عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
جمهورية الملالي اللبنانية

جمهورية الملالي اللبنانية

بقلم : فادي عاكوم

"جمهورية لبنان الاسلامية" أو "جمهورية الملالي اللبنانية"... اسم يداعب خيال الكثيرين داخل لبنان وخارجه، ويبدو ان مشروعها بدأ مرحلة التنفيذ والأمر لم يعد مجرد اماني او حلم يداعب الخيال، فوداعا للصورة اللبنانية النمطية التي كان الجميع يتغنى بها، حول الحرية التي تميز لبنان عن باقي محيطه العربي، ووداعا للبنان الذي نعرفه باسم الجمهورية اللبنانية والذي كان وطن واحد للجميع واهلا بالجمهورية الاسلامية اللبنانية الطفل الشرعي والبار للجمهورية الاسلامية في ايران.



منذ فترة بدا حزب الله وهو مندوب جمهورية الملالي ايرانية في لبنان، سلسلة من الاجراءات التي لقيت الصدى الواسع في لبنان، فبدا اولا باقفال جميع المتاجر التي تبيع المشروبات الكحولية في منطقة الجنوب، علما ان المنطقة مختلطة (مسلمين ومسيحيين) بالاضافة لكون اعداد كبيرة من اهالي هذه المنطقة لا يجدون حرجا بتناول هذه المشروبات علنا وليس سرا، حيث ان الامر اصبح اسلوب حياة بعيدا عن التعقيدات الدينية.

بعد عاصفة المشروب قام حزب الله ومن خلال بعض المجالس البلدية بالايعاز الى محلات الالعاب الالكترونية (الكمبيوتر والبلاي ستايشن) بضرورة الفصل بين الجنسين والاقفال قبل موعد الصلاة بنصف ساعة، بخطوة لا تختلف عن تصرفات هيئة الامر بالمعروف السعودية التي تلاقي معارضة في تصرفاتها من قبل المجتمع السعودي مما دفعها للتراجع نسبيا مؤخرا، اما اخر القرارات - الاسلامية - فكان احجام بعض البلديات التي يسيطر عليها حزب الله عن تقديم وسائل النقل للسيدات والفتيات اللواتي كن يردن التوجه الى سباق اقيم في منطقة الجنوب والاعلان ان النقل مؤمن فقط للرجال، بمحاولة لمنع النساء من المشاركة في السباق اي منع الاختلاط في السباق، علما ان العديد من الخطوات المماثلة فرضت قبلا، منها منع الاختلاط في المسابح في خطوة غريبة عن المجتمع اللبناني المعروف بعدم اكتراثه لهكذا امور، كذلك الامر الجدل الجديد حول منع تح المطاعم خلال شهر رمضان بحجة احترام مشاعر الصائمين ...

اعمال حزب الله الحالية ليست وليد اللحظة، بل اتت كنتيجة لخطة مدروسة بدات منذ العام 1982 وربما من قبلها، مع نشر افكار ولاية الفقيه، وانتشار (الشادور) وهي العباءة السوداء التي فرضت على سيدات ونساء المناطق التي يسيطر عليها حزب الله بالاضافة الى الحجاب، حيث يخيل للداخل الى بعض مناطق نفوذ حزب الله بانه داخل الى مقاطعة ايرانية، بسبب اللون الاسود المنتشر ليس فقط بثياب النساء بل بثياب الرجال مع ارتداء القميص والبنطال الاسود على الطريقة الايرانية، ناهيك عن الاعلام السوداء وصور لمعممين من خارج لبنان كالخميني وباقي افراد الحكم في جمهورية الملالي.

مشروع اقامة دولة اسلامية ليس بالامر الذي يتم التجني فيه على حزب الله، بل ان التسجيلات العائدة لسنوات خلت لامينه العام حسن نصرالله تؤكد بالصوت والصورة قوله ان الهدف من انشاء الحزب هو اقامة هذه الجمهورية لكن الامر مؤجل بسبب الظروف المحيطة والاوضاع الداخلية والمجتمعية.

فهل حان الوقت لاقامة هذه الجمهورية؟، والجميع مشغول بالحرب السورية ومستنقعها البغيض؟، وان تم فرض هكذا تعليمات وتعليمات اضافية فمن الذي سيواجهها مع تواجد حكومي هزيل بالكاد تنحصر مهمته بصرف رواتب الموظفين والزيارات الخارجية البروتوكولية وغياب الرئيس للبلاد؟...

تصرفات حزب الله سيواجهها تصرفات من الطرف المقابل عند الطائفة السنية، وسنرى تصرفات مماثلة قريبا جدا، خصوصا وان الافكار المتطرفة وجدت لها منفذا الى الكثير من المناطق اللبنانية، وعلى قاعدة ما يجوز هناك سيجوز هنا فلا احد يستطيع بعد اليوم انتقاد تصرفات اي مجلس بلدي في منطقة مهما كان هادما للبنية التحتية للمجتمع اللبناني، علما ان وزير الداخلية اللبنانية العتيد سبق له وان اصدر قرار قندهاريا بمنع ارتداء الشورت القصير في بعض المناطق وهو امر ليس من اختصاصه بالاصل، وكانه كان يعطي الضوء الاخضر للمجالس البلدية باتخاذ قراراتها على اساس انها تابعة لوزارته.

 

الكلام هذا قد يراه البعض تحريضا على الفسق والفجور لكن الامر غير هذا، فلبنان امتاز لعقود بحريته الفكرية والعقائدية، وكنت ترى في نفس المكان المؤمن يؤدي صلاته وديقه يكمل شروبه مع الاصدقاء دون اي تدخل او القاء لوم، كنت ترى الاختلاط عاديا في الشارع والنوادي والمسابقات والمتاجر، وكان الحجاب او النقاب والشادور اختياريا عن اقتناع كلي، فالامر متروك للحرية الشخصية وحدها التي كانت معيار التعاطي بين اللبنانيين...

في الختام لا بد من القول انه على لبنان السلام واهلا بكم بجمهورية الملالي اللبنانية ...

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز