عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
التَضْحِيَةُ مِن أجلِ مِصْر

التَضْحِيَةُ مِن أجلِ مِصْر

بقلم : د. شريف درويش اللبان

يَحُلُ علينا عيدُ الأضحى المبارك – عيدُ التضحيةِ والِفداء – هذا العام ومصرُ تواجهُ تحدياتٍ جمة من شمالِ البلادِ إلى جنوبِها ومن مشرقِها إلى مغربِها. فعملية تطهيرُ سيناء تمثلُ تحديًا ضخمًا لقواتِنا المسلحة الباسلة التي أخذت على عاتقِها أن تثأرَ لشهداءِ الوطن من تلكَ العصاباتِ التي لا تعرفُ معنى الوطن وتستهدفُ من يدافعون عنه، والتحدي الأكبرُ هو تطلعُ الشعبِ المصري الذي يؤازرُ قواتِه المسلحة لإعلانِ الرئيسِ عبدِ الفتاحِ السيسي سيناءَ خاليةً من الإرهابِ والإرهابيين في أقربِ وقتٍ ممكن لكي نبدأَ في إعمارِها.



وفي سبيلِ اللهِ والوطن لازالَ أبطالُ الشرطةِ المصرية يقدمون التضحياتِ الجسام من أجلِ الوطن سواء في سيناء أو في محافظاتِ الدلتا أو في الصحراء في حربِها مع مَن يهددونَ أمنَ الوطن. وليس أدلُ على ما تقومُ به الشرطةُ المصرية من جهودٍ سوى ما تقوم به بالتعاونِ مع القواتِ المسلحة لمنعِ تسللِ الإرهابيين إلى الدلتا وصعيدِ مصر ومحاولتهم تكوينَ إمارةٍ داعشية في أسيوط، وهو ما حاوله المماليك منذ قديم وفشلوا فيه أيضًا؛ فصعيدُ مِصْرَ هو مصنعُ الرجال الذي يُصدِرُ رجالَه إلى جيشِ الوطن، وكم من الصعايدة الشجعان الذين سطروا ملاحمَ بطولية في معاركِ هذا الوطن. ولم يفهم الإرهابيون أن صعيدَ مصرَ يكنُ كلَ التقديرِ والاعتزاز لقواتِه المسلحة، وهو ما كشفت عنه عديدٌ من الدراسات، وأنه لن يكونَ أبدًا ملاذًا للإرهاب والإرهابيين.

وإذا كانت القواتُ المسلحة والشرطةُ المصرية تذودان عن شرفِ هذا الوطن وكرامتِه، ويقومان بكسر موجةٍ جديدة من محاولةِ كسرِ إرادةِ الأمتيْن العربية والإسلامية، كما حدث من قبل على مرِ التاريخ في حربِها ضدَ الهكسوس والرومان والصليبيين والتتار والمغول والفرنسيين والإنجليز، فلا بُدَ للشعبِ المصري أن يقفَ صفًا واحدًا وراءَ قواتِه المسلحة في معركتِها ضدَ الإرهاب، وهى المعركةُ التي لا تقلُ ضراوةً عن حروبِها التي خاضتها نيابةً عن الأمتيْن العربية والإسلامية في الماضي، والتي سوف يسجلُها التاريخ ويقفُ أمامَها طويلاً، ليضعَ مِصْرَ في سجلِ الفَخَار كدولةٍ متحضرة تحاربُ الفوضى والهمجية والمتاجرةَ بالدينِ لصالحِ قوىً ظاهرةٍ وخفية.

ولكن كيفَ يقفُ الشعبُ المصري وراءَ قواتِه المسلحة؟، أعتقدُ أن الإجابةَ عن هذا السؤال قدم بعضها الرئيسُ عبدُ الفتاح السيسي في ثنايا رسائِله إلى شعبِ مصرَ العظيم ومنها ضرورةُ الاصطفافِ الوطني، فالفتنُ الداخلية والانقسامات والتشظي هى التي تسمحُ لقوى الظلامِ بالانتشارِ والتمددِ في رُبوعِ الوطن بُغيةِ تحويلِه إلى أشلاءٍ متناثرة لكي تنفثُ بعضَ حقدِها الدفينِ في الشعب المصري الذي لَفِظَ هذه القوى في ثورةِ 30 يونيو، وهى منذ ذلك الحين تتوعدُه بالثبورِ وعظائمِ الأمور إذا هى عادت إلى السلطةِ تارةً أخرى.

لقد حاولَ المتآمرون في الأونةِ الأخيرة أن يلوكوا بألسنتِهم ما تقومُ به القواتُ المسلحة من محاولةِ سَدِ الثغرات والفجوات في الحياةِ الاقتصادية المصرية، ولا سيما فيما يتعلق بالسلعِ التي لا يصحُ احتكارَها أو منعَها عن الناس، مثلَ لبنِ الأطفال والمحاليلِ الطبية واللحومِ والدواجنِ وغيرِها من السلعِ التي لا يَستغني عنها المواطنُ المِصري، وحرصُ القواتِ المسلحة على طرحِ هذه السلع في آلافِ المنافذِ الثابتة والمتحركة على مستوى الجمهورية للتخفيفِ عن كاهلِ المواطنين.

وبدلاً من أن يُنصِتُ المتآمرون والذين في قلوبِهم مرض إلى دعاءِ المصريين للقواتِ المسلحة والرئيسِ عبد الفتاح السيسي على ما يبذُلُه من جهودٍ لكي لا يُحمل المواطنين من الفقراءِ ومحدودي الدخل فاتورةَ الإصلاحِ الاقتصادي، فإنهم انطلقوا في حملةٍ مسعورة في الإعلامِ والمواقعِ الإخبارية في مِصْرَ وخارجَها يفضحُها أنها جاءت متزامنةً ومُخططةً للنَيْلِ من القواتِ المسلحة، والادعاء بسعيها للسيطرةِ على الاقتصاد والتربُحِ من ورائِه، وتزامنت هذه الحملةُ الإعلامية مع حملةٍ أخرى على شبكاتِ التواصل الاجتماعي دشنُها صِبْيَةُ الإخوان وكتائِبهم الإلكترونية ضِدَ القواتِ المسلحة .. ضِدَ خَيْرِ أجنادِ الأرض.. ضِدَ آخرِ جيشٍ يذودُ عن آخرِ دولةٍ مستقرةٍ في المِنطقة.

وإذا كانت القواتُ المسلحةُ المِصرية تدفعُ ضريبةَ دِفاعِها عن هذا الوطنِ من دمائها وعتادها والطعن في نُبْلِ أهدافِها وإلى جانبِها الشرطةُ المِصرية، فإنه يجبُ أيضًا أن يُضحي المصريون – ونحنُ في عيدِ التضحيةِ والفِداء – ببعضِ طِيبِ العيْشِ، ونتحملُ جميعًا ضريبةَ الإصلاحِ الاقتصادي التي ستؤدي إلى إصلاحِ هياكلِ الاقتصادِ المتداعية منذ عشراتِ السِنين لكى ننطلقَ إلى آفاقٍ أرحب لنا ولأولادِنا من بعدِنا، فلنصبرُ قليلاً، ولنُضحي كثيرًا من أجلِ هذا الوطن، وليكن لنا في سيدِنا إبراهيم عليه السلام أسوةٌ حسنة عندما أوشكَ أن يُضحي بابنه إسماعيل.

إن مِصْرَ تستحقُ التضحيةَ والفِداءَ .. وهنيئًا لمن يُقدمُ نفسَه قُربَانًا للهِ والوطن.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز