عاجل
الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
" نحن على الحق المبين "

" نحن على الحق المبين "

بقلم : د. محمد فاروق

إعترافات التيار السلفي جاءت كاشفة وفاضحة لأكثر من فريق ، لأكثر من رمز ، لأكثر من موقف ، فالذي لا يقرأ الأحداث ليستفيد منها في تحديد بوصلته القادمة فهو حتماً يبحث عن تسليم نفسه كفريسة في كل مرة لكل مُدعيّ و أفاق !



جاء في شهادة الشيخ محمد حسان و الشيخ أحمد المراكبي عن " فض رابعة " خلال الثمانية وأربعون ساعةً الماضية الآتي :

 
حسان أكد أن شهادته عن اعتصام رابعة وما دار بينه وبين الرئيس عبد الفتاح السيسي الرافض لفض رابعة كانت شهادة لله ثم للتاريخ وللأجيال القادمة ، وأنه لم يهتم بهجوم الإخوان عليه بسبب هذه الشهادة .
و أوضح حسان في حلقة مسجلة له على قناة "الرحمة" أنه يعانى منذ ثلاثة أعوام من سب جماعة الإخوان وأنصارها له ، مضيفاً أنه فضَّل ألا يتكلم منذ 3 سنوات متصدقًا على من سبوه .
 

وأشار إلى أنه يريد أن يوضح بعض الأمور، لأنه منذ ثلاث سنوات وإخواننا يأكلون لحمنا، ويخوضون فى أعراضنا، ويطعنون في ديننا، بل وأخواتنا أيضًا، ولا حول ولا قوة إلا بالله".
وأضاف "حسان": لقد استعلينا على الألم ، واستعننا بالله جل وعلا، وصبرنا ، وأسأل الله ألا يحرمنا الأجر إنه ولي ذلك والقادر عليه ، ورب الكعبة ليس رغَبًا ولا رهَباً ، وليس خوفًا من أحد، ولا طمعًا فيما عند أحد ، ولقد عاهدنا الله نحن جميعًا من أهل العلم ألا نكافئ من عصى الله فينا بأكثر من أن نطيع الله فيه ، فلم نجرح أحد ، ولم نؤذ أحد ، ولم نُسيء إلى أحد ممن أساءوا إلينا من إخواني وأخواتي " ثم قال شهادته التي سيأتي ذكرها .
 

أما الشيخ عبدالله شاكر رئيس جمعية أنصار السنة الذي رفض الحديث أو التعليق على فض رابعة والأحداث التي شهدتها مصر طوال 3 سنوات رغم الهجوم عليه ، مضيفًا أن بعض المشايخ طالبوه بعمل مؤتمر صحفي للحديث حول شهادته حول الأحداث لكنه رفض .


وأضاف شاكر فى شهادته": أقر بكل ما جاء في شهادة الشيخ محمد حسان وجمال المراكبي وما دار مع الرئيس السيسي حول موافقته على عدم فض الاعتصام بالقوة والإفراج عن المعتقلين ، وقد كان موقف المشير عبد الفتاح السيسي آنذاك موقفاً عقلانياً حكيماً لأبعد الحدود ، حيث قال لنا بالحرف الواحد " عليهم أن يفتحوا الطريق المؤدي إلى مطار القاهرة ، وأن يمنعوا آذاهم عن سكان رابعة ، وليكملوا اعتصامهم ولو حتى لعام كامل قادم ، فلن نجبرهم على فض الاعتصام ، أما المعتقلين فهذه مسألة تعود للقانون "

أما الشيخ ياسر برهامي فقد جاءت شهادته على نفس المنوال ، لكنه أضاف إضافة ينبغي للتاريخ أن يسجلها لهذا التيار المجنون دونما شك !

برهامي قال في شهادته أن اعتصام رابعة والنهضة كان مسلحاً ، ولو أن الجيش أراد أن يتعامل بالسلاح لكانت الضحايا بالآلاف ، إلا أن اعتصام النهضة تم فضّه في أقل من ساعتين ، أكثر من خمسة آلاف خرجوا عبر الممرات الآمنة ، ولم يقع قتيلاً إلا مَن تعامل بالسلاح مع قوات الأمن !

ويقول برهامي : قلنا للأخوة من جماعة الإخوان أن العملية " غير متكافئة " ، وأن الإطاحة بمبارك جاءت بمساندة الظهير الشعبي ، أما الآن فلا يوجد ظهير شعبي ، والدخول مع الجيش في معركة هو تعريض الأرواح في اعتصامي رابعة والنهضة للفناء ! ثم اجتمع المذكورين جميعهم على أن قيادات الجماعة أرادت صناعة مظلمة ، ولم تبحث عن التفاوض ، وفرطت في دماء المعتصمين في حرب خاسرة أرادوها كذلك لأهواء في أنفسهم !

إلى هنا تنتهي أعزاءي شهادة التيار الإسلامجي التي ينبغي أن نستخلص منها الكثير :

طوال ثلاث سنوات ونحن متهمون من العالم أجمع بارتكاب ما يُسمى " بمذبحة رابعة " فلماذا امتنع هذا التيار عن إنقاذ مصر من هذه الوصمة وهذا المصير ؟!

تركيا وقطر كانتا تُرَوِّجان لذلك باعتباره " هولوكوست جديد " وجرائم حرب طوال الليل والنهار ، وشهادة التيار الإسلامجي كانت بمثابة " وشهد شاهدُُ من أهلها " لو كانت خرجت في حينها ! فلماذا لم يتحرك لهم ساكن ؟! ألم يعلموا أن كتمان الشهادة لا يختلف عن شهادة الزور ؟ يقول الله عز وجل " ولا تكتموا الشهادة ، ومن يكتمها فإنهُ آثمُُ قلبُه "

السفيرة الأمريكية آن باترسون كانت أيضاً تنقل ما يحدث على أنه جريمة ، وكانت تؤيد البرلمان الموازي الذي قام به " مجانين رابعة " وقتذاك ، وكنا في أشد الحاجة لشهادة هذا التيار ، وعندما أعلن المشير السيسي آنذاك أن يطلب تفويضاً من الشعب لمواجهة العنف والإرهاب المحتمل ، ظن الجميع من حولنا أن الرجل يريد إبادة الاعتصامين " رابعة والنهضة " في حين أنه قال بحسب شهادة " مشايخ السلفية " أنه ضد الفض بالقوة ، وأنه لا يبحث إلا عن فتح الطريق المؤدي للمطار وإماطة الأذى عن سكان هذا المربع ، وليستروا في اعتصامهم حتى ولو عام كامل !

كاثرين آشتون التي زارت القاهرة بتسهيل من " البرادعي " لزيارة مرسي والشاطر والاطمئنان على حالة الاعتصامين ، قالت حرفياً لجماعة الإخوان "عليكم أن ترضوا بالأمر الواقع " فالظهير الشعبي ضدكم ، هذا جاء في شهادة " حسان والمراكبي حرفياً "

هذا الـ " حسان " الذي صعد منصة النهضة فيما يسمى بجمعة " قندهار الأولى " تلك الجمعة التي رُفعت فيها أعلام " داعش " في ميدان التحرير والنهضة ، ثم قال " اليوم دخل الإسلام مصر " ! إذن هؤلاء المتطرفين عقلياً ودينياً يليق بهم المثل الدارج " معاهم معاهم ، عليهم عليهم " وأكاد أُجزم و أُقسم أن جماعة الإخوان لو كانت قد نجحت في وئد ثورة الشعب في يونيو لكانت رؤوسنا جميعاً مُعلقة على المشانق وتحت حد السيوف بمعرفة وفتاوى هؤلاء المشايخ ومباركتهم  ، وتحت مزاعم عدم طاعة وليّ الأمر والخروج عليه !

كذلك ينبغي أن ننظر لموقف رموز التيار اليساري والاشتراكي الثوري وغيرهم أمثال البرادعي ويسري فودة وبلال فضل وعلاء الأسواني والكثيرين ممن قالوا عن رابعة أنها " مذبحة " و ممن وصفوا السيسي بالقاتل ، و ممن استخدموا تلك الكذبة في أهواء سياسية وأغراض دنيئة للنيِّل من مصر !

فإذا كانت شهادة التيار الإسلامجي حدثت في الوقت الذي كان فيه البرادعي نائباً لرئيس الجمهورية للعلاقات الخارجية ، وقائداً لملف الحوار بين الدولة وقيادات الإخوان في رابعة ، ومطلعاً على كل ما جاء في شهادة " حسان وشكري والمراكبي وبرهامي " ! فلماذا استقال ؟ و إذا كانت الاستقالة أمراً يخص قدرته على تحمُل المسئولية في ظرف دقيق من عدمه ، أو أنه اكتشف أن دوره ينبغي أن يكون من خارج السلطة ، فلماذا غادر مصر في ظرف غاية في التعقيد ، كل هذا مع علمه الكامل و على مسمع ومرأى منه شخصياً بالسيناريو الذي جاء في شهادة المذكورين أعلاه ! فلماذا يخالف الحقيقة ويكتب ضدها ويشير بشكل مباشر وغير مباشر في تغريداته إلى " شهداء رابعة ، وعنف الدولة " ؟!

القراءة في التاريخ القريب هي البوصلة لتحديد المستقبل ، وكما نقول " العايط في الفايت نقصان عقل " إلا للتدارس واليقين من أننا على الحق المبين .   

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز