عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
مجزرة الاتحادية تتحدى رابعة

مجزرة الاتحادية تتحدى رابعة

بقلم : د. محمد فاروق

في ذكرى فض اعتصامي رابعة و النهضة ، تلك النوعية من الاعتصامات الإجرامية الأكثر سفالة على إطلاق الكلمة في الكذب والتزوير والاختلاق والخيانة ، أكثر الكذب سفالة ، أكثر التزوير سفالة ، أكثر الاختلاق سفالة ، أكثر الخيانة سفالة ، أكثر المتاجرة بدماء كاذبة لا تحمل إلا اللون الأصفر ! في هذه الذكرى دعونا نتحدث بشكل مُغاير لننقل صورة غير متداولة كثيراً عن مفاهيم بعض التيار اليساري أو كل التيار الاشتراكي الثوري ، ونواياه ، وضميره " الثوري " كما يزعم .



إنتظرنا كثيراً لنرى قلماً من أقلام جهابذة هذه التيارات ليكتب عن مجزرة الاتحادية في ذكراها كما يكتب عن شهداء يناير أو ماسبيرو أو محمد محمود ! فلم نجد ، بل ترى أقلامهم  في غاية النشاط  ، يسيل الحبر منها عند اقتراب ذكرى فض اعتصامي رابعة والنهضة ، لعل المانع خير !


في الحقيقة المانع ليس خيراً على إطلاق الكلمة ، المانع يكمن في أن حائط المبكى الثوري مُختل المعايير ، فلا  مصر تستحق دموعهم ، ولا البكاء أو الحفاظ على الدم المصري هو غاية أمانيهم ، ولا كل هذه " الهرطقة " التي يدَّعونها تعنيهم بالدرجة الأولى أو العاشرة ! فقط أقاموا جداراً كاذباً من المَبكى يَحجُّون إليه كل عام في محاولة منهم لإثبات أحقيتهم وصحة وجهة نظرهم ، أو تمرير شيئاً من الفوضى بدعاوى الحق التي يُراد بها باطل !

 

مجزرة الاتحادية التي جسدت أفظع مشاهد هذا التيار الإسلامجي المتطرف الفاشي ، هذا اليوم الأسود الذي فقدنا فيه الصحفي الشهيد الحسيني أبو ضيف الذي قام بتوثيق جرائم الإخوان في هذا اليوم ، ثم اغتالوه ليُخفوا مع موته معالم الجريمة ! ألا يستحق هذا اليوم أن نكتب في ذكراه بدلاً من الحبرِ دماً ؟!

 

هذا اليوم المشئوم الذي كاد فيه المسيحي أن يُخفي اسمه وبطاقة الرقم القومي الخاصة به حتى لا يقتلوه ، وجميعنا شاهد المهندس مينا فيليب في هذه الليلة السوداء وهو مسحولاً مضروباً عارياً من ملابسه " وسط بلده " ! المعنى الحقيقي للضياع تجسد في هذا اليوم ! ألا يستحق هذا المشهد أن نتذكره ونستعيده ونكتب عنه مجلدات في المعنى الحقيقي للخطر الذي تعرضت له مصر من ضياع الهوية و الاقتتال على المرجعيات المتنوعة " دينية وسياسية وخلافه " ؟!

 

الذي يكره يونيو ولا يذكره بخير تربطه علاقة وطيدة و وثيقة الصلة بعدم الكتابة أو التعرض لمجزرة الاتحادية ، رابط  فاضح يلتقي فيه ومن خلاله هؤلاء الذين يتشدقون بالحرية وعصمة دماء المصريين وحرصهم عليها ! الكاره ليونيو لا يبحث عن آلام المصريين ودموعهم وأحزانهم في مجزرة الاتحادية ، بينما يستميت في تكرار ذكريات يناير وماسبيرو ومحمد محمود ورابعة والنهضة ! ومن هذا المنطلق يدافعون عن الأب الروحي " البرادعي " وموقفه من فض هذا التجمع الإرهابي ومن ثم استقالته ومغادرته للبلاد في أكثر المواقف خِسة وندالة ، أو قل باللفظ الشعبي " مَعيَّـلة "

الرابط فاضح ، ولو أنهم على شيء من الذكاء لتداركوا ذلك ، و لشاركوا الشعب المصري أحزانه " بمقال واحد " درءً للشبهات "  


مجزرة الاتحادية كانت جريمة نكراء قامت بها جماعة الإخوان وأتباعهم من التيارات المتطرفة ، وذكراها واستعادة مشاهدها يضُر بالقضية التي يستميت من أجلها أصحاب الأقلام الصفراء أمثال بلال فضل أو يسري فودة أو باسم يوسف أو هذا الفريق " الأصفر " الكاذب والمخادع !  

هذه الأقلام الصفراء لا تدخل في معركة ولا تكتب عن حدث إلا لتتهم فيه الشرطة المصرية أو القوات المسلحة بأبشع التُهم لإعادة سيناريو الكراهية ، و فض حالة الوفاق التي حدثت بين الشعب وجيشه وشرطته ، لذلك تجدهم يتحدثون طيلة الأعوام الخمسة الماضية كما ذكرنا عن يناير وماسبيرو ومحمد محمود و " ست البنات ، وكشوف العُذرية " وفض اعتصامي رابعة والنهضة ! أما مجزرة الاتحادية كانت جريمة بعيدة كل البعد عن اتهام الجيش والشرطة ، فلا ناقة فيها ولا جمل للمتاجرة بكل أحداثها ، بل على العكس ، هي إثبات فاضح في وجه كل مَن يتحدث منهم عن المصالحة أو دمج هذه الجماعة الإرهابية مع المجتمع ، هذه الجريمة دليل إثبات يدحض كل ما يأتي به ساكن فيينا " البرادعي " من اجتهادات متلونة !

الأكثر من ذلك أنهم يكرهون يونيو لأنهم كانوا يتوقعون تكراراً لمأساة الاتحادية ، لتبدأ معه حلقة أخرى من المتاجرة واتهام الجيش والشرطة بالتفريط في دماء المصريين وعدم الدفاع عنهم ! نحن جميعاً كنا نتوقع تكرار ذلك السيناريو ، جميعُنا والجماهير التي احتشدت في ذلك اليوم كانت تتوقع سقوط ضحايا وقتلى وحالات اختطاف ومشهد دموي ، لا سيما وأن جماعة الإخوان الإرهابية وأتباعها كانت قد احتشدت في ميدان رابعة والنهضة قبل يونيو بأيام ، وتوعدونا من أعلى منصات ذلك الحشد الإرهابي ، إلا أن عناية الله ثم الجيش المصري وقرار رئيس الأركان " صدقي صبحي - آنذاك " بنزول الجيش وحماية الشعب ومؤسسات الدولة كان له الأثر الصادم على هؤلاء الذين أصابتهم الصاعقة من جرأة القوات المسلحة ووقوفها ضد الطاغية و تحت أمر الشعب ، ثم الدور العظيم للشرطة المصرية التي وقفت جنباً إلى جنب مع شعب يونيو ، ولولا ذلك لكانت الطامة الكبرى ! فانقلب حينها السحر على الساحر ، وذاب الشعب عشقاً للجيش و الشرطة ! فلا مجزرة الاتحادية تصلُح للمتاجرة ، ولا يونيو يخدم أهدافهم الدنيئة من إحداث الوقيعة بين الشعب والجيش والشرطة ! كانوا يتمنون عدم تدخل الجيش ليتهمونه بالتقصير ، فإذا ما تدخل الجيش انبروا في وصف ما حدث بأنه انقلاب ، ومنهم مَن قال " نصف انقلاب " !! ...... كوميديا  !

أخيراً لكل ذي عقل أو ضمير :

فض اعتصامي رابعة والنهضة كان على مسمع ومرأى من العالم أجمع ، إتخذت فيه الدولة والقوات المسلحة والشرطة وقواتها الخاصة أعلى درجات الحيطة والحذر ، حتى لا يُقال أنه اعتصام دموي ، الممرات الآمنة والميكروفونات والنداءات المنبعثة منها لخروج المتظاهرين مع وعد بعدم المساس بهم " كلها مسجلة " وكلها تمت في وجود مراسلين أجانب ومصريين ، والموعد تم تحديده أكثر من مرة بشكل معلن ، فكيف ستقترف الدولة جرائم قتل وتنكيل وهي تعلم أن العالم كله يشاهد الموقف ؟!

سلاماً على أصحاب العقول .

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز