حقيقة انسحاب الوفد المصري من مهرجان الأردن للإعلام العربي

بقلم : د. شريف درويش اللبان

نشرت بعض المواقع الإخبارية المصرية ظهر الخميس الماضي خبرًا مُفاده أن الوفد الإعلامي المصري قد انسحب الأربعاء من فعاليات مهرجان الأردن للإعلام العربي.

وقد أوضحت حينها على صفحتي على الفيس بوك حقيقة الأمر حيث أنه لم يكن هناك وفدًا رسميًا يمثل مصر من الأساس .. وقد صرح لي د. امجد القاضي مدير هيئة الإعلام المرئي والمسموع ورئيس اللجنة العليا للمهرجان والحاصل على الدكتوراه من كلية الإعلام جامعة القاهرة والعاشق لمصر وأهلها أنه قد وجه دعوة رسمية للسيدة صفاء حجازي لمشاركة مصر بوفد رسمي في المهرجان، ولكنها لم ترد عليه بقبول الدعوة او الاعتذار عنها.. لذا تم دعوة شخصيات فنية وإعلامية وأكاديمية مصرية للمشاركة في المهرجان لاعتزاز الأردن بالشقيقة الكبرى مصر.

وقد استمرت مشاركة المصريين الفاعلة – وأنا منهم-  في كل فعاليات المهرجان من اليوم الأول وحتى اليوم الأخير.. فقد شارك الفنان هاني شاكر بالغناء في افتتاح المهرجان الإثنين الماضي.. كما شارك د. حسين آمين أستاذ الاعلام بالجامعة الأمريكية وعضو اتحاد الإذاعة والتليفزيون في ندوة في اليوم الأول للمهرجان .. كما شارك السيناريست المصري بشير الديك والمخرج المصري عمر عبد العزيز في ندوة الدراما العربية يوم الأربعاء.. وأخيراً شارك د. شريف درويش اللبان وكيل كلية الإعلام جامعة القاهرة ود. ياسر ثابت الإعلامي المصري في الندوة الختامية والتي انتهت ظهر الخميس الماضي. كما حضرت الندوة الختامية السيدة هناء سرور أمينة قطاع الإعلام والاتصال بالجامعة العربية كممثل للجامعة الراعية لهذا المهرجان.كما حضرت حفل اختتام المهرجان الذي كان تنظيمه أكثر من رائع.

وقد كتب المخرج المصري عمر عبد العزيز رئيس اتحاد النقابات الفنية بمصر توضيحًا جاء فيه: عدنا بسلامة الله من الأردن بعد حضورنا المهرجان الإعلامي الثالث للمملكة، وكان الوفد المصري يضم المطرب هاني شاكر والفنانين أحمد رزق وشيري عادل وألفت عمر وإيمي وإيناس عز الدين والمنتج د محمد العدل والسيناريست بشير الديك والمخرجان محمد ياسين وأنا، وأوضح أنهم وصلوا عَمَان فجر الإثنين بعد تاخر الطائرة عن موعدها وتسبب ذلك في عدم حضورهم حفل الافتتاح نتيجة للإرهاق وعدم معرفتهم بموعد الافتتاح، ولكن حضر الفنان هاني شاكر وتم تكريمه، وبعد ذلك كانوا متواجدين بشكل منتظم وأكبر دليل علي عدم انسحابهم هو حضوره والأستاذ بشير الديك ندوة عن الدراما التليفزيونية مالها وماعليها، يوم الأربعاء وبحضور عدد كبير من الجمهور وكذلك الوفد المصري بالكامل، وشكر عمر عبد العزيز الفنانة صبا مبارك والفنان منذر رياحنة والمنتج والموزع ألبير حداد علي حسن الاستقبال والحفاوة بالوفد المصري إلي جانب كل المسئولين الرسميين عن المهرجان وعلي رأسهم د أمجد القاضي وأضاف أننا لا ننسحب من مؤتمر يُقام علي ارضٍ عربية وخاصة أن الكل يعرف انتماءنا العربي وأن أية عاصمة عربية هي تساوي عندنا القاهرة لأن هذه هى عقيدتنا.

وقد تلقى رئيس اللجنة العليا لمهرجان الأردن الدكتور أمجد القاضي يوم الجمعة الماضية اتصالات من كُتاب وفنانين مصريين أكدوا فيها استهجانهم للأخبار والشائعات المتعلقة بانسحاب الوفد المصري من المهرجان، مشيدين في ذات الوقت بالمهرجان باعتباره تظاهرةً فنية وثقافية عربية وإعلامية. وأكدوا حرصهم على المشاركة في الدورة المقبلة والتي ستُعقد بمدينة العقبة الأردنية، وقالوا إن مثل هذه الشائعات لن تؤثر على العلاقات بين البلدين على المستويات كافة.

كما تلقى القاضي اتصالات هاتفية من رؤساء الوفود العربية المشاركة وعلى رأسهم وزير الإعلام العُماني الدكتور عبدالمنعم الحسني والوزير المفوض الفلسطيني أحمد عساف أشادوا فيها بمستوى التنظيم والإعداد للمهرجان وحيادية وموضوعية التحكيم في مسابقات المهرجان، بالإضافة إلى اهتمام المهرجان بقضايا الاعلام العربي وعلى رأسها القدس والإرهاب والتطرف.

وقد نفى مسئولون بماسبيرو، ما تردد من أخبار تفيد بانسحاب الوفد المصري الرسمي من المهرجان، بسبب سوء التنظيم، مشيرين إلى أنه لا يوجد أي وفد رسمي يمثل ماسبيرو في المهرجان وليس لماسبيرو أية علاقة بالسوق الخاص بالمهرجان ولم يشارك فيه.

وكانت حالة من الارتباك، سادت ظهر الخميس الماضي، في عدد من قطاعات "ماسبيرو" بعد ورود خبر انسحاب الوفد المشارك من اتحاد الإذاعة والتليفزيون في مهرجان الأردن للإعلام العربي بسبب سوء التنظيم، حيث نفت جميع قطاعات ماسبيرو مشاركتها في المهرجان بوفد رسمي.

ونحن ندعو المواقع الاخبارية المصرية لتوخي الدقة في الأخبار المنشورة حتى لا تتسبب في مشكلات بين الدول العربية الشقيقة وخاصة أن صور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وشقيقه الملك عبد الله ملك الأردن كانت تتصدر الصفحات الاولى للصحف المصرية والأردنية صبيحة يوم إطلاق هذه الشائعة من قَبل بعض المواقع الإخبارية المصرية التي تلهث وراء الإثارة وزيادة عدد الزائرين لها بغض النظر عن المصلحة الوطنية والعلاقات الراسخة بين الأشقاء.