عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
أنت مطرود من العمل !

أنت مطرود من العمل !

بقلم : د. أحمد عيسي عبدالله

قصة مشهورة لشاب أمريكي اسمه " والاس جونسون " الذى كان يعمل في ورشه كبيرة للأخشاب ، حيث قضى هذا الشاب في تلك الورشة أجمل سنوات عمره ، وكان شاباً قوياً قادراً على الأعمال الخشنة الصعبة، وحين بلغ سن الأربعين وهو في كامل قوته ، وله شأن كبير في الورشة التي اشتغل بها لسنوات طويلة فوجئ برئيسه في العمل يبلغه أنه مطرود من الورشة وعليه أن يغادرها نهائياً بلا عودة !!
في تلك اللحظة خرج الرجل إلى الشارع هائماً على وجهه حزيناً مذهولاً يمشى بلا هدف ، وصورالجهد الكبير الذي بذله على مدى سنوات عمره تتابع في ذهنه ، فأحس بالأسف الشديد وأصابه الإحباط واليأس العميق وأحس كما قال هو "وكأن الأرض قد ابتلعته فغاص في أعماقها المظلمة المخيفة"..
لقدأغلق في وجهه باب الرزق الوحيد ، وقمة الإحباط أنه ليس لديه ولدى وزوجته شيء من مصادر الرزق غير أجرة العمل من ورشة الأخشاب ، ولم يكن يدري ماذا يفعل..
وذهب إلى البيت وأبلغ زوجته بما حدث ، فقالت له زوجته ماذا نفعل؟
فقال : سأرهن البيت الصغير الذي نعيش فيه وسأعمل في مهنة البناء..
وبالفعل كان المشروع الأول له هو بناء منزلين صغيرين بذل فيهما قصارى جهده ، ثم توالت المشاريع الصغيرة وكثرت وأصبح متخصصاً في بناء المنازل الصغيرة..
وفى خلال خمسة أعوام من الجهد المتواصل أصبح مليونيراً مشهوراً..



هل تعلمون الآن من هو؟ إنه " والاس جونسون " الرجل الذي أنشأ وبنى سلسله فنادق "هوليدي إن" ..
أنشأ عدداً لا يحصى من الفنادق وبيوت الاستشفاء حول العالم..
يقول هذا الرجل في مذكراته الشخصية ، لو علمت الآن أين يقيم رئيس العمل الذي طردني ، لتقدمت إليه بالشكر العميق لأجل ما صنعه لي، فَعندما حدث هذا الموقف الصعب تألمت جداً ولم أفهم لماذا ، أما الآن فقد فهمت أن الله شاء أن يغلق في وجهي باباً ليفتح أمامي طريقاً أفضل لي ولأسرتي.. ونحن بدورنا نفهم مغزى قول الله سبحانه وتعالى:
"وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّواشَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَاتَعْلَمُونَ" [البقرة: 216]

أخى القارئ .. دائماً لا تظن أن أي فشل يمر بحياتك هو نهاية المطاف بالنسبة لك .. بل ربما يكون بداية لنجاح كبير لم تكن تتوقعه .. فقط فكر جيداً .. وفكر بشكل إيجابى ..وتعامل مع معطيات حياتك .. وابدأ من جديد بعد كل موقف، فالحياة لا تستحق أن نموت حزناً عليها .. ربما رأينا الكثير في هذه الحياة ، رأينا ما قد يؤلمنا ومر علينا منها ما قد يدخل السرور على نفوسنا، من يتماسك يربح ويتعلم المزيد ، فيصنع لنفسه حياة مليئة بالتفاؤل ، ومن يضعف يصاب باليأس ويصبح عنده كل شيء مستحيلاً ..

الحياة ليست سهلة ، وليست بوجه واحد ، فمثلما تصنع الدموع ، تصنع الابتسامات ، الدنيا ليست سعادة دائمة ولا حزن دائم .. دنيا المفارقات .. خطواتها ليست دائمة الخصال .. خطواتها غير متاحة لرغبات كل حالم .. وغير بعيدة من منال كل يائس متشائم  .. تخيب دائماً آمال من يجرى خلفها .. وتغازل دائماً أحلام من يزهد فيها ويدير لها الظهر .. تضحك لهم عندما يبكون .. وتبكي لهم عندما يضحكون.. ولا تمل الدنيا من تكرار أدوارها تلك المشبعة بالمفارقات ، والعاقل من يتعظ بغيره .. ويأخذ العبرة بمن سبقوه .. ومازالت الدنيا في دربها تسير.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز