قطر تتقشف !

بقلم : جورج أنسي

قمة الرفاهية وارتفاع متوسط دخل الفرد يتركز فى منطقة الخليج العربى وخاصة فى دول مجلس التعاون الخليجى بشكله القديم المتمثّلة  فى الكويت ، السعودية ، قطر ، الإمارات العربية المتحدة ، سلطنة عمان والبحرين والتى ربما تكون أقلهم إزدهارًا ورفاهية بحكم قلة الموارد مقارنة بجيرانها !

لكن يبدو أن هذة الرفاهية أصبحت مهددة مع تقلص عائدات الذهب الأسود أو البترول ونقص الموارد المالية ، فقد أعلنت أخيرًا دولة قطر - إحدى أبرز الدول الغنية فى المنطقة - عن إجراءات للتقشف لأول مرة فى تاريخها الحديث حتى أن قناتها الفضائية الشهيرة - الجزيرة - طالتها هذة الإجراءات ببدء عملية التخلص من العمالة الأجنبية وإغلاق قناة (الجزيرة أمريكا ) فى خطوة وصفت بأن الإمارة الخليجية الغنية بدإت مرحلة توديع عهد الرفاهية والرخاء وصولاً لمرحلة ( ربط الحزام ) وهو مؤشر يحتاج لدراسة دقيقة ، خاصة أن قطر لاتمتلك فقط النفط ولكنها واحدة من أهم دول المنطقة فى إنتاج الغاز الطبيعى والذى أعطى لقطر قيمة مضافة مع إنتاجها الضخم من البترول !

هذا التقشف يدفعنى لتساؤل مرتبط بصورة أو بأخرى بالرفاهية التى كان - ولايزال - يحياها أهل الخليج والمتمثلة فى استقدام خادمات من دول جنوب شرق آسيا ومنطقة القرن الأفريقى للعمل فى منازل الاثرياء ورجال الأعمال، وهو أمر محير جدًا عندنا فى ظل نقص موارد الدولة المصرية من العملات الأجنبية - التى يتم دفع رواتب العاملات بها - مع إرتفاع معدلات البطالة بين الشباب المصرى ، وهو ما ينطبق أيضًا على تشغيل أجانب فى وظائف ومهن غير مؤثرة - خاصة اذا كانوا من غير الكفاءات والخبرات المطلوبة - وبطبيعة الحال فإن حالنا مقارنة بدولة مثل قطر يحتاج لاجراءات تقشفية - من نوع آخر - على أرض الواقع ويكفينا قائمة المستشارين فى جميع قطاعات الدولة للدلالة على البذخ والمحاباة فى ظل ظروف إقتصادية صعبة ..

فياليتنا نأخذ بما يقوم به الأثرياء فى منطقتنا من إجراءات .. علنا نتعظ !