عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
لذلك هم يكرهونك سيدي الرئيس

لذلك هم يكرهونك سيدي الرئيس

بقلم : حسام فاروق

بدا واضحا للعميان قبل المبصرين أن قوى كبرى في العالم لا تريد وجود الرئيس عبد الفتاح السيسي في المشهد لفترة رئاسة ثانية وبدأت هذه القوى وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا الترتيب لتحقيق هذا الهدف بكل الوسائل مستعينة بعملائها في الداخل والخارج ولذا فكل من ينكر أن ثمة مؤامرة على الدولة المصرية فهو إما مغيب أو متواطئ,  فكل ما يحدث في تعاطي أمريكا وبريطانيا تحديدا للشأن المصري ولشخص الرئيس مؤخرا لا غرابة فيه و ليس وليد الصدفة، فالرئيس السيسي، أفسد الكثير من المخططات الأمريكية في  الشرق الأوسط و الرئيس حتى قبل توليه المسئولية ومن موقعه السابق كقائد للجيش كان الصخرة التي تحطمت عليها  كل المخططات التي تم رسمها في الغرف المغلقة داخل العاصمة البريطانية لندن , ولذا ليس مستغربا أن تعكف حاليا الأمريكية ميشيل دن مسئولة ملف الشرق الأوسط بمعهد كارنيجي للسلام، إحدى غرف المخابرات الأمريكية، على التواصل مع عدد من المشتغلين في الصحافة والإعلام سواء كتاب أو مالكي صحف بجانب حقوقيين وسياسيين مصريين جميعهم عليهم علامات استفهام ؛ لتأسيس ما أسمته "المصريون الجدد"،وهو كيان جديد  يستهدف التحريض ضد الدولة المصرية، ومنع الرئيس عبد الفتاح السيسى من الترشح لفترة رئاسية ثانية و لمن لا يعرف  المرأة الناعمة الشقراء ميشيل دن، نذكره بأنها نفسها شكلت في نهاية العام 2010 مجموعة عمل عن مصر، استهدفت نشر الفوضى تحت عنوان " ثورة شعبية حاشدة "  لإسقاط النظام و كانت بمثابة بروفة لأحداث 25 يناير 2011، ضمت المجموعة وقتذاك الرجل ذي السوالف عمرو حمزاوي أحد العرابين في الخفاء للجماعة الإرهابية و الباحث فى نفس المركز، و نشطاء سياسيين وأعضاء حركة 6 إبريل، بعد تدريبهم في صربيا بالتعاون مع أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية .



وليس مستغربا أن تخصص صحيفة بريطانية شهيرة مثل  " الإيكونوميست " ملفا كاملا عن مصر تعنونه ب " تخريب مصر"، وتسلط من خلاله الضوء على ما أسمته تردي الأوضاع العامة في مصر وزيادة حدة القمع والتدهور غير المسبوق للوضع الاقتصادي والأزمات السياسية المتلاحقة، التي وصلت بالبلاد إلى مؤشر وصفته بالخطير وقالت في نبرة تهديد أنه يُنذر بانتفاضة جديدة  و من بداية الملف حتى نهايته تجد أرقاما خاطئة تم استقائها من مراكز معاديه للدولة المصرية في واشنطن والدوحة  ،, ثم تختتم " الإيكونوميست "  ملفها صراحة بجملة "لنزع فتيل الأزمة.. يتعين على الرئيس السيسي عدم الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة " فكأن الهدف الوحيد من هذا "الملعوب" الصحفي تمرير معلومة واحدة فقط هي:" نحن لن نقبل بالسيسي رئيساً لمصر لفترة أخرى، فهو عقبة أمام خططنا".

والمتابع للصحافة العالمية وتحديدا البريطانية والأمريكية  منذ بداية أغسطس الجاري سيكتشف بما لا يدع مجالا للشك أنهما على إتفاق في تناولهما للشأن المصري إلى حد توحيد المصطلحات والعناوين والمضامين فليست صدفة أن تجد كل هذا الكم من الكره والكذب والتضليل من صحف,  و مواقع إلكترونية مثل الإيكونوميست و فايننشال تايمز, و ميدل إيست آي,  والجارديان التي لم يشفع لها اعتذارها المفضوح , فما لم تعتذر عنه أكبر عشرات المرات,  ونيويورك تايمز وواشنطن بوست وبلومبرج, وفي مكانة لاحقة تأتي صحف ألمانية على نفس طريق الكره ولكن بدرجات متفاوته فديرشبيجل مثلا وهي واحدة من كبريات المجلات الألمانية لم تكف عن الحديث عما أسمته معاناة حقوق الإنسان في مصر معتمدة في تقاريرها على أرقام استقتها من مراكز مشبوهة مثل مركز النديم العيادة الطبية الذي تحول بقدرة قادر إلى مركز حقوقي يخرج تقارير تدين مصر ومنظمات اعتادت على صناعة الكذب بشأن مصر مثل "العفو الدولية" و"هيومن رايتس ووتش" التي لاترى أي انتهاكات في أي مكان سوى مصر  واستندت إلى مقابلات مع نشطاء و حقوقيين وردت اسماؤهم في قضية التمويلات الشهيرة وعناصر من جماعة الإخوان الإرهابية في الداخل والخارج و أكاديميين ينتمون للتنظيم الدولي للإخوان تفرد لهم المقالات التي تهاجم مصر والمعروف أن برلين هي العاصمة الثانية للإخوان بعد لندن.

صحف أمريكا و بريطانيا و ألمانيا  تتعامل مع الشأن المصري بطريقة جوزيف جوبلز وزير إعلام  هتلر في ألمانيا النازية صاحب مقولة "اكذب حتى يصدقك الناس" و أول من اعتمد الكذب الممنهج للترويج للنازية وتطلعاتها, هكذا هم يفعلون الآن مع مصر فقط مع تغير الأدوات , فهم يصنعون الكذب ويرددونه  ويطورونه بطرق شيطانية مبتكرة  معتمدين على التطور في لغة الصورة والفيديو.

أمريكا من جانبها بذلت مجهودات ودولارات  كبيرة لتأهيل تيار الإسلام السياسي للحكم في المنطقة العربية ضمن مخطط كان هدفه الأول و الأخير ذرع بذور الفتنة و إشعال الاقتتال والتحارب الداخلي العربي العربي والإسلامي الإسلامي منطلقة من قاعدة " دعهم يقضون على أنفسهم بأنفسهم" وستظهر فقط وقت جمع الغنائم و إعادة تقسيم المنطقة حسب مصالحها  وهو ما أطلقت عليه الشرق الأوسط الجديد ,لذلك  لم تتحمل ضياع  مخططها هكذا على يد الجيش المصري و ثورته في 30 يونيه 2013 أو لنكن أكثر دقة لم تحتمل وجود شخص بقوة عبد الفتاح السيسي في المشهد لفترة رئاسة جديدة وهو الذي ذرع وينتظر الحصاد فتبارت بكل أسلحتها التقليدية والمستحدثة تهاجم ما زرع وما دشن من مشروعات وبدا واضحا أنها تخالف العقل فيما تقول فهل من المنطق أن تكون أحدث التهم الموجهة للسيسي في صحفهم هي أنه يقيم مشروعات عملاقة ؟! وأخذت في تأجيج حالة الغضب المفتعلة داخل الشارع المصري عبر وسائلها الخبيثة وعلى رأسها الإعلام بأنواعه فهناك تصنع الإشاعات ويطلق الصراخ حول الأزمات التي من الممكن أن تمر بأي دولة في ظروف مصر مثل أزمة  الدولار وارتفاع الأسعار والأزمة الاقتصادية .

وبدا واضحا أيضا أن بريطانيا التي لم تخلع بعد معطفها الاستعماري البالي لم تكف عن " الشغل " الاستخباراتي الخاص بالشأن المصري وتلعب نفس الدور عبر صحفها من خلال تقارير يتضح من بين سطورها أنها موجهة لهدف ما  فعلى سبيل المثال في أزمة سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء نهاية أكتوبر 2015 خرجت واحدة من كبريات الصحف البريطانية وهي "ديلي ميل" عبر موقعها الإلكتروني لتأكد أن الطائرة كان تحوي قنبلة ذكية، ضبط جهاز التوقيت فيها بعد ساعتين، أي عندما تصل إلى تركيا، إلا أنها سقطت مبكرًا وألمحت الصحيفة إلى أن شخصًا من داخل مطار القاهرة  قد زرع القنبلة بنفسه، الأمر الذي دفع الرئاسة المصرية  إلى إصدار نفي رسمي، وهي نفس الصحيفة التي قالت في تقرير مواكب لنفس الحادث  أن طيارا بريطانيا تفادى بطائرته من طراز طومسون صاروخا فوق شرم الشيخ  وهو الشئ الذي يستحيل حدوثه مع طائرة مدنية ثم عادت واعتذرت عن ذلك  وكانت الصحافة البريطانية أيضًا أول من تحدث عما أسمته  قصورا أمنيا في مطار شرم الشيخ، و كانت بريطانيا أول من أصدر قرارًا بإجلاء السائحين من مصر، حتى قبل روسيا صاحبة الطائرة المنكوبة نفسها، فأجلت في وقت مبكر ما يقارب من 20 ألف بريطاني، الأمر الذي أحرج بوتين وصوره أمام شعبه بعدم الحريص على أرواح المواطنين الروس، فاتخذ قرارًا هو الآخر بإجلاء ما يقرب من 80 ألف سائح روسي من مصر , وكأنها فعلت ذلك من أجل تخريب السياحة في مصر عن عمد و هي نفسها الصحافة البريطانية دائمة الابتكارات الشريرة مثل " الاختفاء القسري " و" السجون السرية " و " عشرات الآلاف من المعتقلين " .

ولا يخفى أيضا أن القوى التي وقفت إلى جوار مصر لم تسلم هي الأخرى من " الشغل " الاستخباراتي و أقصد هنا روسيا وإيطاليا وفرنسا فنجحت أجهزة الاستخبارات التي تنكرت  في جلباب الإرهاب  في زعزعة علاقات مصر  بهم، بداية من واقعة اختطاف وقتل طالب الدكتوراه الإيطالي جوليو ريجيني مرورا بإسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء نهاية بحادث سقوط طائرة مصر للطيران القادمة من باريس وعلى متنها عدد كبير من الرعايا الفرنسيين و التي طارت لثلاث ساعات متواصلة وحين دخلت إلى المجال الجوي المصري سقطت, وكل الحوادث السابقة إقيمت لها حفلات " ندب وتحريض "جماعية في الصحف سالفة الذكر .

الحقيقة الواضحة وضوح الشمس رغم مرور أكثر من ثلاث سنوات على ثورة 30 يونيه 2013 هي أن  أمريكا وبريطانيا وألمانيا لا يزالون يتجرعون مرارة قبولهم بالأمر الواقع واضطرارهم للتعامل على مضض مع هذه الثورة ، فكان أملهم كبير في بقاء الإخوان الذين تربوا على أياديهم وموائدهم في منظماتهم ومؤتمراتهم، حتي ينجح المخطط الكبير للشرق الأوسط الجديد الذي كان يأمل كل طرف منهم في نيل قطعة منه .

لو أردنا ربط عناصر الصورة مع بعضها سنجد حتما علاقة بين الهجمة الصحفية الشرسة مؤخرا من صحف أمريكا وبريطانيا و ألمانيا  على مصر والرئيس السيسي شخصيا وما تفعله ميشيل دن حاليا من فتح قنوات اتصال مع عناصر منتقاة من رجال أمريكا في القاهرة في إطار حملة دولية ممنهجة، ، مع بدء السنة الثالثة للفترة الرئاسية الأولى للرئيس السيسي، لاسيما مع رفض مصر أي مصالحة مع تنظيم الإخوان الإرهابي ؟ و الأمر نفسه له علاقة  بما تحدث به " الأمريكي " عصام حجي الموظف في وكالة ناسا الأمريكية من موقعه عن تشكيل فريق رئاسي لخوض انتخابات الرئاسة في 2018، بديلاً للرئيس عبد الفتاح السيسي، في محاولة فاشلة لاستنساخ "برادعي" جديد , هنا نقول أن التحديات جسام و أن الأهداف الخبيثة تساق لها كل الوسائل الممكنة و تنفق عليها المبالغ الطائلة من تلك الخزينة الموجودة في الخليج على شكل شبه دولة , فهم يريدون تقويض الدولة المصرية بسلاح اليأس والإحباط والتشكيك بين الشعب وقائده وبين الشعب ومؤسساته عبر آلة الكذب , كما أنهم لا يريدون أن تقوم لك قومة و إن بدا لهم في الأفق القريب أن مصر لا محالة ستقوم برجالها المخلصين وبما دشن من مشروعات و ما اعتمد من خطط إصلاحية يتبارون في تشويهها وإخراجها عن مضامينها .

الخلاصة : مصر ستنتصر مادام أبناؤها على قلب رجل واحد , مصر ستنتصر حينما يقتنع الجميع بخطورة اللحظة ويتعاملون على قدرها ولا يتركون جذور القضية للحديث في ترهات وتفاهات صغيرة مصر لا محالة ستتجاوزها .

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز