د. هدى درويش
كلنا ..ناديا باسي طه ..
بقلم : د. هدى درويش
’’ أجني عليك ثم اجعلك نجما ’’ ... هذه هي السياسة الامريكية منذ بداية عهد الانفراج في العلاقات الدولية ....و عندما أقول’’كلنا ناديا باسي طه’’ فأنا لا أبالغ على الاطلاق لأن واقعنا المحكوم بتهمة العروبة المستضعفة من المحيط الى الخليج يجعلنا نسقط سقوطا حرا مدويا ... فقبل عشرين سنة كنا على الارجح بحال أفضل من هاته ...و قبل عقد من الزمن كانت القاعدة أكثر رأفة من داعش و طالبان أقل وحشية من البكوحرام و كانت فلسطين نكبتنا الوحيدة التي تتخم ذاكرتنا بالجراح ... علينا أن نختار بين السيء و الأسوأ حين لا يكون أمامنا خيار ...
ناديا باسي طه من رتبة أميرة رفيعة المستوى في عشيرتها الى رتبة مومس بالاكراه و السادية و من درجة العابدة الزاهدة بطقوس ديانتها الايزيدية الى قاع الجريمة الجنسية الجماعية التي طعمها في الحضيض , لا يشفيه موت من بعد حياة ... هو لحظة اغتيال حقيقية لكل ما يمكن أن تحمله الذات الانسانية من حياة ... تستحق أن تستهلك هواء هذا الكوكب .
بالفعل ...هو شيء يشفي الغليل أن تكون ناديا باسي سفيرة للأـمم المتحدة , هذه المنظمة اللامسؤولة و التي بالرغم من كل نقائضها لا يمكن أن ننكر خرجاتها ذات الطابع الانساني من خلال سفرائها في كل الأقطار لكن المستفز في الموضوع هو أن هذه المنظمة المنحازة التي يضم مجلسها جلادي العالم و يظهرهم بأنياب ذهبية ... و اعداء الحياة الحقيقيين و المعرقلين الفعليين لكل قضايا السلام و التعايش لا يمكن لها أمن تضحك على ذقون الأمم ... نطالب اليوم بالعدالة لنساء حلب و بنغازي و الرقة الذين ما يزالون في قامة الانتظار الطويلة ... و رجال أبو غريب , أبطال المهزلة البورنوغرافية التي كانت الأمم المتحدة جهة انتاجية لها و التي تبقى على جبين المارينز عارا لا يخفى ... و فتيات نيجيريا و ضحايا جيش الرب بأوغندا و بعيدا عن مأساة الجنس نذكر أيضا في وجه الانسانية المتعب بورما التي يقتلها ’’الدين الواحد المستفحل الرافض ’’ و طفلات اليمن , ضحيات البيدوفيليا المشروعة باسم الدين و العرف ... و غيرهم و غيرهم من المعذبين على أرض خُلقت كي تضم الجميع ...
هو شرف للأمم المتحدة أن تكون ناديا باسي طه و مثيلاتها سفيرات لها ... و ليس العكس .
جوجل نيوز
