عبارة السلام ) المشئومة في البحر الأحمرأو إثارة وإنتباه وإنزعاج وغضب ثم فرح شديد , وحلم يكاد يتحقق وإذ بالحلم حقيقة بأن يأتي يوم (11فبراير 2011 ), لكي تنجلي عن الأمة (غُمْة) نظام إستبد بكل شئ , بادئاًَ بالرأي والقرار وبالتنفيذ , دون مراعاة لأية نصائح أو مصالح الأمة, ومع ذلك كان "الحب" هو المسيطر على كل قوى الشعب المصري خلال تظاهره بشبابه بدءاً من (25يناير) وحتى (11فبراير) , ورغم أن الشعب دفع الدم وضحى بشهداء من أبنائه إلا أن "الحب" قد سيطر على الجميع فيما بينهم وإصرارهم أيضاً على بلوغ الهدف , الذي بدى حلماً فأصبح حقيقة لم يكن يتوقعها أكثر المتفائلين , من المشاركين في تلك الثورة الشعبية أو الراصدين لهذه الأحداث منذ بدايتها وحتى اليوم، حتى أننا في حديث على سحور مع بعض الأصدقاء المهمومين بالشأن العام , كان السؤال , هل فعلاً نحن (يقظين) وأننا حققنا كشعب هذا الحدث العظيم ," خلع الرئيس" ,  وإسقاط رموز النظام , ومحاكمتهم , رغم إيماننا الأكيد بأن "النظام مازال قائماً "حتى لحظة كتابة هذه السطور, حلماً بالفعل كان وأصبح واقع ، وحقيقة مؤكدة ولعل حالة "الحب" التى عاشها شعب مصر , وبحث عن أليات للتعبير عن هذه الحالة العقلية من خلال الأغاني التى شدت في (ميدان التحرير), سواء جماعياً أو على مجموعات , إلا أن مذياع الميدان كان يشدوا بأغاني ثورة (يوليو 1952) , "عبد الحليم حافظ" و"شادية" و "أم كلثوم".



و"محمد عبد الوهاب ", حالة "الحب" التى يمر بها شعب مصر في هذه الأيام, يجب أن نسجلها وأن نحترمها, وأن نفتقدها أيضاً , حيث سرعان ما دب الخلاف بين طوائف هذا الشعب ، تحت رايات غريبة عن الوطن, وخروج فئات من وسط هذا التجمع الكبير للوطن لكي تحاول أن تأخذنا إلى دروب شديدة الظلام حتى إستطاعت تلك الطوائف من التمكن من مقاليد الأمور وكانت النفرة الكبرى يوم 30 يوليو 2013 ,وبيان الجيش والشعب يوم 3 يوليو بإعلان خارطة طريق لإسترداد الدولة ، يجب أن نتذكر حالة الحب التى عاشها شعب مصر وتلك الأغاني التى تغنينا بها في تلك الأيام المشهودة .

كانت حالة "الحب" التى عاشها شعب مصر حالة (حب سياسي) حب للوطن, حب للإنتماء لقضايانا المحلية والدولية, كان "الحب" سائداً على كل المشاعر , وليس بمعنى (المجتمع الأفلاطوني) أو المدينة الفاضلة, ولكن كان هذا هو الشعور وكان هذا هو الغالب حتى الأطفال الذين توقفوا عن الذهاب إلى المدارس والشباب إلى الجامعات , وشكلوا (اللجان الشعبية )لحماية الممتلكات العامة والخاصة, في غياب الأمن الغريب والمفاجئ.

هذه الحالة من "الحب الجماعي" لمصر,شئ يجب الإعتزاز به ,وليست القوى السياسية المتنازعة حول مستقبل الوطن, وكيفية إدارة أجندة الوصول إلى دستور دائم وبرلمان حيث حققنا بهذا الحب تشكيل كل مؤسساتنا الدستورية وإختيارنا لرئيس الجمهورية بأغلبية ساحقة, ليت هذه القوى تتذكر وتضع نصب عينها حالة "الحب" التى إعترت شعب مصر من يوم 30 يونيو 2013، وفور سماع بيان الفريق السيسى يوم 3 يوليو 2013.

[email protected]

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز