عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
هبة ربانية كلثومية

هبة ربانية كلثومية

بقلم : هويدا عطا
ذات ليلة باتت نادرة فى ظل الرتابة ومنظومة الحياة العملية الجافة التى نعيشها الان ،المحفوفة بكل صور السياسة الكالحة التى افقدتنا اماننا وحميمية علاقتنا الاتسانية الراقية بل ونزاهتنا وحسنا المرهف والتى بات يمارسها بعد اندلاع ثورة الجحيم العربى ،كل من هب ودب ومن صدق تاريخه الزائف ونفسه المريضة بانه قادر على قيادة الشعب الفرعونى وتدبير امره بما يقدمه من مؤتمرات وهمية لافائدة منها سوى الظهور امام  الشاشات وحشو وسائل الاعلام المختلفة بصخب الحديث الفارغ والامل الواهم وارغام الجمهور المسكين على الاستماع للكلمات السياسية الممنمقة والمتكررة المملة المحفوظة ظهرا عن قلب حتى الملل ...هكذا بات الصغير قبل الكبير يتحدث فى السياسة والحالة الاقتصادية المتدهورة التى تأن منها مصر الان

ورغم هذه البيئة السلبية التى اعيشها ،والاحباط الذى جثم على صدرى منذ سنوات خمس ،الاان الحظ تبسم لى وحبانى بالاستماع الى اغنية انت عمرى لام كلثوم الصوت الذى لايموت ابدا ،بل كلما مرعليه الزمن واطال ازداد حلاوة وطلاوة وعراقة ،يشيه تلك قنانى العطور المعتقة التى كلما مر عليها الزمن ازدادات جودتها وغلا سعرها

هكذا شاهدتها وهى ترتدى ثوبها البديع المكسو بوردات الجبردين الساحرة وتمسك كعادتها بمنديلها الزهرى وهى تتبت عليه بيديها وكأنها تخشى ان تنفلت منها النغمات التى تحاول جاهدة ان تسيطر على جسدها من التمايل طربا من شدة تاثرها بصوتها الفريد وهى تشدوباجلى الكلمات لاشهر الشعراء انجبتها مصر بهذه الحقبة الزمنية والحان عزفتها انامل من ذهب

حقيقة انا تعجبت من حلاوة صوتها ومدى تأثيره العميق فينا ومشاعرنا وخاصة وهى فى هذه الفترة العمرية المتقدمة ،فى حين تجد بعض المطربات وقد كن اقل عمرا منها بفارق كبير وقد اصاب صوتهن الشيخوخة والكبرالظاهرين جليا فى اغانيهن

قلت متعجبة:اى سر كونى عجيب ،قد منح الكثوم هذه الهبة الربانية الفريدة من نوعها ،حتى انها كانت ومازالت اغانيها رمز الحب الجارف بين الاحباء وايضا شفاعة لعلاقات كادت ان تذهب فى مهب الريح

ترى مالذى فعلته الست فى كل هؤلاء الجالسين امامها فى ظل سحر صوتها وكأنهم على راسهم الطير ،ليروون ظماقلوبهم العطشى للمحبة بسماع اهاتها الطروبة فى جوف الليل الساحر المسكون بحكايات العشاق والاحباء والمغرمين والمبدعين التى كانت لهم زادا سخيا للنهل منه وتفجير الطاقة الابداعية سواء بالكتابة الشعرية اوا القصصية والفنون التشيكلية والغناء وغيره

ماتت ام كلثوم ،عاشت ام كلثوم ،ليسكن ما ابدعتنا به حبالها الصوتية الخرافية ،قلوبنا ومشاعرنا حاضرا او مستقبلا ،صغيرا ام كبيرا فى كل مكان بارض الله



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز