المنظومة المأزومة !

بقلم : جورج أنسي

ربما كانت منظومة التموين وفرق نقاط الخبز، من أنجح الخطط التى استطاعت من خلالها الدولة المصرية أن تقدم ما يفيد المواطن البسيط بصورة عملية . فأن تكون المنظومة - نظريًا وعمليًا - ناجحة على أرض الواقع ..فهذا هو المراد ، لكن أن تظل السلبيات راسخة دون زحزحة رغم معرفة المسئولين والقائمين عليها ، فذلك هو الفشل الذريع الذى يضيف الى كاهل المواطن الغلبان أعباء أخرى!

ولعل (الأعياد) هى الكاشف الأعظم لبعض الخلل فى تلك المنظومة لتحولها الى (مأزومة) ، فمع تعطل مؤسسات الدولة  فى عيد الأضحى لمدة وصلت الى ٨ أيام ، تعذر على غالبية المواطنين صرف بدل نقاط الخبز بل والمخصصات التموينية - بصفة عامة - مما تسبب فى تزاحم الناس على المنافذ التجارية للحصول على مستحقاتهم التموينية وما تبع ذلك من نفاذ السلع الغذائية وحدوث مشاحنات فى أماكن عدة من القاهرة الكبرى!

وهنا يثور السؤال ؛اذا كانت الدولة قد نجحت فى وضع منظومة إليكترونية لصرف  حصص التموين لمستحقيها وتوفير الخبز بصورة جيدة بل وتقليل الفاقد من الخبز ليستفيد المواطن من ذلك فى الحصول على سلع أخرى بفارق نقاط الخبز التى لا يستنفذها ، فما المانع فى إيجاد آلية للتعاقد مع منافذ اخرى مثل (السوبر ماركت الكبيرة والهايبرات ) لتوسيع دائرة الاختيار امام المواطنين بدلا من قصرها على بقالات محددة لاتستطيع أن تفى باحتياجات الناس ! 

لا أعتقد ان توفير ماكينات تشغيل الكروت الذكية وتوسيع شبكة ربط منافذ صرف التموين وبدل نقاط الخبز ، ستشكل معضلة اذا توافرت الرغبة الحقيقية لتسهيل الامور على البشر ، وفى النهاية فإن الرابح هو المواطن الذى هو هدف اى حكومة ، فالمنافسة بين الهايبرات والسوبر ماركت ( الكبيرة ) ستصب فى مصلحة المواطن من خلال عروض خاصة يقدمونها لاصحاب كروت التموين والذين يشكلون أعدادا كبيرة بطول مصر وعرضها .

ان نجاح منظومة التموين يجعلنا حريصين على استمرارها وتطويرها ، ولابد ان يكون تفكير المسئولين فى الوزارة ينصب على استمرار هذا النجاح وتقديم المزيد من الحلول الناجعة حتى لايتحول الرضا والانشراح الى نقمة وغضب وكأنك (يا ابوزيد ماغزيت) !!