عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
" جيش الشعب ، وشعب الجيش "

" جيش الشعب ، وشعب الجيش "

بقلم : د. محمد فاروق

الجيوش في العقائد الوطنية لا تختلف عن الأديان في العقائد السماوية ، فهل لنا أن نستفيق أيها السادة المثقفون ؟ أو المُدعين للثقافة والذين يملئون جنبات حياتنا بأفكارهم وأُطروحاتهم وفتاواهم في كل صغيرة وكبيرة ؟ هل لكم أن ترفعوا أيديكم عن مصر ؟



مُدعي الثقافة ينقسمون إلى قسمين ، قسم جاهل بالشيء ، لا يملك نفاذ البصيرة لمجرد متر واحد داخل طريق الواقع والمستقبل ، والقسم الآخر خائن " بمنتهى الارتياح أقولها "

القسم الثاني " الخائن " وضع قواعد خالية من كل الصحة ، وضع أركان الخيانة في شكل حروف مُنمَّقة وكلمات شبه مُرتبة ، لها بريق في ظاهره الرحمة ، وباطنه كل الخيانة والعذاب والخراب ! هذا القسم وضع القواعد الذي يسير عليها القسم الأول " الجاهل "  مردداً إياها دونما أدنى علم ، حتى غاب عنه الضمير الوطني فأصبح قاب قوسين أو أدنى من الخيانة هو الآخر " بدون أجر " !

عزيزي القارئ : لا تتخيل أن هؤلاء الزنادقة من القسمين مُهتمون بالحفاظ على وقت القوات المسلحة والجيش المصري في مفهومه الضيق أو الواسع ! هؤلاء المُتفلسفون في الأرض من القسم الخائن " الثاني " لا يبحثون إلا عن هدم الجيش المصري " الدرع الوحيد " الذي يقف حائلاً ضد كل المحاولات السابقة واللاحقة لبلوغ مصر إلى مصير دول المنطقة من حولها . هذا القسم هو الذراع الأساسية لصاحب المؤامرة المُسماة بالربيع العربي ، والقسم الجاهل هو حَطَب النار لتلك المؤامرة ! ولن يعفيه جهله طويلاً من العقاب الوطني ، ولن تعفيه أقوال المصريين فضلاً عن أفعالهم من الحساب والعقاب .

القوات المسلحة والجيش المصري " مفهومان " لمن أراد أن يبحث عن منطق ومفهوم الأمن القومي ، فالقوات المسلحة هي المفهوم المعني بالقتال والحروب والخطط الميدانية ، وما إلى ذلك من صفات الدفاع المسلح ، والجيش المصري والمؤسسة العسكرية هي الغطاء المتكامل لمفهوم الأمن القومي الذي يندرج تحته العديد والعديد من البنود " المتعارف عليها عالمياً " فيما يخص حياة المواطنين ، فليقرأ الجميع قبل أن يتحدثون ، وسيجدون أن السلع الاستراتيجية " أمن قومي " ، الماء والبيئة والطقس " أمن قومي " الأدوية والعلاج ومستلزمات إسعاف الحالات الحرجة وضرورة توفيرها بمعدلات مدروسة " أمن قومي "

كل هذه البنود وغيرها توضع من خلال شتى الوزارات المختلفة أمام المؤسسة العسكرية " في حال حدوث كارثة أو نقص مُتوقع أو اقتراب أزمة " ثم تقوم تلك المؤسسة العريقة باتخاذ التدابير اللازمة لتذليل العقبات ، واتخاذ أعلى سُبل الحيطة والحذر من وقوع تلك الكارثة .

على هذا الأساس تدخلت المؤسسة العسكرية في حل مشكلة " ألبان الأطفال " بالاتفاق على استيراد 30 مليون عبوة لطرحها في المنافذ المتعارف عليها بسعر 30 جنية بدلاً من 59 جنية كما هو السعر المتداول بصيدليات القطاع الخاص ، هذه الكمية خارج ميزانية وزارة الصحة التي تدعم هذا السعر ليصل إلى المواطن " في الحالات العادية " ومن خلال الكروت المبرمجة بقيمة خمسة جنيهات فقط ، تلك الكروت الممغنطة التي تضمن وصول الدعم لمستحقيه ، لأولاد الفقراء والمحتاجين الذي تاجروا بهم ويتاجرون ليل نهار بأوجاعهم دونما فهم ولا إدراك لما يدور حولهم من جهود حثيثة تبحث عن تقديم كل ما تستطيع الدولة في ظل ظروف الفترة لهذا الشعب الصابر !

وبدلاً من أن يشكروا المؤسسة العسكرية ويسجدون لله حمداً على سرعة تدخلها وقيامها باحتواء أحد الأزمات التي يتعرض لها الأمن القومي " في صراخ ملائكة مصر الصغار ومستقبلها القادم " أطفال 2016 ، قالوا أن الجيش يسعى لاحتكار ألبان الأطفال وتعطيش السوق لحصد أرباح جديدة ! وقالوا أن هذا ليس من اختصاص المؤسسة العسكرية ! وتلطخت مواقع التواصل الاجتماعي بأبشع وأحط عبارات السخرية و النيِّل من الجيش المصري ! وكأن الصليب الأحمر أو أحد جمعيات الإغاثة قامت بإلقاء ألبان الأطفال من الطائرات لإنقاذ أطفال مصر في الوقت الذي لم يستطع الجيش المصري تقديم يد المساعدة لشعب مصر !

منذ متى وهم يبحثون عن اختصاصات الجيش أو يحترموا قراراته وخطواته ؟ أتحدث عن القسمين الآن ، الجاهل والخائن ، منذ متى احترموا تلك الاختصاصات ؟ منذ متى كانوا يتفهمون دواعي ومتطلبات الأمن القومي ضمن مفهومه الضيق أو الواسع ؟!

جميعهم نالوا من المؤسسة العسكرية بأبشع الطرق عندما أرادت تحديث القدرات العسكرية والتسليح الذي تتطلبه الفترة ، جميعهم تدخلوا في قرارات تلك المؤسسة عندما أعلنت حالة الطوارئ لمنطقة سيناء للقضاء على الإرهاب ، جميعهم  قالوا أن المؤسسة العسكرية تقوم " بتهجير " أهالي سيناء من منازلهم دونما رحمة ! وكأنهم لا يرون بأم أعينهم ما يدور من حرب شرسة أدت إلى تطهير سيناء وجبل الحلال أحد أشد مناطق تدريب وتوريد وتصنيع السلاح والمتفجرات !

كيف يريدون إقناعنا أنهم باحثون عن اختصاصات الجيش و رفع المسئولية المدنية عن كاهله ؟! كيف يكون الكذب والتدليس طريقاً إلى الجنة ؟!

لن أتحدث عن المؤسسات العسكرية حول العالم ومشاريعها الاقتصادية ومشاركتها في مصانع الأغذية الخفيفة والثقيلة ، ولن أضرب أمثالاً لمشاريع " المارينز الأمريكي الاقتصادية " يعلمها الكاذب الذي يحاول تشويه جيش بلاده ، ويتبعه في ذلك مجموعة من الجهلاء تجدهم يحملون في أقوالهم وأفعالهم كل الإحباط والسواد للشعب المصري !

رسالة إلى الجهلاء فقط : حاولوا أن تقرؤوا عن مفهوم الأمن القومي قبل أن تنزع مصر عنكم الرقم القومي

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز