عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
" الفتنة " والتكفير عن الذنوب!

" الفتنة " والتكفير عن الذنوب!

بقلم : د. طه جزاع
ابتكر الناشط السياسي العراقي كنعان مكية الباحث والكاتب المقيم في لندن والاستاذ في الجامعات الأميركية حاليا ، طريقة جديدة للتكفير عن ذنوبه التي ارتكبها في التحريض والتشجيع على غزو العراق واحتلاله، وتقديم المعلومات والوثائق والأدلة للولايات المتحدة الاميركية والدول الغربية لاقناعها بالحرب على العراق عام 2003 ، فقد لجأ الرجل الذي سيبقى مذنبا الى نهاية حياته – على حد قوله – الى كتابة ما أسماه " رواية " حملت عنوانا عربيا هو " الفتنة " وعنوانا باللغة الانكليزية هو الحبل " THE ROPE " جاءت في مايقرب من 364 صفحة من القطع المتوسط وصدرت قبل بضعة أشهر عن منشورات الجمل، ألحقها بكتيب صغير من 95 صفحة أطلق عليه اسم " هوامش على كتاب الفتنة " اوضح فيه مصادر تلك " الرواية " واصولها ولماذا كتبها بهذا الشكل الروائي، ولانه أيضا، يخشى ان يساء فهمه ، ولردع بعض الاتهامات قبل ان تقذف نحوه!
 
ولا اريد هنا ان اعرض رواية " الفتنة " أو اصدار حكم نقدي عليها ، فذلك ليس مهمتي ولا اهتمامي ، انما هي مهمة نقاد الأدب الذين يعرفون مستلزمات كتابة الرواية الحقيقية وأدواتها وشروطها، وان كنت شخصيا – وبحدود قراءاتي المتنوعة للأعمال الروائية –  لم أسمع أو أقرأ  ان روائيا اضطر في يوم ما لأن يصدر ملحقا توضيحيا لروايته بسبب خشيته من ان يساء فهمها ! لذلك فسأترك هذه المسألة لمن يشاء ان يكتب عن فتنة كنعان مكية، ويصدر حكمه النقدي في أهلية هذا الكتاب لأن يصنف كعمل روائي أو تقريري أو كتاب سياسي يتناول الأحداث السياسية التي وقعت في العراق بعد الاحتلال الأميركي، ويعرض بكثير من الصراحة والجرأة  الممزوجة بالمرارة والألم والندم ، وجهة نظر المؤلف في الطبقة السياسية التي حكمت العراق  " والقيم التي سادت العمل السياسي العراقي بين السنوات 2003 و 2006 "  ولا سيما أثناء حقبة تشكيل مجلس الحكم الذي يسميه مكية في روايته " عصابة الثلاثة عشر " ! وخيبته في تحقيق الوهم الذي امن به  " في امكانية بناء الديمقراطية في دولة انحدرت مباشرة الى أسوأ حرب أهلية يمكن تخيلها " وخيبة أمله في اصدقاءه من السياسيين الذين عمل معهم سوية ايام المعارضة ، وان لم يذكر في هذه " الرواية " بالأسم الشخصيات الحقيقية المعنية  " لكي لا اكرر الخطأ الذي وقعت فيه عند كتابتي  -  القسوة والصمت –  1993  " !
 
كنعان مكية في كتابه الجديد " الفتنة " وفي " هوامش على كتاب الفتنة " يظهر محبطا الى أبعد الحدود  من  تفشي الطائفية والتبعية والخيانة والفتنة وما انتهى اليه العراق، لذلك فانه يعتذر من الشعب العراقي لانه " لعب دورا قبل حرب 2003 لاضفاء الشرعية الدولية والعالمية على اولئك الذين كنا نسميهم طيلة التسعينيات  المعارضة العراقية " ويواصل كنعان اعتذاره بالقول " هؤلاء لا يستحقون أن يحكموا أحدا ، التاريخ سيسجل انه ليس هناك تجربة سياسية فاشلة بحجم فشلهم "!
 
هذا الرجل ، يلاحقه الأحباط دائما ،  فقد انشغل بتنظيم مزاد علني في لندن لبيع المكتبة الثمينة لوالده المعماري الشهير محمد صالح مكية الذي توفاه الأجل في تموز\ يوليو من العام الفائت عن عمر ناهز المائة عام، بعد ان فشل وهو يحاول لمدة ثلاث سنوات، وبتكليف من والده الراحل في اقناع الحكومة العراقية للاهتمام بمكتبة والده التي تعد جزءا من ارث العراق ،غير انها لم تهتم بالموضوع، وكان ذلك قبل أزمتها المالية الحالية ، وقبل ان يكفر كنعان عن ذنوبه تجاه الشعب العراقي على طريقته الخاصة !



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز